\r\n الاحتجاجات ضد القارة الاميركية شاركت بها اعداد كبيرة من المواطنين ففي مدينة كراتشي خرج عشرات الألوف من المتظاهرين فالكثير من الباكستانيين لا يحبون الولاياتالمتحدة‚\r\n مشرف يدرك انه له مشاكل في جهة اخرى‚ فباكستان ما تزال تعيش تأثيرات الزلزال الذي ضرب القسم الباكستاني من كشمير في اكتوبر وأدى الى مقتل 73 ألف شخص‚ كذلك هناك تمرد متدني المستوى الى حد ما يشتعل منذ وقت طويل في بلوشستان التي يوجد بها احتياطات الغاز الرئيسية في باكستان لكن التمرد يبدو انه في حالة تصاعد وليس العكس‚ \r\n قد تبدو مثل هذه المشاكل منفصلة عن بعضها البعض ولكن جوهرها واحد وهو الامتعاض الذي تبديه الغالبية الفقيرة من ال 160 مليون باكستاني التي تعاني من التوزيع غير العادل للدخل‚ \r\n اضافة الى ما سبق هناك النزاع الذي لا ينتهي مع الهند ويبدو ان سياسة التقارب بين البلدين انتكست وعادت الامور للوراء من جديد‚ \r\n والمحادثات التي عقدت في دلهي ربما تكون قد اكدت حقيقة ان البلدين لم يضعا حتى الآن عداوتهما المتبادلة وراء ظهريهما‚ \r\n الغارة الاميركية على القرية الباكستانية قرب الحدود مع افغانستان فشلت في قتل ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» بينما ادت الى مصرع 17 من المدنيين القرويين‚ وكانت الغارة خبرا غير سار لمشرف‚ \r\n فعندما يقتل مدنيون فان أسرهم واصدقاءهم يتجهون بصورة تلقائية نحو التطرف وعكس رد الفعل الشعبي حقيقة ان تعاون مشرف مع الاميركيين يشكل مصدر تهديد له ولسلطته‚ \r\n تمرد بلوشستان يبدو ايضا مشكلة عويصة‚ فالزعماء القبليون يشكلون تحديا مباشرا لمشرف ولاسلام اباد رغم ان المتمردين ليسوا مدفوعين ببواعث اسلامية وتدعمهم قبائل تطالب بالمزيد من الاستقلال منذ وقت طويل ولا شك ان هذه القبائل تحركت من جديد مع ارتفاع اسعار الطاقة فهذه المنطقة توجد بها احتياطات الغاز الاكبر في باكستان وهي لم تستفد من استغلالها بل ذهبت كل الفائدة لاسلام اباد‚ \r\n وقد يرد مشرف على هذه التحديات بتصعيد الموقف مع الهند فاذا ما اتهم مشرف الهند بتحريك التمرد في بلوشستان وسمح بتسلل المقاتلين الكشميريين عبر الحدود فانه سيضيف المزيد من الوقود الى النار ويكتسب شعبية‚ \r\n أيمن الظواهري مسؤول عن مقتل الكثير من الاميركيين وعليه عندما تحدثت الاخبار عن قيام السي آي ايه بشن هجوم مدمر بنية قتله كان ذلك مدعاة للاحتفال لدى الاميركيين‚ بدل ذلك كان لذلك الهجوم تأثيرات سلبية كثيرة وقدم للارهابيين سببا جديدا لتجنيد المزيد من المسلمين الغاضبين‚ \r\n جميع الادلة تشير الى ان الظواهري نجا من الموت وكانت النتيجة ان الغارة الاميركية التي شنت بطائرات من غير طيار أدت الى مقتل الكثير من المدنيين بمن فيهم النساء والاطفال‚ \r\n ان اعتقال الظواهري او قتله سيكون امرا مفرحا للأميركيين وسيقوي دون شك الحملة الاميركية ضد اولئك الذين شنوا هجمات سبتمبر‚ لكن الظواهري وبن لادن تمكنا من الافلات من الاعتقال لمدة تقارب الاربع سنوات والظواهري هو العقل الايديولوجي للقاعدة وهو الذي يطل علينا بين كل فترة وفترة عبر اشرطة فيديو‚ \r\n أخبار الغارة الاميركية اشعلت احتجاجات شديدة عبر باكستان كلها حيث اقدم المتظاهرون على حرق الأعلام الأميركية وهتفوا بشعارات منها «الموت لأميركا» و«أوقفوا قتل الابرياء» وقد تقدمت وزارة الخارجية الباكستانية باحتجاج رسمي‚ ولكن يمكن القول من خلال الملاحظات المراوغة التي صدرت عن الرئيس مشرف انه كان على علم مسبق بتلك الغارة‚ \r\n ليس بوسع الولاياتالمتحدة والغرب كسب الحرب ضد الاسلام الراديكالي الا اذا ادار المسلمون المعتدلون ظهورهم للارهابيين‚ ولكن عندما يقتل الابرياء فان المزيد من الوقود يضاف للمشاعر المعادية للولايات المتحدة‚ \r\n في نفس الوقت وفي حالة باكستان فان شن مثل هذه الهجمات يقوض حكم مشرف الحليف الوفي لأميركا‚ لقد استطاع مشرف النجاة من عدة محاولات استهدفت حياته‚ واذا استطاع المتطرفون اغتياله فان باكستان النووية يمكن ان تتحول الى دولة متطرفة ومثل هذا التطور يعد غاية في الخطورة لأميركا‚ \r\n ان مثل هذه الغارات ليست الأولى التي تعد اخطاء‚ فالاستخبارات السيئة ادت الى شن هجمات فاشلة مماثلة في العراق وافغانستان مما نتج عنه قتل الكثير من المدنيين الابرياء واستخدمت تلك الغارات في اقناع المسلمين بالنفاق الذي تمارسه الولاياتالمتحدة التي تريد «نشر الديمقراطية» من جهة وتفتك بالمدنيين الابرياء من جهة اخرى‚ \r\n ان عملية البحث عن بن لادن والظواهري ثبت انها عملية فاشلة ومحبطة حتى الآن حيث استطاع الرجلان الافلات بالرغم من ملايين الدولارات التي وضعت كجوائز على رأسيهما‚ \r\n ان فشل الغارة الاميركية يذكرنا بأن القوة العسكرية ليست كافية لهزيمة كل الأعداء‚ \r\n