وشكلت اعتداءات لندن في السابع من تموز/يوليو 2005 نقطة تحول في العمليات التي استهدفت حتى الان اوروبا، حيث قام للمرة الاولى انتحاريون بضرب بلدهم. \r\n \r\n \r\n وعم الذهول بعد الاعتداءات التي اسفرت عن 52 قتيلا ونحو 700 جريح، حين تبين ان ان المنفذين الاربعة بريطانيون نشأوا في بريطانيا وولد ثلاثة منهم فيها. \r\n \r\n \r\n والملفت خصوصا في الامر ان الانتحاريين الاربعة كانوا مندمجين تماما في مجتمعهم ولا تظهر عليهم اي اشارات تطرف او اي نزعة تميزهم عن سواهم من المواطنين المسلمين العاديين ما يجعل من شبه المستحيل رصدهم. \r\n \r\n \r\n وتضم بريطانيا اقلية مسلمة من 1.6 مليون نسمة يمثلون 2.8% من سكانها ويتحدر معظمهم من باكستان وبنغلادش وقد ولد نصفهم في هذا البلد. \r\n \r\n \r\n واوضح اختصاصي العلاقات بين الاعراق في جامعة وارويك محمد انور ان \"المسلمين باتوا يعتبرون اليوم بمثابة خطر كامن وغير موالين لبلادهم\". \r\n \r\n \r\n وتضاعفت اثر اعتداءات لندن الهجمات على المسلمين والمساجد لكن سرعان ما تراجعت بعدها. \r\n \r\n \r\n غير ان الفينا مالك من لجنة المساواة العرقية (حكومية) اوضحت ان قوانين مكافحة الارهاب التي تم تشديدها سنة بعد سنة \"زادت من احساس انعدام الامان\" بين مسلمي بريطانيا. \r\n \r\n \r\n وينتشر القلق بين ابناء الاقلية المسلمة ازاء ما يستهدفهم باستمرار من عمليات دهم واعتقالات وتوقيف رهن التحقيق لفترات طويلة بدون توجيه التهمة اليهم. \r\n \r\n \r\n ولم تعد بريطانيا تتساهل كما في الماضي حيال الدعاة المتطرفين فقد حكم على اشهرهم ابو حمزة امام مسجد فينسبوري بارك بالسجن سبع سنوات فيما تضع السلطات الائمة المتطرفين الاخرين قيد الاقامة الجبرية بانتظار ان تتمكن من طردهم. \r\n \r\n \r\n وبعد السماح لهم بحرية التعبير، بات \"تمجيد الارهاب\" بمثابة جرم. \r\n \r\n \r\n وفي موازاة هذا التشدد حيال المتطرفين، سعت الحكومة الى تعزيز الحوار مع المعتدلين فانشأت مجموعة عمل تضم مئة مسؤول ومثقف من المسلمين اطلقت عليها اسم \"العمل معا ضد التطرف\". \r\n \r\n \r\n وان كانت هذه المجموعة اتاحت اقامة اتصالات مثمرة بين اعضائها وهو ما يقر به المثقف المسلم المثير للجدل طارق رمضان الذي شارك فيها، الا ان عددا ضئيلا من التوصيات التي اصدرتها بالعشرات يتوقع ان يترجم على ارض الواقع. \r\n \r\n \r\n وتشكلت لجنة استشارية للمساجد والائمة الاسبوع الماضي ستتولى الاشراف على الخطب للتحقق من لهجتها المعتدلة وتقديم النصح الى الحكومة في ما يتعلق بالائمة الاجانب الذين يرغبون في القاء خطب في المملكة. \r\n \r\n \r\n وكلفت مجموعة من رجال الدين القيام بجولة في بريطانيا لتوعية الشبان خصوصا ونقض التفسيرات المتطرفة لمبادئ الاسلام. \r\n \r\n \r\n وشجع مسلمو بريطانيا على تمييز مواقفهم بشكل واضح عن المتطرفين والتعاون مع الشرطة في حال رصد سلوك مشبوه. \r\n \r\n \r\n غير ان عملية ضخمة قامت بها الشرطة في مطلع حزيران/يونيو في شرق لندن للاشتباه بوجود مخطط لشن هجوم كيميائي وشيك اضرت بالجهود المبذولة لاحلال الثقة بين المسلمين وغير المسلمين. \r\n \r\n \r\n وادت العملية الى اعتقال شابين اصيب احدهما بجروح اثناء العملية، وقد اطلق سراحهما بعد فترة قصيرة بدون توجيه اي تهمة اليهما. \r\n \r\n \r\n وتختلط الظروف الاقتصادية والاجتماعية بالدوافع السياسية الناتجة عن الحرب على العراق، لتثير مشاعر النقمة المنتشرة بين مسلمي بريطانيا، حيث تعاني الاقليات المتحدرة من باكستان وبنغلادش من نسبة بطالة مرتفعة ومستوى تاهيل متدن. \r\n \r\n \r\n واوضح طارق رمضان الاستاذ في معهد سانت انتوني في اوكسفورد \"ان النموذج البريطاني المتعدد الثقافات هو موضع جدل لكن لم يطعن به بعد\"، مشيرا الى ان \"المجموعات تعيش جنبا الى جنب بدون ان تعرف بعضها البعض. المشكلة تكمن في غياب الاختلاط الاجتماعي\". \r\n \r\n \r\n