في عام 1995، وفي مؤتمر الأممالمتحدة الرابع للمرأة دعت المنظمة الحكومات المختلفة لتطوير \"آليات لاختيار أسماء النساء المرشحات للتعيين في الوظائف العليا في الأجهزة والمنظمات الفرعية التابعة لها\". وعلى الرغم من مرور عشر سنوات كاملة على عقد ذلك المؤتمر، فإن تلك الآليات لم يتم تطويرها حتى الآن، مما أدى إلى بقاء وضع المرأة كما هو. \r\n ليس هذا فحسب بل إن عملية الاختيار الحالية، والمغلفة بالسرية، والتي لا تستند على إجراءات رسمية تلحق ضرراً بالغاً بأية فكرة تتعلق بالشفافية أو الديمقراطية. فلكي تنجح أية امرأة في تولي أي منصب في الأممالمتحدة، فإنها يجب أن تحصل على أغلبية أصوات أعضاء مجلس الأمن، وأن تتجنب التعرض لحق النقض \"الفيتو\" من جانب أي دولة من الدول الخمس دائمة العضوية. وهكذا فإن الطامحات لتولي أية وظيفة من وظائف المنظمة الأممية الكبرى، يجدن أنفسهن مضطرات إلى التركيز في المقام الأول على كسب ود تلك الدول تحديداً وهي: الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية. \r\n علاوة على ذلك نجد أن معرفة شخصية المرشحات للوظائف، لا تقل في صعوبتها ولا في درجة السرية التي تلفها، ولا في ما يحيط بها من تكهنات عن معرفة الطريقة التي سيتم بها النظر في الطلبات المقدمة منهن. وهذه العملية على النحو الذي تتم به، تؤدي إلى عدم حصول الكثير من المرشحات المؤهلات على الفرصة الملائمة كي يتم النظر في طلباتهن، وتقرير مدى صلاحيتهن للوظائف التي تقدمن إليها. \r\n والحقيقة أن هناك الكثير من النساء الصالحات لتولى وظائف الأممالمتحدة حتى في مستوياتها العليا. فمن ضمن النساء اللائي يعملن في منصب وكيلة السكرتير العام للأمم المتحدة أو في المستويات العليا في حكوماتهن يمكنني أن أذكر المفوضة العليا لحقوق الإنسان \"لويز أربور\" ، ورئيسة الوزراء النيوزيلندية \"هيلين كلارك\"، و\"تاريجا هالونين\" رئيسة فنلندا، و\"فايرا فايك فريبيريجا\" رئيسة لاتفيا، التي أعربت عن اهتمامها بتولي وظيفة السكرتير العام للأمم المتحدة. أما السيدة \"جرو هارلم\"، فبعد أن خدمت كرئيسة وزراء لبلدها النرويج، فإنها تولت وظيفة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وتشغل حالياً منصب قاض في المحكمة الجنائية الدولية، وهناك أيضا \"نافانيثيم بيلاي\" التي خدمت لمدة أربع سنوات في منصب رئيسة المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في مذابح \"رواندا\". \r\n ومن المفهوم بالطبع أن من يتولى منصب السكرتير العام للأمم المتحدة يجب ألا يكون من مواطني أي دولة من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وأن المنصب يتم تدويره حسب الأقاليم الرئيسية في العالم. وهناك شعور سائد الآن بأن الدور في تولي منصب السكرتير العام للأمم المتحدة قد حل على قارة آسيا، على الرغم من أن البعض يدعون إلى أن يكون الخيار هذه المرة من أوروبا الشرقية. وعلى الرغم من أنه لم يسبق لامرأة تولي منصب السكرتير العام للأمم المتحدة فإن فكرة أن يكون الدور قد حل على النساء هذه المرة لم تتبلور في الأذهان. \r\n وطالما أن الكثيرين يظنون أن الدور في تولي منصب السكرتير العام للأمم المتحدة سيقع هذه المرة على قارة آسيا، فإنني أود لفت الأنظار إلى أنه توجد في هذه القارة العديد من الشخصيات النسائية المؤهلة لتولى هذا المنصب على الرغم من حقيقة أنه لا توجد واحدة منهن على قائمة المرشحات بالفعل، من هؤلاء النساء على سبيل المثال \"ساداكو أوجاتا\" اليابانية التي خدمت كمفوضة عليا للأمم المتحدة لسنوات عديدة. وهناك أيضا السيدة \"نفيس صادق\" من باكستان التي خدمت كمديرة تنفيذية لصندوق الأممالمتحدة للسكان، وهناك \"أنسون تشان\" التي تولت إدارة الخدمات المدنية في هونج كونج بامتياز. أما \"ليتيشيا شاهاني\" فشغلت منصب رئيسة مجلس \"الشيوخ\" الفلبيني، وكذلك منصب مساعدة السكرتير العام للأمم المتحدة. وهناك العديد من النساء الصالحات لتولي وظيفة السكرتير العام للأمم المتحدة وكل المطلوب هو أن يقوم مجلس الأمن بالنظر إليهن. \r\n في خطابه بمناسبة يوم المرأة العالمي قال السكرتير العام للأمم المتحدة \"كوفي عنان\" إن دور المرأة في اتخاذ القرارات يعتبر\" دورا جوهريا لتقدم المرأة في مختلف مناطق العالم ولتقدم البشرية جمعاء\"، كما أعرب عن رأيه بأن \"العالم قد أصبح مستعدا للقبول بفكرة قيام سيدة بشغل منصب السكرتير العام للأمم المتحدة\". ما قاله السكرتير العام صحيح ونحن بانتظار أن يحقق ما يعد به. \r\n فمما يؤسف له أن ما قاله السكرتير العام يتناقض مع سجله في تعيين النساء في مناصب المنظمة. فمنذ عام 2004 حدث انخفاض في نسبة النساء اللائي يخدمن في المستويات الإدارية في المنظمة. ليس هذا فحسب بل إنه \"عنان\" قام باستبدال نائبته الوحيدة وأحل محلها في المنصب رجلا، علاوة على أنه لا توجد هناك نساء مرشحات ضمن قائمة الأمين العام المختصرة التي تضم الأسماء المرشحة لشغل منصب مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. \r\n إن عدم حصول النساء على حقهم العادل في تبوُّءِ مناصب السلطة في الأممالمتحدة، يعوق تقدم هذه المنظمة، ويحول بينها وبين تحقيق أهدافها التي تتمثل في المساواة والتنمية والسلام. \r\n \r\n جيسيكا نيوريث \r\n \r\n رئيسة منظمة \"المساواة الآن\" وهي منظمة دولية تدافع عه حقوق المرأة \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\"