قادة أستراليا يشجعون النعرة العنصرية ضمنيا

بالنسبة للكثيرين لم يأت ذلك الحادث كمفاجأة بل كان هناك الكثير من المؤشرات التي تشير الى تطور الامور بهذا الاتجاه الخطر‚ فالقادمون الجدد عادة ما يواجهون اوضاعا صعبة في البداية‚ وعلينا ان نتذكر ان استراليا هي بلد من المهاجرين جاءوا الى هنا سعيا وراء حياة افضل‚
\r\n
استراليا ليست بلدا متعددة الاجناس بنفس الكثرة الموجودة في الولايات المتحدة وبالتالي فان كل فئة مهاجرة تشكل جزءا من النسيج الوطني‚ ان شعار «استراليا بيضاء» هو مجرد شعار سخيف وفوضوي‚
\r\n
هناك احداث وقعت مؤخرا جعلت تفجر العنصرية والخوف من الاجانب شيئا مختلفا عما وصل في الماضي وفي الوقت الذي يتم انكار البعد العنصري في استراليا الا ان قادتنا اعطوا موافقتهم الضمنية عليه عبر السياسات المتعلقة باللاجئين والأمن او شؤون السكان المحليين الاصليين‚ فهناك اعتقالات تجري لطالبي اللجوء منذ عام 2001‚ ولما كان معظم اللاجئين قادمين من الدول العربية والدول الاسلامية في جنوب شرق آسيا فان حماية الحدود عنت في عين الجمهور الحماية من اللاجئين المسلمين‚
\r\n
فاستراليا مثلها مثل اميركا اصبح لديها التشريع الخاص بها لمقاومة الارهاب في عام 2002 وتم تقوية ذلك التشريع مؤخرا‚ هذه القوانين ساعدت في اثارة عدم الثقة تجاه العرب والمسلمين الاستراليين‚ والحكومة الاسترالية فعلت القليل لتهدئة المخاوف كما انها لم تعمل على توعية الرأي العام بالدور الذي يلعبه المهاجرون المسلمون في الحياة العامة‚
\r\n
خلال السنوات الخمس الماضية كان هناك الكثير من الأدلة بشأن تزايد العنف ضد السكان من اصحاب الملامح العربية‚ كاتب عراقي طلب من زوجته وابنته خلع الحجاب لتجنب العنف في الشارع‚ وهناك سائق اجرة افغاني ذكر انه تعرض للكثير من الاهانات من قبل الشباب البيض‚ هذا التحيز اثار المخاوف لدى العرب والمسلمين في استراليا الذين وجدوا انفسهم يعيشون في مناطق منعزلة في ضواحي سيدني الفقيرة وكانوا يعانون كثيرا من اجل توفير التعليم والوظائف لهم ولأبنائهم‚
\r\n
لديّ اصدقاء عرب ومسلمون كانوا في السابق يصفون انفسهم بأنهم استراليون ولكنهم لم يعودوا يفعلون ذلك الآن‚ ولدي اصدقاء من غير العرب والمسلمين ولكن لهم نفس ملامحهم وهم الآن يشعرون بالغضب بسبب المضايقات التي يتعرضون لها «خطأ»‚
\r\n
ان ما حدث على شواطىء كرونولا صفعة لنا جميعا لأنه يعني تغريب بعض فئات السكان لدينا ويعني دفعنا الى الخلف نحو مقولات قد عفا عليها الزمن مثل الصفاء العرقي‚
\r\n
واذا اراد الاستراليون ان يعيشوا بسلام مع بعضهم البعض فانهم بحاجة لمزيد من التعليم والكثير من الثقافة بعيدا عن الثقافة العنصرية التي تلحق الضرر بنا جميعا‚
\r\n