تقول اسرائيل والأمم المتحدة ان تلك الارض تعود ملكيتها الى سوريا وانها جزء من هضبة الجولان احتلتها اسرائيل خلال حرب 1973. ويصر اللبنانيون بدورهم على انها تعود اليهم. ويقول حزب الله انه لن يضع سلاحه طالما لم تعد اسرائيل تلك الاراضي للبنان. \r\n \r\n عندما انتهت الحرب الاهلية الدموية والطويلة في لبنان وافقت جميع الميليشيات اللبنانية المتحاربة على التخلي عن سلاحها باستثناء حزب الله الذي يجادل بالقول انه يحتفظ بسلاحه من اجل محاربة اسرائيل التي كانت تحتل في حينه جنوب لبنان. وتقول اسرائيل والكثير من المراقبين ان المطالبة اللبنانية بالمزارع اكتسبت المزيد من الزخم بعد انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000. وحسب وجهة النظر تلك فإن حزب الله المدعوم من قبل سوريا استغل قضية المزارع من اجل اعطاء الشرعية لاستمرار المقاومة ضد الاحتلال. وسواء كانت هناك شرعية من عدمه لهذا المطلب فإنه اصبح إحدى اهم القضايا المركزية في جلب السلام الدائم للمنطقة. يقول باتريك رينود ممثل الاتحاد الأوروبي في لبنان «ان مزارع شبعا هي المفتاح بالطبع ليس هناك ضمان بأن حزب الله سينزع سلاحه اذا ما تم تسليم تلك المزارع للبنان فحزب الله عادة ما يغير لغته حسب الرياح السياسية السائدة». \r\n \r\n ويقول عضو اللجنة المركزية لحزب الله احمد مالي في مقابلة اجريت معه الاسبوع الماضي «ان شبعا مهمة ولكن المحافظة على سيادة لبنان تعتبر أهمية بالنسبة لنا. اننا سنحتفظ بسلامنا مادامت اسرائيل تشكل تهديدا لنا». \r\n \r\n وحتى الأحزاب اللبنانية التي عارضت حزب الله تقول ان حل قضية مزارع شبعا سيعطيها المزيد من القوة لممارسة الضغوط على حزب الله لنزع سلاحه. \r\n \r\n اسرائيل تنظر للموضوع من زاوية اخرى. فلقد ذكر ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي انه اذا نفذ لبنان التزاماته المنصوص عليها في قرار الاممالمتحدة الذي انهى القتال بموجبه بما في ذلك نزع سلاح حزب الله فان اسرائيل ساعتها ستكون راغبة في مناقشة قضية مزارع شبعا. \r\n \r\n يقول سكان مزارع شبعا الذين اقاموا فيها وعملوا على استغلالها وفلاحتها انهم لبنانيون وان تلك الارض الواقعة على سفح جبل الشيخ والمطلة على سهل الحولة الذي يشكل حاليا جزءا من اسرائيل هي اراض لبنانية منذ قديم الزمان. \r\n \r\n بعدما اقدمت فرنسا على اقتطاع لبنان من سوريا في العشرينيات من القرن الماضي وظهرت معظم الخرائط التي رسمت خط الحدود بأنه يقع ما بين بلدة شبعا والمزارع التابعة لها الخرائط الفرنسية وضعت مزارع شبعا في سوريا في الوقت الذي استمر سكان المزارع في دفع الضرائب للحكومة في بيروت واستمروا كذلك في تسجيل مواليدهم ووفياتهم وغيرها من الاحداث في لبنان. \r\n \r\n ويقول اللبنانيون ان دراسة امر بإجرائها الرئيس السوري اديب الشيشكلي في عام 1951 ونشرت في 1964 وجدت ان المزارع هي جزء من لبنان وان الخرائط التي تظهرها على انها جزء من سوريا هي خرائط خاطئة وتقر سوريا حتى في ايامنا هذه بأن المزارع لبنانية. \r\n \r\n المزارع الاربع عشرة الاصلية تحولت مع مرور الوقت الى 14 قرية صغيرة يتألف كل منها من 20-30 منزلا وعندما استولت اسرائيل على المزارع كان هناك حوالي 200 اسرة تمتلك تلك الاراضي. \r\n \r\n وتظهر اوراق ملكية الاراضي على انها ممهورة بالاختام اللبنانية كما ان الطوابع اللبنانية القديمة تظهر عليها ايضا. \r\n \r\n كان سكان هذه المزارع يعيشون على زراعة أشجار الزيتون والذرة والاعناب والطماطم وكان السكان يقضون اوقات فصل الشتاء في المزارع حيث كان الطقس اكثر دفئاً بينما كانوا يمضون اوقات ايام الصيف في البلدة بسبب اعتدال طقسها. \r\n \r\n ويقول احد سكان البلدة «ان المقاتلين الفلسطينيين كانوا يطلقون صواريخهم على اسرائيل من تلك المنطقة مما دفع اسرائيل لاحتلال الارض مزرعة بعد مزرعة إلى ان اخرجونا جميعاً من هناك» ويقول الكثير من اللبنانيين ان السبب الرئيسي الذي دفع اسرائيل لاحتلال المزارع هو المياه وهو نفس السبب الذي يدفعها للتردد في التخلي عنها. \r\n \r\n ويوجد في المزارع الكثير من الينابيع والجداول اضافة إلى المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج على جبل الشيخ وهي مياه تستغلها اسرائيل في الزراعة وخاصة في اجزائها الشمالية. يقول الزعيم الدرزي وليد جنبلاط «ان المياه وليس الأمن هو الذي يدفع اسرائيل للتمسك المزارع». \r\n \r\n بلدة شبعا سنية ومعظم اهالي البلدة من اقوى المؤيدين لحزب الله ورفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق اغتيل وهذا الاغتيال لم يمنع السكان من استمرار تأييدهم لكلا الطرفين بالرغم من حدوث حزازات بين السنة والشيعة في مناطق اخرى في لبنان عقب عملية الاغتيال. \r\n \r\n يقول احد وجهاء المزارع ويدعى عطوي «اننا نحب المقاومة لانها حررت لنا ارضنا في 2000». \r\n \r\n ويقول عطوي إنه ما كان لاسرائيل ان تخرج من جنوب لبنان لولا مقاومة حزب الله في الوقت الذي لم تظهر الحكومة والجيش اللبناني سوى الفتور والسلبية تجاه قضية المزارع. \r\n \r\n المشكلة بالنسبة للبنان ان الاممالمتحدة ذكرت ان الانسحاب الاسرائيلي الذي تم في عام 2000 كان كاملاً.. وإذا ما اعترفت اسرائيل بلبنانية مزارع شبعا، فانه سيتوجب عليها ساعتها ايضا مناقشة موضوع الانسحاب من جميع هضبة الجولان. والاممالمتحدة تريد من لبنان وسوريا ان تقررا اين تقع الحدود قبل ان تتحرك المنظمة الدولية للتعامل مع القضية. \r\n \r\n ولكن سوريا وبالرغم من انها تدعم المطلب اللبناني في العلن فإنها سعيدة لرؤية الموضوع يتطور آملة ان يؤدي ذلك الى البدء باجراء مفاوضات مع اسرائيل حول اعادة هضبة الجولان لها. \r\n \r\n مثل الكثير من اللبنانيين يأمل سكان المزارع انه وبمجرد عودة اراضيهم اليهم فإنه لن يكون هناك حاجة لأي ميليشيات ويقول عطوي «يجب ان يستمر وجود حزب الله الى ان تتحرر المزارع ويطلق سراح جميع الاسرى. ولن بعد ذلك يتوجب عليهم القاء سلاحهم والانضواء تحت لواء الجيش اللبناني. وان شاء الله سيفعلون \r\n