سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 20-8-2025 مع بداية التعاملات    الرهائن ال20 والإعمار، ويتكوف يكشف وصفة إنهاء حرب غزة    شهداء وجرحى جراء في غارات إسرائيلية متواصلة على خان يونس    "تفوق أبيض وزيزو الهداف".. تاريخ مواجهات الزمالك ومودرن سبورت قبل مباراة الدوري    نجم الزمالك ينعى محمد الشناوي في وفاة والده    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدوري    البيت الأبيض يُطلق حسابًا رسميًا على "تيك توك".. وترامب: "أنا صوتكم لقد عدنا يا أمريكا"    أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 20-8-2025 في بورصة الدواجن.. ثمن الدجاجة والكتكوت الأبيض    د.حماد عبدالله يكتب: كفانا غطرسة.. وغباء !!    صعبة وربنا يمنحني القوة، كاظم الساهر يعلن مفاجآت للجمهور قبل حفله بالسعودية (فيديو)    حمزة نمرة عن أحمد عدوية: أستاذي وبروفايل مصري زي الدهب»    لأول مرة .. برج المملكة يحمل أفيش فيلم درويش    المناعة الذاتية بوابة الشغف والتوازن    تبكير موعد استدعاء 60 ألف جندي احتياطي إسرائيلي لاحتلال غزة    محاكمة المتهم بابتزاز الفنان طارق ريحان اليوم    31 مليون جنيه مصري.. سعر ومواصفات ساعة صلاح في حفل الأفضل بالدوري الإنجليزي    ترامب: رئيس البنك المركزي يضر بقطاع الإسكان وعليه خفض أسعار الفائدة    مجلس القضاء الأعلى يقر الجزء الأول من الحركة القضائية    10 صور ترصد استعدادات قرية السلامية بقنا للاحتفال بمولد العذراء    6 رسائل مهمة من مدبولي أمام مجلس الأعمال المصري الياباني بطوكيو    موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 ونتيجة تقليل الاغتراب (رابط)    تنسيق الثانوية العامة 2025.. كليات المرحلة الثالثة من 50% أدبي    فلكيا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر وعدد أيام الإجازة الرسمية للموظفين والبنوك    خلال بحثه عن طعام لطفلته.. استشهاد محمد شعلان لاعب منتخب السلة الفلسطيني    بعد موافقة حماس على وقف اطلاق النار .. تصعيد صهيوني فى قطاع غزة ومنظمة العفو تتهم الاحتلال يتنفيذ سياسة تجويع متعمد    الإليزيه: ربط الاعتراف بفلسطين بمعاداة السامية مغالطة خطيرة    مصدر أمني ينفي تداول مكالمة إباحية لشخص يدعي أنه مساعد وزير الداخلية    حسام المندوه: بيع «وحدت أكتوبر» قانوني.. والأرض تحدد مصير النادي    نبيل الكوكي: التعادل أمام بيراميدز نتيجة مقبولة.. والروح القتالية سر عودة المصري    محافظ شمال سيناء يلتقى رئيس جامعة العريش    مصطفى قمر يهنئ عمرو دياب بألبومه الجديد: هعملك أغنية مخصوص    ترامب يترقب لقاء بوتين وزيلينسكي: «أريد أن أرى ما سيحدث»    جولة ميدانية لنائب محافظ قنا لمتابعة انتظام عمل الوحدات الصحية    في أقل من 6 ساعات، مباحث الغربية تضبط سائق شاحنة دهس طفلا وهرب بقرية الناصرية    أكلة لذيذة واقتصادية، طريقة عمل كفتة الأرز    بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها    المقاولون يهنئ محمد صلاح بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب فى الدوري الإنجليزي    أحمد العجوز: لن نصمت عن الأخطاء التحكيمية التي أضرتنا    1 سبتمر.. اختبار حاصلى الثانوية العامة السعودية للالتحاق بالجامعات الحكومية    «مصنوعة خصيصًا لها».. هدية فاخرة ل«الدكتورة يومي» من زوجها الملياردير تثير تفاعلًا (فيديو)    حملة مسائية بحي عتاقة لإزالة الإشغالات وفتح السيولة المرورية بشوارع السويس.. صور    مصرع والد محمد الشناوي .. القصة الكاملة من طريق الواحات إلى كفر الشيخ    شاهد.. رد فعل فتاة في أمريكا تتذوق طعم «العيش البلدي المصري» لأول مرة    بعيدًا عن الشائعات.. محمود سعد يطمئن جمهور أنغام على حالتها الصحية    هشام يكن: أنا أول من ضم محمد صلاح لمنتخب مصر لأنه لاعب كبير    رئيس وكالة «جايكا» اليابانية مع انعقاد قمة «التيكاد»: إفريقيا ذات تنوع وفرص غير عادية    تنفيذ حكم الإعدام في قاتل المذيعة شيماء جمال وشريكه    تخريج دفعة جديدة من دبلومة العلوم اللاهوتية والكنسية بإكليريكية الإسكندرية بيد قداسة البابا    السيطرة على حريق بأسطح منازل بمدينة الأقصر وإصابة 6 مواطنين باختناقات طفيفة    رسميا الآن بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025    حدث بالفن| سرقة فنانة ورقص منى زكي وأحمد حلمي وتعليق دينا الشربيني على توقف فيلمها مع كريم محمود عبدالعزيز    تحتوي على مواد مسرطنة، خبيرة تغذية تكشف أضرار النودلز (فيديو)    تعدّى على أبيه دفاعاً عن أمه.. والأم تسأل عن الحكم وأمين الفتوى يرد    هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف تعرف أن الله يحبك؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    أمين الفتوى ل الستات مايعرفوش يكدبوا: لا توجد صداقة بين الرجل والمرأة.. فيديو    الشيخ خالد الجندى: افعلوا هذه الأمور ابتغاء مرضاة الله    بالصور- افتتاح مقر التأمين الصحي بواحة بلاط في الوادي الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قنوات التلفزة العراقية... وسؤال المصداقية
نشر في التغيير يوم 03 - 04 - 2006


\r\n
\r\n
ثل ذلك بشكل واضح منذ أيام في محطة \"العراقية\" المملوكة للحكومة. وذلك عندما قطعت القناة إرسالها المعتاد، لكي تعرض بدون توقف فيلما يصور جثثا غارقة في الدماء ملقاة داخل ما قالت القناة إنه أحد المساجد في بغداد.
\r\n
وكانت القوات الأميركية والعراقية قد قامت بقتل 16 شخصاً على الأقل مساء الاثنين الماضي، فيما وصفه الأميركيون بأنه كان نتيجة لعملية تبادل لإطلاق النار مع المسلحين.
\r\n
ولكن شاشة \"العراقية\" صورت الأمر على أنه عمل قتل متعمد للمصلين العزل داخل مسجد شيعي. وفي المقابلات التي أجرتها القناة مع السياسيين الشيعة الذين يقومون بانتقاد الأميركيين، كانت الكاميرا تقطع المقابلة وتقوم بالتركيز مرة أخرى على صور جثث القتلى، ووجوه الأقارب المحزونين.
\r\n
يذكر أن هذه القناة قد تم إنشاؤها بواسطة سلطة \"الائتلاف المؤقتة\" التي كانت تقودها الولايات المتحدة، كقناة تجريبية عامة. وفيما بعد، تم نقل الإشراف عليها إلى الحكومة العراقية، وينظر إليها الآن على نطاق واسع على أنها \"قناة طائفية\".
\r\n
يقول \"محمد شابوط\" محرر صحيفة \"الشعب\" اليومية الحكومية \"كان من المفترض أن تكون هذه القناة محايدة، وأن تخاطب جميع سكان العراق. ولكنها حتى الآن لم تنجح في تحقيق هذا الهدف الوحيد\".
\r\n
ويقوم العراقيون الذين يلزمون بيوتهم عادة بسبب العنف وحظر التجول بمشاهدة العالم الذي يعيشون فيه من خلال القنوات الفضائية. ولكن التنقل بين الفضائيات العراقية لا يقدم في معظم الأحوال سوى رؤية للبلاد من خلال منظورات طائفية.
\r\n
فإذا ما قام شخص ما بالضغط على زر \"الريموت كونترول\" فسوف يسمع مذيعاً يصف التمرد الذي يقوده السنة بأنه \"مقاومة بطولية\"، في الوقت نفسه الذي سيشاهد فيه على الشاشة صور العراقيين الجرحى والجنود الأميركيين وهي تتوالى على الشاشة. فإذا قام هذا الشخص بالضغط مرة أخرى على زر \"الريموت كونترول\"، فسوف يجد نفسه يشاهد قناة أخرى تصف المتمردين بأنهم \"إرهابيون\" وتمتدح الغارات التي تقوم بها الحكومة ذات الأغلبية الشيعية على أوكارهم.ما قبل الغزو الذي قادته أميركا للعراق، كانت القناتان التلفزيونيتان اللتان تديرهما الحكومة تقومان بالتركيز على تقديم الدعاية الرئاسية والأغاني الوطنية.
\r\n
ولكن الإطاحة بصدام حسين، أطلقت ثورة تلفزيونية أدت إلى تدشين ما يزيد على 12 قناة عراقية جديدة. وتلك القنوات تجتذب المشاهدين من خلال عرض التمثيليات المحلية، بالإضافة إلى طائفة من برامج تلفزيون الواقع والبرامج الخاصة بالأزياء، وأساليب الزينة والتجميل.
\r\n
وفي الوقت الذي تزدهر فيه البرامج التي تساعد الناس على الهروب من الواقع المرير الذي يعيشون فيه، فإن هناك برامج أخرى تقوم بإثارة المشكلات. فالتغطية التلفزيونية لحادث نسف قبة المسجد الذي يضم المراقد في سامراء والذي كاد يدفع بالبلاد إلى حرب أهلية كانت تعتمد على التهييج والإثارة بشكل لافت.
\r\n
فالقنوات المرتبطة بالسنة العرب مثل \"قناة بغداد\" والتي يشرف عليها \"الحزب الإسلامي العراقي\"، ركزت على تصوير ما وصفته بمعاناة السُنة جراء الهجمات الانتقامية التي قام الشيعة بشنها عليهم.
\r\n
أما المحطات التي يديرها الشيعة مثل قناة \"الفرات\" وقناة \"العراقية\" التي تديرها الحكومة، فقد ركزت على حجم الدمار الذي وقع في المسجد ومعاناة الشيعة تحت حكم صدام حسين. وعلى محطة تلفزيون \"بغداد\" استقبل مقدمو البرامج السنة مكالمات من المشاهدين الذين قام بعضهم بالدعوة إلى تكوين مليشيات سنية لمواجهة ما أطلقوا عليه المليشيات الشيعية.
\r\n
أما محطة \"الفرات\" المدعومة من قبل \"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية\" وهو الحزب الشيعي الرئيسي في البلاد، فقد كانت تقوم بإذاعة شعارات تطالب الشيعة بأن يهبوا للدفاع عن حقوقهم.
\r\n
يذكر أن مصداقية محطة \"العراقية\" كان مشكوكاً فيها منذ البداية بسبب أصولها الأميركية، أما الآن فإننا نجد أنه حتى بعض الشيعة أصبحوا يوجهون انتقادات لها بسبب تغطيتها المتزلفة للحكومة التي يسيطر عليها الشيعة.
\r\n
يقول \"أحمد حسين\" وهو رجل أعمال شيعي: \"عندما يحدث شيء في المناطق التي تسكنها أغلبية شيعية، فإننا نرى تغطية كاملة. أما عندما يحدث شيء مماثل في المدن ذات الأغلبية السُنية، فإننا لا نجد تغطية كافية ولذلك فنحن نسمع السنة وهم يتساءلون: لماذا؟\"،
\r\n
وهناك قنوات أخرى أكثر طائفية في تغطيتها. فمنذ فترة قريبة، ووسط البرامج المكونة من برامج كرتون للأطفال، وفيديو كليبات موسيقية لبنانية، وأفلام مصرية قديمة معادة، قامت مذيعة قناة \"الفرات\" التي ترتدي حجابا أسود وعباية بعرض برنامج ديني تضمن تقديم خطاب لزعيم أكبر حزب شيعي في البلاد تحدث فيه عن العائلات الشيعية التي أخرجت من ديارها جراء العنف الطائفي.
\r\n
في نفس الوقت، وعلى محطة \"تلفزيون بغداد\" المعروفة باسم \"محطة التلفزيون البعثية\" في أوساط بعض الشيعة، الذين ينتقدون الأجندة المؤيدة للسنة، كانت هناك أغنية تظهر مطربا إندونيسيا يحاول اجتذاب المستمعين من على خشبة المسرح التي يقف عليها والتي كانت غارقة في الأضواء. وبعد انتهاء الأغنية ظهر مقدم للبرنامج ضخم الجثة يرتدي بدلة كاملة وكرافتة سماوية وهو يتحدث مع زعيم سُني بارز على الهاتف ضمن برنامج اسمه \"تحت ظلال الشريعة\" يتناول المسائل المتعلقة بكيفية العيش وفقا للتعاليم الإسلامية.
\r\n
في نفس الوقت كانت قناة \"الرافدين\" تقدم برنامجا يقيس آراء الناس من خلال المقابلات. كان الجميع في الشارع العربي يتبنون نفس الآراء مثل: \"لقد جاء المحتلون كي يدمروننا\" أو: \"الاحتلال لا يمكنه الاستمرار في أراضينا وسنتخلص منه بمشيئة الله\".
\r\n
وعلى قناة \"البغدادية\" وهي قناة \"معتدلة\" كان المذيع يقرأ خبرا يقول: \"الرئيس بوش يعترف أن احتلال العراق مهمة صعبة للغاية\". ويقوم مديرو الأخبار في القنوات التلفزيونية العراقية المختلفة بالدفاع عن تغطيتهم والسخرية في نفس الوقت من تغطية القنوات الأخرى ووصفها بأنها تغطية طائفية.
\r\n
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة فإن الكثيرين من العراقيين المثقفين يفضلون في الوقت الراهن مشاهدة القنوات التي تبث من دول الخليج مثل قناة \"العربية\" وقناة \"الجزيرة\" التي تنتقدها واشنطن دائما باعتبارها مناوئة لأميركا ومؤيدة للتمرد.
\r\n
وفي الوقت الذي كانت إدارة بوش تتباهى بعدد القنوات الجديدة التي افتتحت في العراق باعتباره دليلاً على الحرية الجديدة المكتشفة حديثاً هناك، فإن بعض العراقيين كانوا يقومون بتغيير تلك المحطات، ويمارسون الديمقراطية ولكن باستخدام \"الريموت كونترول\".
\r\n
\r\n
قنوات التلفزة العراقية... وسؤال المصداقية
\r\n
قامت إدارة بوش بضخ ملايين الدولارات من أجل إنشاء وسائل إعلام خبرية على النمط الغربي في العراق، كما قامت أيضاً بدعم محطتين تلفزيونيتين، ودعم برامج تدريبية للصحفيين العراقيين عن التوازن والأخلاقيات.
\r\n
وقد ساعدت هذه الجهود على إطلاق ما يزيد على 12 قناة تلفزيونية عراقية. ولكن النتائج التي تحققت لم تكن هي النتائج التي كانت تتطلع إليها الإدارة في البداية. فحسبما يقول النُقاد، فإن الغالبية العظمى من تلك القنوات تتبنى خطاً طائفياً واضحاً ومتصاعداً، بل وتبدو في غالبية الأحيان وكأنها تقوم بتأجيج نيران التوترات الموجودة في البلاد.
\r\n
تمثل ذلك بشكل واضح منذ أيام في محطة \"العراقية\" المملوكة للحكومة. وذلك عندما قطعت القناة إرسالها المعتاد، لكي تعرض بدون توقف فيلما يصور جثثا غارقة في الدماء ملقاة داخل ما قالت القناة إنه أحد المساجد في بغداد.
\r\n
وكانت القوات الأميركية والعراقية قد قامت بقتل 16 شخصاً على الأقل مساء الاثنين الماضي، فيما وصفه الأميركيون بأنه كان نتيجة لعملية تبادل لإطلاق النار مع المسلحين.
\r\n
ولكن شاشة \"العراقية\" صورت الأمر على أنه عمل قتل متعمد للمصلين العزل داخل مسجد شيعي. وفي المقابلات التي أجرتها القناة مع السياسيين الشيعة الذين يقومون بانتقاد الأميركيين، كانت الكاميرا تقطع المقابلة وتقوم بالتركيز مرة أخرى على صور جثث القتلى، ووجوه الأقارب المحزونين.
\r\n
يذكر أن هذه القناة قد تم إنشاؤها بواسطة سلطة \"الائتلاف المؤقتة\" التي كانت تقودها الولايات المتحدة، كقناة تجريبية عامة. وفيما بعد، تم نقل الإشراف عليها إلى الحكومة العراقية، وينظر إليها الآن على نطاق واسع على أنها \"قناة طائفية\".
\r\n
يقول \"محمد شابوط\" محرر صحيفة \"الشعب\" اليومية الحكومية \"كان من المفترض أن تكون هذه القناة محايدة، وأن تخاطب جميع سكان العراق. ولكنها حتى الآن لم تنجح في تحقيق هذا الهدف الوحيد\".
\r\n
ويقوم العراقيون الذين يلزمون بيوتهم عادة بسبب العنف وحظر التجول بمشاهدة العالم الذي يعيشون فيه من خلال القنوات الفضائية. ولكن التنقل بين الفضائيات العراقية لا يقدم في معظم الأحوال سوى رؤية للبلاد من خلال منظورات طائفية.
\r\n
فإذا ما قام شخص ما بالضغط على زر \"الريموت كونترول\" فسوف يسمع مذيعاً يصف التمرد الذي يقوده السنة بأنه \"مقاومة بطولية\"، في الوقت نفسه الذي سيشاهد فيه على الشاشة صور العراقيين الجرحى والجنود الأميركيين وهي تتوالى على الشاشة. فإذا قام هذا الشخص بالضغط مرة أخرى على زر \"الريموت كونترول\"، فسوف يجد نفسه يشاهد قناة أخرى تصف المتمردين بأنهم \"إرهابيون\" وتمتدح الغارات التي تقوم بها الحكومة ذات الأغلبية الشيعية على أوكارهم.ما قبل الغزو الذي قادته أميركا للعراق، كانت القناتان التلفزيونيتان اللتان تديرهما الحكومة تقومان بالتركيز على تقديم الدعاية الرئاسية والأغاني الوطنية.
\r\n
ولكن الإطاحة بصدام حسين، أطلقت ثورة تلفزيونية أدت إلى تدشين ما يزيد على 12 قناة عراقية جديدة. وتلك القنوات تجتذب المشاهدين من خلال عرض التمثيليات المحلية، بالإضافة إلى طائفة من برامج تلفزيون الواقع والبرامج الخاصة بالأزياء، وأساليب الزينة والتجميل.
\r\n
وفي الوقت الذي تزدهر فيه البرامج التي تساعد الناس على الهروب من الواقع المرير الذي يعيشون فيه، فإن هناك برامج أخرى تقوم بإثارة المشكلات. فالتغطية التلفزيونية لحادث نسف قبة المسجد الذي يضم المراقد في سامراء والذي كاد يدفع بالبلاد إلى حرب أهلية كانت تعتمد على التهييج والإثارة بشكل لافت.
\r\n
فالقنوات المرتبطة بالسنة العرب مثل \"قناة بغداد\" والتي يشرف عليها \"الحزب الإسلامي العراقي\"، ركزت على تصوير ما وصفته بمعاناة السُنة جراء الهجمات الانتقامية التي قام الشيعة بشنها عليهم.
\r\n
أما المحطات التي يديرها الشيعة مثل قناة \"الفرات\" وقناة \"العراقية\" التي تديرها الحكومة، فقد ركزت على حجم الدمار الذي وقع في المسجد ومعاناة الشيعة تحت حكم صدام حسين. وعلى محطة تلفزيون \"بغداد\" استقبل مقدمو البرامج السنة مكالمات من المشاهدين الذين قام بعضهم بالدعوة إلى تكوين مليشيات سنية لمواجهة ما أطلقوا عليه المليشيات الشيعية.
\r\n
أما محطة \"الفرات\" المدعومة من قبل \"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية\" وهو الحزب الشيعي الرئيسي في البلاد، فقد كانت تقوم بإذاعة شعارات تطالب الشيعة بأن يهبوا للدفاع عن حقوقهم.
\r\n
يذكر أن مصداقية محطة \"العراقية\" كان مشكوكاً فيها منذ البداية بسبب أصولها الأميركية، أما الآن فإننا نجد أنه حتى بعض الشيعة أصبحوا يوجهون انتقادات لها بسبب تغطيتها المتزلفة للحكومة التي يسيطر عليها الشيعة.
\r\n
يقول \"أحمد حسين\" وهو رجل أعمال شيعي: \"عندما يحدث شيء في المناطق التي تسكنها أغلبية شيعية، فإننا نرى تغطية كاملة. أما عندما يحدث شيء مماثل في المدن ذات الأغلبية السُنية، فإننا لا نجد تغطية كافية ولذلك فنحن نسمع السنة وهم يتساءلون: لماذا؟\"،
\r\n
وهناك قنوات أخرى أكثر طائفية في تغطيتها. فمنذ فترة قريبة، ووسط البرامج المكونة من برامج كرتون للأطفال، وفيديو كليبات موسيقية لبنانية، وأفلام مصرية قديمة معادة، قامت مذيعة قناة \"الفرات\" التي ترتدي حجابا أسود وعباية بعرض برنامج ديني تضمن تقديم خطاب لزعيم أكبر حزب شيعي في البلاد تحدث فيه عن العائلات الشيعية التي أخرجت من ديارها جراء العنف الطائفي.
\r\n
في نفس الوقت، وعلى محطة \"تلفزيون بغداد\" المعروفة باسم \"محطة التلفزيون البعثية\" في أوساط بعض الشيعة، الذين ينتقدون الأجندة المؤيدة للسنة، كانت هناك أغنية تظهر مطربا إندونيسيا يحاول اجتذاب المستمعين من على خشبة المسرح التي يقف عليها والتي كانت غارقة في الأضواء. وبعد انتهاء الأغنية ظهر مقدم للبرنامج ضخم الجثة يرتدي بدلة كاملة وكرافتة سماوية وهو يتحدث مع زعيم سُني بارز على الهاتف ضمن برنامج اسمه \"تحت ظلال الشريعة\" يتناول المسائل المتعلقة بكيفية العيش وفقا للتعاليم الإسلامية.
\r\n
في نفس الوقت كانت قناة \"الرافدين\" تقدم برنامجا يقيس آراء الناس من خلال المقابلات. كان الجميع في الشارع العربي يتبنون نفس الآراء مثل: \"لقد جاء المحتلون كي يدمروننا\" أو: \"الاحتلال لا يمكنه الاستمرار في أراضينا وسنتخلص منه بمشيئة الله\".
\r\n
وعلى قناة \"البغدادية\" وهي قناة \"معتدلة\" كان المذيع يقرأ خبرا يقول: \"الرئيس بوش يعترف أن احتلال العراق مهمة صعبة للغاية\". ويقوم مديرو الأخبار في القنوات التلفزيونية العراقية المختلفة بالدفاع عن تغطيتهم والسخرية في نفس الوقت من تغطية القنوات الأخرى ووصفها بأنها تغطية طائفية.
\r\n
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة فإن الكثيرين من العراقيين المثقفين يفضلون في الوقت الراهن مشاهدة القنوات التي تبث من دول الخليج مثل قناة \"العربية\" وقناة \"الجزيرة\" التي تنتقدها واشنطن دائما باعتبارها مناوئة لأميركا ومؤيدة للتمرد.
\r\n
وفي الوقت الذي كانت إدارة بوش تتباهى بعدد القنوات الجديدة التي افتتحت في العراق باعتباره دليلاً على الحرية الجديدة المكتشفة حديثاً هناك، فإن بعض العراقيين كانوا يقومون بتغيير تلك المحطات، ويمارسون الديمقراطية ولكن باستخدام \"الريموت كونترول\".
\r\n
\r\n
لويس روج
\r\n
\r\n
مراسل \"لوس أنجلوس تايمز\" في بغداد
\r\n
\r\n
ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.