والمرحلة الأولى من المشروع , والتي تتضمن إكمال 50 % من أعمال السياج على مدى السنتين القادمتين , ستبدأ في بحر أشهر قليلة . \r\n وهذا كله هو جزء من استراتيجية للولايات المتحدة لتعزيز ودعم الأمن الداخلي , ولإرسال رسالة سياسية إيجابية إلى الجماعات المعادية لأميركا . ومع ذلك , فعلى المدى المتوسط والطويل يمكن أن يكون لهذا تأثير سلبي على اقتصاديات منطقة الحدود الأميركية , وكذلك على العلاقات التجارية مع المكسيك . \r\n على أن التعقديات السياسية المباشرة أكثر سترى في انتخابات الكونغرس في نوفمبر القادم في الولاياتالمتحدة , مع كون الجمهوريين يأملون في استخدام أجواء الهجرة غير الشرعية للفوز بالأغلبية في كلا مجلسي الكونغرس ( الشيوخ والنواب ) . وتباعا , وبالاحتفاظ بالأغلبية خلال السنتين النهائيتين من ولاية الرئيس جورج بوش , سيكونون في موقف أفضل يسمح لهم بالفوز في انتخابات الرئاسة في عام 2008 . ومن المؤكد أن أرقام استطلاعات الرأي صحيحة , والتي تظهر أن أغلبية المواطنين الأميركيين يحبذون أمنا أقوى على طول الحدود الأميركية-المكسيكية \r\n وبالنسبة للمكسيك , فإن إضافة سياج حدودي ومعدات وأجهزة على الحدود تمثل فشلا في سياستها الخارجية مع الولاياتالمتحدة حتى الآن كما كانت غير قادرة على التأثير في الجدل والنقاش الداخلي لدى جارتها الشمالية . وعلاوة على ذلك , فإن المكسيك كانت غيرموفقة في الجهود المبذولة للمبادرة إلى محادثات ثنائية بين البلدين حول أسباب وقضايا الهجرة , وحول برامج لإبطاء تدفق ما يقرب من 500.000 مهاجر يعبرون الحدود سنويا بطريقة غير شرعية . \r\n وبالنسبة للحكومة المكسيكية الجديدة , التي ستتولى الحكم في الأول من ديسمبر القادم , فإن هذه رسالة بعدم الثقة ومزيد من الفصل والعزل . والرسالة تقول : \" إننا لدينا قليل من الثقة في أنكم يمكنكم إيجاد وظائف في بلدكم , ولذا فنحن سنوقف ما يمكنا وقفه من أناس يعبرون الحدود \" - وحق الولاياتالمتحدة في فعل ذلك هي مسألة ليست محل تساؤل وشك . \r\n وبالرغم من إصرار بعض الناس على أن هذا جزء من إصلاح شامل يدعمه ويروج له الرئيس بوش , فإنه لن يكن هناك إصلاحات متعلقة بالهجرة قبل انتخابات نوفمبر النصفية في الكونغرس \r\n وهو ما يعني أيضا أن التسامحات والإعفاءات التي يأتي بها الإصلاح لن تسن لتسمح لملايين المهاجرين المكسيكيين بأن يمكثوا بصورة غير قانونية في الولاياتالمتحدة , حتى بالرغم من أن الرئيس المكسيكي فينست فوكس قد احتفل بهذا كأمر واقع قريب . وهذه المسألة لن تحسم حتى نهاية العام القادم , أو ربما يمكن أن توضع على الرف حتى عام 2009 . \r\n ومن المنظور , في الواقع , أن لا شيئ سيتغير على مدى السنتين القادمتين - وهي المرحلة الأولى من بناء السياجات الجديدة . . وهذا باستثناء الوظائف ذات الصلة التي سيتم إيجادها , والإنفاق الكبير على تقنية زمن الحرب من شركة \" بيونغ \" . وبخلاف هذه الخلافات , فإن عبور المهاجرين سيستمر , وسيستمرون في شغل الوظائف المتاحة للعمال ذوي الدخل المحدود الذين تنكر عليهم غالبا حقوقهم العمالية . \r\n إن المكسيك وحكومتها الجديدة يجب أن تستغل أيضا هذا الوقت في تنفيذ مراجعة جدية لاتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية \" النافتا \" مع الولايات المتحة , لأنها لا تجلب الفوائد التي تحتاجها المكسيك . وما هو أكثر من كون الوظائف يتم إيجادها في المكسيك هو أن يتم إيحادها في الولاياتالمتحدة . \r\n وفي الوقت الذي يتم فيه تجاهل حقوق العمال , فإن اشياء مثل الأجور الدنيا والتساوي والتكافؤ في الأجور بين عابري الحدود , وحتى تحدث تغييرات في المكسيك تحفز وتنشط إيجاد واستحداث وظائف , ستستمر الهجرة حتى الآن طالما أن هناك وظائف شمال الحدود لأولئك العمال الذين هم مستعدون لقبول الظروف . والأسوأ في ظروف العمل في الولاياتالمتحدة يمثل أفضل خيار لأناس كثيرين من جنوب الحدود . \r\n على أن أكبر جدار لن يكون ما سيبني على مدى السنين القليلة القادمة , ولكنه جدار موجود بالفعل - وهو نقص التفاهم بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك فيما يتعلق بظاهرة الهجرة وأسباباها وقضاياها . \r\n إن ظاهرة الهجرة هي نتيجة وليست سببا , وعلى مدى السنوات الخمس الماضية خرجت عن السيطرة . وإذا لم يتم الانتباه لها سريعا , في بحر سنتين عندما تكون المرحلة الأولى من مشروع بناء السياج ووضع أجهزة المراقبة مكتملة , فإن المسألة ستصبح مسألة أمن قومي بالنسبة لكلا البلدين الولاياتالمتحدةوالمكسيك . \r\n \r\n إينريك آندريد غونزاليز \r\n كاتب عمود بموقع \" ميكسي داتا دوت كوم \" على الإنترنت \r\n خدمة \" إم سي تي \" - خاص ب \" الوطن \" \r\n