\r\n لا نحتاج الى التكهن عندما يتعلق الامر بالعنصر الذي يمكن ان يكون له التأثير الحاسم في معركة بغداد. فهو, بكل تأكيد, الجنود الامريكيون. لقد تم بالفعل نقل بضعة آلاف من الجنود الامريكيين الى بغداد من مناطق اخرى من العراق. وقد شهدت المواقع التي تم فيها نشر المزيد من الجنود الامريكيين بعض التحسن في الاوضاع. فالمناطق التي تتكثف فيها الدوريات الامريكية اكثر أمناً من غيرها. لكن من غير الواضح ما اذا كان المجموع الكلي للجنود الامريكيين في بغداد يكفي للقيام بالمهمة. وفي نفس الوقت, فإن من الواضح ان تجريد الجبهات الاخرى من الجنود يعرض التقدم الذي احرز في مناطق معينة من البلاد الى الخطر. \r\n \r\n وخلاصة القول هي ان ارسال المزيد من الجنود الامريكيين الى العراق يحسن من فرصنا في كسب معركة حاسمة في لحظة حاسمة وهذا يعني ان القدرة على تحقيق النجاح في العراق ما زالت بمتناولنا الى حد ما. ولهذا السبب ينبغي للرئيس جورج بوش ان يأمر برفع عدد الجنود في العراق بنسبة مؤثرة, مع تركيز مهمة القوات الاضافية على تأمين بغداد. \r\n \r\n لا توجد الآن حجة وجيهة للامتناع عن ارسال المزيد من الجنود الى العراق. غالبا ما تردد الادارة الامريكية القول بأنها لا تريد ان تشجع الاتكالية عند العراقيين. وهو موقف مشروع, لكنه يأتي بالمرتبة الثانية بعد كسب المعركة الرئيسية كما انه يعتبر هدفا بعيد المدى. فالعراق ديمقراطية مستحدثة ودولة ضعيفة تواجه تمرداً وعنفاً طائفياً. وبناء على ذلك فإن العراقيين سيضطرون الى الاتكال علينا لبعض الوقت, وسيكون بوسعنا ان نعنى بفطام العراقيين من الاعتماد على قواتنا بعد تجاوز الازمة الامنية في بغداد. \r\n \r\n تؤكد الادارة على الحاجة الى ايجاد حل سياسي في العراق وليس مجرد حل عسكري, وهذا, بالتأكيد, رأي صائب. لكن العنف في العراق يتقاطع مع السياسة. ومن سمات العنف انه يدفع باتجاه الراديكالية. وهو يعمل على تقوية مواقف المتطرفين المصطفين مع اعدائنا. وما دمنا غير مسيطرين عليه, فإن العنف سيجعل من اية تسوية سياسية امرا اكثر صعوبة. \r\n \r\n الواقع ان العنف الذي ترتكبه الميليشيات الشيعية يرتبط ارتباطا مباشرا بالسياسة. فهو جزء من الصراع على النفوذ في لعبة يلعبها امثال مقتدى الصدر من اجل تهميش الشخصيات المعتدلة مثل آية الله علي السيستاني. ويمكن ان تكون تصريحات السيستاني الاخيرة وما تضمنته من امتعاض من الوضع السياسي العراقي دليلا على ان لعبة الصدر باتت تعطي ثمارها. وارسال المزيد من الجنود الامريكيين في هذا المنعطف من الاحداث لن يكون احلالا ساذجا للقوة العسكرية محل الدهاء السياسي. انما سيكون محاولة للتأثير في الوضع السياسي العراقي لصالحنا. \r\n \r\n لقد قامت الاستراتيجية العسكرية للادارة الامريكية على دفع العراقيين الى الصمود في المعركة المعادية للتمرد والتي تقوم على المبادىء الثلاثة: تطهير المناطق من المتمردين, وامساك تلك المناطق عسكريا, ثم التعمير فيها وبناؤها. ومن الواضح ان هذه الاستراتيجية استراتيجية مثالية. لكن تجربة السنوات الثلاث المنصرمة اظهرت ان العراقيين ليسوا مؤهلين بعد لتنفيذها وبالأخص في المناطق التي يحتدم حولها الصراع مثل العاصمة بغداد. واذا كانت الادارة الامريكية تستحق التهنئة على الخطوات التي قطعتها في تدريب الجيش العراقي, فإن من الواضح انه ما زال علينا ان نفعل الكثير في حماية مواقعنا لكي نتيح للجيش العراقي ان يصبح قوة فاعلة. وهذه المهمة تستدعي المزيد من الافراد. \r\n \r\n اذا قام الجنود الامريكيون بتسليم بعض المناطق الى العراقيين فإن من المرجح ان يتدهور الموقف في تلك المناطق. وقد شاهدنا هذه الآلية تتكرر في مناطق التوتر التي توضع تحت سيطرة القوات الامريكية ثم تنتكس الاوضاع فيها ثانية بعد مغادرة الامريكيين. \r\n \r\n من بين الاسباب التي تدعو الى تفعيل قيام العراقيين بالامساك بالمناطق المؤمنة كون القوى الاهلية لا تثير, من الناحية النظرية على الأقل, ذلك النوع من رد الفعل الوطني الذي يمكن ان تثيره قوات الاحتلال الاجنبية مثل القوات الامريكية. ولكن في مناخ التقتيل الطائفي السائد حاليا, تشير جميع الدلائل الى ان العراقيين العاديين يضعون ثقة اكبر في القوات الامريكية. اذ صار الكثير من السنة يتقبلون وجود قواتنا تحت وطأة المواجهة مع الميليشيات الشيعية, كما ان الزعماء الشيعة المعتدلين يريدوننا ان نبقى في البلاد. والخوف الاكبر في المناطق التي نسير فيها دورياتنا في بغداد هو من ان تغادر تلك الدوريات وليس من ان تبقى. \r\n \r\n لقد اوجز ويليام ستنتز, الاستاذ في كلية القانون بجامعة هارفارد, حقيقة الموقف الذي نواجهه في العراق حين قال: »ان الأرض التي نقاتل من اجلها واحدة من اكثر المناطق اهمية في العالم من وجهة النظر الاستراتيجية. فانتصارنا فيها سيضع النظام الديني الفاشستي في ايران, وهو النظام الاشد خطورة في العالم, بمواجهة الخطر الجدي. اما هزيمتنا فإنها ستزيد بلا حدود من قوة ذلك النظام. فإذا كان هناك ادنى احتمال بأن ارسال المزيد من الجنود الامريكيين الى تلك الارض سوف يزيد فرصتنا في النجاح, فإن الامتناع عن اسالهم يعتبر جريمة«. \r\n \r\n يلاحظ ان المتحدثين الرسميين بلسان الادارة الامريكية قد تخلوا عن الحديث عن »البقاء حتى نهاية الشوط« في العراق لصالح الحديث عن »التكيف للفوز«. فإذا كان لهذه المصطلحات من معنى فإنها تعني ان الادارة لا تستطيع ببساطة ان تبقى حتى نهاية الشوط بالعدد الحالي من القوات, ان علينا ان »نتكيف« لكي نربح معركة بغداد. ونحن في حاجة الى زيادة كبيرة في اعداد جنودنا في العراق. وارسال تلك الزيادة سيكون عملاً شجاعا من قبل الزعامة الرئاسية في مستوى الازمة التي نواجهها في العراق. \r\n