\r\n في الثامن من يونيو، سيحضر اكثر من 300 برلماني من اميركا الشمالية واوروبا جلسة الجمعية البرلمانية للناتو، وانتهز هذه المناسبة كي احث بكل احترام زملائي البرلمانيين على التعامل مباشرة مع هذه المسألة. \r\n ففي مواجهة شوكة على الطريق بين التفاوض والمواجهة مع ايران، اختار العالم، في الوقت الراهن، مسار التفاوض، ولا يزال هناك متسع من الوقت لاقناع ايران بالتخلي عن تطوير اسلحة نووية. وتحقيقا لهذه الغاية، تقوم الولاياتالمتحدة بالاشتراك مع فرنسا وبريطانيا والمانيا ودول اخرى اعضاء في الاتحاد الاوروبي ببذل كل جهد دبلوماسي ممكن لحسم المسألة سلميا، ومجلس الامن والوكالة الدولية للطاقة الذرية شركاء في هذا الجهد الدولي المهم. \r\n في الوقت الحالي، تتباهى ايران جهارا نهارا بمخزونها من الصواريخ التي يمكن ان تصل الى كل انحاء الشرق الاوسط، بل واوروبا. وإذا رفضت ايران الدبلوماسية وطورت اسلحة نووية، فإن التهديد الذي تشكله سيتزايد اضعافا. ولمنع ذلك، يتعين على المجتمع الدولي استكشاف كافة الخيارات الدبلوماسية. \r\n الخيار الاول هو الانخراط في محادثات ثنائية بين الولاياتالمتحدةوايران و/ او بين واحدة او اكثر من الدول الاخري التي تشاركنا اهدافنا وايران، والقيادة الايرانية تطرح مقترحات على الولاياتالمتحدة لبدء حوار ثنائي، وعلى الولاياتالمتحدة ان تبقي هذا الخيار على بساط البحث والنظر فيه وكيف ينبغي استكشافه. \r\n ولكي ينجح طريق الدبلوماسية، لابد ان تدرك ايران ان المجتمع الدولي جاد وموحد، وأن ايران تستطيع ان تواصل برنامجها النووي السلمي، وفقا لنظام تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طالما انه يخص احتياجاتها المشروعة من الطاقة، ولكننا، كاتحاد للدول الحرة، لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي. \r\n الخيار الثاني سيكون البدء في وضع استراتيجية ردع، موازية ومساندة للجهود الدبلوماسية. وفي أسوأ سيناريو، حيثما تفشل الدبلوماسية وتواصل ايران في تحد برنامجها النووي، كيف يرد العالم؟ \r\n عند اعداد هذا السيناريو، علينا ان نفكر في دروس الحرب الباردة، عندما نجحت سياسة الردع بفضل اعمال الناتو، وعلى المجتمع الدولي ان يبدأ في وضع تصور اولي لحلقة ردع تطوق ايران وتردعها عن استخدام القوة الفعلية، كما تم بنجاح مع الاتحاد السوفيتي ابان الحرب الباردة. \r\n فإذا ما قررنا المضي في هذا الطريق، علينا ان ننظر في استخدام الناتو في قلب هذه الاستراتيجية، حيث انه لا منظمة لها سجل حافل لتخطيط وتنفيذ مبدأ الردع افضل منها. في البداية يمكن ان تقتصر هذه الخطة على قوة بحرية تعمل عن بعد في المياه الدولية وقدرة جوية عن بعد في المجال الجوي الدولي. \r\n مجرد البحث في دور مستقبلي رادع بحد ذاته، سيجعل الناتو يكتسب مقعدا مهما على طاولة المفاوضات كشريك في الدبلوماسية الجارية بالفعل، والتخطيط لمثل هذه المبادرة سيضيف دعما مهما للجهود الدبلوماسية المشتركة، بالتدليل على ان دول الناتو ال26 يأخذون الموقف الايراني على محمل الجد. وكان جاب ديهوب شافر، الامين العام لحلف الناتو، قد قال في نوفمبر الماضي: اما ان نتصدى للتهديدات لأمننا حينما واينما تكون، او نجدها وصلت على اعتابنا. وهو محق تمام فيما قال. لكن المشكلة ان ايران بالفعل على اعتاب الناتو، وقد حان الوقت للانضمام لدائرة الدبلوماسية المستديرة. \r\n ان الناتو كان ويجب ان يظل حلفا كبيرا، والاحلاف الكبيرة تصنع اشياء كبيرة، ومن المحتمل ان تكون اهم ايام حلف الناتو واهم مهامه تنتظره. \r\n ان اساس العمل لهذا المستقبل يبدأ الان، وحان الوقت كي يقدم الناتو خبرته وسجله الطويل من النجاح لحمل مسئولية المسألة الايرانية. \r\n \r\n جون وارنر \r\n سيناتور أميركي ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ \r\n خدمة نيويورك تايمز انترناشيونال هيرالد تريبيون خاص ب(الوطن) \r\n