واكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الجمعة ان \"قواعد اللعبة تغيرت\" بين الحكومة والمتشددين، عارضا سلسلة اجراءات قد تفضي الى العديد من عمليات التسليم والطرد. \r\n \r\n والواقع ان اعتقاد المتشددين لم يكن خاطئا. \r\n \r\n وينتقد رجل الدين السوري عمر بكري مشروع الحكومة لمعاقبة اي تحريض على الكره الديني والعنصري بمفعول رجعي معتبرا انه \"يعبر عن جنون كامل\". \r\n \r\n ويقول \"اخطب في هذا البلد منذ عشرين عاما وافهم ان يصبح الامر غير قانوني اليوم، ولكن لماذا تطبيق القانون الجديد بمفعول رجعي، انه جنون كامل ولا اصدق انني ساطرد على ما قلته العام الماضي\". \r\n \r\n ويحض بكري كل مسلم على العمل لتكريس الخلافة الاسلامية في العالم، واشاد في اذار/مارس 2004 باعتداءات مدريد (191 قتيلا)، وايد في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) امس الجمعة الهجمات على الجنود البريطانيين في افغانستان والعراق. \r\n \r\n وهو الوحيد الذي لا يزال حرا بين الائمة الاصوليين الذين لجاوا الى العاصمة البريطانية منذ التسعينات. \r\n \r\n واستقطبت لندن الاسلاميين من كل الاتجاهات لانها تحتل موقعا ماليا متقدما وتستضيف وسائل اعلام عربية وتمتاز باحترام عريق لحرية التعبير اضافة الى سهولة الحصول على اللجوء السياسي فيها. \r\n \r\n ويعزو معظم الخبراء هذه الظاهرة الى اتفاق غير منظور يقوم على المعادلة الاتية: الحكومة تمنح الاسلاميين هامش تحرك في مقابل عدم تعرض بريطانيا لاي اعتداء ارهابي. وشكا القضاة الفرنسيون من هذه المقاربة زمن تعرض باريس لاعتداءات. \r\n \r\n لكن كل شيء تبدل مع هجمات 11 ايلول/سبتمبر في الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n فتوني بلير دفع بلاده الى التزام \"الحرب ضد الارهاب\" التي اعلنتها واشنطن، وعمل على اقرار قوانين تتيح اعتقال المشتبه فيهم دون محاكمة، وكان رجل الدين الفلسطيني ابو قتادة في مقدم من اعتقلوا بموجب الاجراءات الجديدة. \r\n \r\n وهو اليوم في الاقامة الجبرية بعد عامين ونصف عام امضاها في السجن. \r\n \r\n وفيما اقفل \"مسجد الكره\" في فينسبوري بارك ينتظر امامه المصري ابو حمزة خلف القضبان محاكمته بتهمة التحريض على الكره العرقي والقتل والارهاب. \r\n \r\n ولكن في راي الباحثة سلمى بلعلع في صحيفة \"لوموند\" الفرنسية ان اقفال المسجد المذكور \"جعل منطقة النفوذ الاصولي غير مرئية\"، اما الخطب العنيفة فلا تزال حاضرة على شبكة الانترنت. \r\n \r\n بعد هذه الضربة الموجعة للاصوليين يعتبر عمر بكري ان \"بريطانيا برمتها تحولت ساحة حرب\"، حتى ان المدافن في رأيه صارت هدفا. \r\n \r\n وكان لكلامه هذا صدى مرعب بعد اعتداءات 7 تموز/يوليو (56 قتيلا و700 جريح) ومحاولات التفجير الفاشلة في 21 منه. \r\n \r\n ويقوم رد توني بلير على عمليات طرد وتفكيك للمجموعات الاصولية فضلا عن امكان اعادة النظر في القوانين المتصلة بحقوق الانسان. \r\n \r\n لكن العديد من الاصوات نبهت الى وجوب عدم تخلي بريطانيا عن قواعدها الاساسية. \r\n \r\n وقال تشارلز كينيدي زعيم كتلة الليبراليين الديموقراطيين \"سواء كنا في الحكومة او لا يظل واجبنا الاساسي الدفاع عن دولة القانون وامن المواطنين والحريات المدنية وحرية التعبير\". \r\n \r\n وكانت منظمة العفو الدولية وعمدة لندن كين ليفينغستون وجمعيات مسلمة شددوا على احترام حقوق الانسان معربين عن ترحيبهم الحذر بالاجراءات المقترحة.