حجارة الدومينو يتساقط الحجر منها تلو الآخر، ومع ذلك فإنه يحذر الأميركيين من مخاطر الحديث عن الكيفية التي يمكن بها إنهاء الحرب في العراق.قال رامسفيلد أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ قبل أيام «إذا ما تركنا العراق بصورة متعجلة قبل الأوان فإن العدو سيطلب منا مغادرة أفغانستان ثم الانسحاب بعدها من الشرق الأوسط، وإذا ما تركنا الشرق الأوسط فإنهم سيطلبون منا مغادرة ما يعتبرونه أراضي اسلامية محتلة من اسبانيا إلى الفلبين، وهذا في النهاية سيجعلهم يلاحقوننا إلى أماكن قريبة من بلادنا». \r\n \r\n لا نذكر ان مسؤولا في الشؤون الخارجية الأميركية سبق وان قال مثل هذا الكلام منذ عقود، فبعد حرب فيتنام لم تتوسع الامبراطورية الشيوعية ولم تكتسح كل آسيا كما توقع الكثيرون بل ترنحت وانهارت في النهاية. \r\n \r\n «العدو الجديد» الذي يحذرنا منه رامسفيلد ليس مؤامرة تأخذ البعد العالمي بل مجرد مجموعات سياسية ودينية متفرقة وحد بينها الغزو الأميركي للعراق. \r\n \r\n الأميركيون خائفون من تنامي الفوضى في الشرق الأوسط وآخر شيء يرغبون في سماعه هو وضع رامسفيلد اللوم على مخططي القاعدة بشأن العنف الطائفي المستشري في العراق. \r\n \r\n كل ما يريده الأميركيون هو مجرد ضمان وتأكيد من ان الادارة الحالية تستوعب الحقائق والواقع وتضع الأهداف التي يمكن تحقيقها وانجازها في العراق بأقل ضرر ممكن على المدى البعيد. \r\n \r\n بدل ذلك تمسك رامسفيلد بمقولاته السابقة حول البقاء على نفس الطريق دون ان يقول لنا ما هو هذا الطريق وكل ما اتحفنا به هو القول إنه يتوجب على العراقيين تعلم ادارة بلدهم بأنفسهم.الجنرالات الذين كانوا محيطين برامسفيلد كانوا أكثر براغماتية منه فالجنرال جون أبي زيد قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط قال «ان العراق قد ينزلق نحو الحرب الأهلية إذا لم يتم احتواء العنف» واعترف بأن العنف السائد هو الأكثر سوءا ولم يسبق له ان رأى مثله وبهذه المستويات من قبل في العراق. \r\n \r\n حاول الجنرالات اظهار قدر من التفاؤل تجاه وضع قوات الأمن العراقية ولكن الواقع لا يشجع هذا النوع من التفاؤل فهم يدركون جيدا ان الميليشيات هي من يسيطر على البصرة وان المسؤولين الحكوميين العراقيين لا يريدون سوى عصابات ارهابية تمولها إيران وان ثلث قوات الشرطة لا يمكن الوثوق بها. \r\n \r\n رامسفيلد يقترح ان يترك المشرعون كل شيء له ولقادته العسكريين في كل ما يتعلق بالعراق. \r\n \r\n لقد سبق ان توقع الأميركيون في يوم من الأيام ان يكسب البنتاغون الحرب في العراق وتراجعت آمالهم وتوقعاتهم إلى مجرد تمني الخروج سالمين. \r\n \r\n إنهم بالتأكيد لن يشعروا بالارتياح وهم يستمعون لرامسفيلد وهو يتحدث عن حماية اسبانيا من الاحتلال الاسلامي. \r\n