فعندما يتم اتخاذ قرار قانوني في مكان مثل قيرغستان, تصدر وزارة الخارجية بيانا تبدأه قائلة :إن الولاياتالمتحدة معنية تماما بحكم القانون . كما ان الرئيس بوش نفسه قد تحدث عن مدى قدرة المجتمعات الناجحة على حماية الحرية من خلال الحكم الرشيد والنزيه للقانون. \r\n على عكس الديمقراطية, التي يمكن ان تكون برلمانية او رئاسية او حتى دستورية ملكية , فإن حكم القانون ليس نموذجيا وانما يخضع لعدة تفسيرات. ان حكم القانون يعني نفس الشيء تقريبا, مجرد شيء واقعي بأي حال في أي سياق. انه يعني تمرير تشريع ما من خلال مؤسسات شرعية ديمقراطية, على الجميع ان يمتثل لها, بغض النظر عن اي حزب سياسي, او جماعة عرقية أو القدرة على دفع رشاوى. ان حكم القانون هو عملية متطورة وليس مجرد هدف. \r\n ولكن في طريقته, يعد حكم القانون أمرا أكثر أهمية لنجاحنا القومي من الديمقراطية او الحرية, وبدونه لايمكن وجود اي من هذه الأشياء. فلايمكن ان يكون لديك ديمقراطية اذا لم يكن الرئيس الذي تم انتخابه يستطيع تغيير القانون. لايمكن ان يكون لديك حرية اذا سُمح لبعض الأشخاص بخرق القانون بينما لا يُسمح للآخرين. ومع ذلك, فإن الفكرة التي تقول ان كل شخص عليه ان يتبع نفس القوانين ليست غامضة : اننا نغني لأرض الأحرار ووطن الشجعان, وليس للوطن النزيه سياسيا وقضائيا. \r\n في وقت الطواريء, يصبح فشل القانون في اثارة المشاعر مشكلة في حد ذاتها. اذا كنت تقوم بحرب حياة او موت ضد الارهاب, فبدون شك لايبدو الأمر زائدا عن الحاجة إذا حصلت على امر من المحكمة قبل التنصت على هواتف خاطفي الطائرات. وإذا كنت تعتقد انك على وشك كشف قنبلة مخبأة, فمن غير المناسب ان تطلب مذكرة من اجل اقتحام بيت هؤلاء المفجرين, تماما كما انه يبدو من السخافة ان تتوقف وتسأل نفسك ما اذا كان لديك الحق القانوني في تعذيب الشخص الذي قد يعرف مكان القنبلة. ولكن اذا لم تسأل , ولم تتوقف ولم تفعل الأشياء التي يستلزمها القانون, سوف تتزايد الأخطاء بمرور الزمن ومع بطء الحرب على الارهاب, ومن ثم سوف يوضع البيت الخطأ تحت المراقبة ,ويتم إلقاء القبض على الشخص الخطأ ومن هنا لن تؤتي كل هذه الجهود ثمارها. \r\n والذي يثير القلق اكثر هو ان حكم القانون يثير حيرة الأشخاص الذين يتعرضون للتعذيب او للتنصت وتزداد تساؤلاتهم كيف يتم هذا كله باسم القانون. دعوني اكون اكثر وضوحا: انني مبتهج لسماع ان شخصا ما قد تمكن من تحديد هوية العديد من الإرهابيين الكامنين واكثر سعادة لسماع ان شخصا ما يعتقد ان شيئا ما يمكن الاستفادة منه من خلال التنصت على هواتفهم. ولكننا في الحقيقة لدينا محكمة أجنبية خاصة للاستخبارات, تم تأسيسها طبقا لقانون خاص, والتي تقوم باجراءاتها بشكل سري وسريع, وقد صممت بشكل جيد للسماح لمكتب التحقيقات الفيدرالي بالقيام بعملية التنصت بشكل قانوني. ما هو السييء في استخدام هذا الأمر؟ بدلا من عقد نقاشات غير رسمية مع عدد من اعضاء الكونغرس من اجل اتخاذ اجراءات منظمة اذا احتاج اليها؟ \r\n وأنا أرى انه لابد من وضع استراتيجية جديدة للفوز بالحرب ضد الإرهاب التي طالت بشكل سخيف. وان لا يعتمد هؤلاء الذين يظنون أن التنصت على مكالمات الناس وتعذيبهم بدون إذن من السلطات المختصة هو السبيل الوحيد للنصر في هذه الحرب. فمثل الحرب الباردة, فإن الحرب على الإرهاب ليست مجرد صراع عسكري وينتهي ولكنه معركة كبيرة قد تكون معركة أفكار اكبر من كونها معركة سلاح. وبمجرد الانتصار في الحرب الباردة عندما تخلت دول أوروبا الشرقية عن الشيوعية وانضمت إلى دول أوروبا الغربية, فإن الحرب على الإرهاب سوف تنتهي عندما يحول المسلمون المعتدلون في العالم العربي هؤلاء الراديكاليين ويقومون باحتوائهم والانضمام إلى النظام العالمي السائد وتغيير نظرة العالم إليهم. وادعو الحكومة الأميركية إلى الالتزام بحكم القانون وتطبيقه على نفسها بدلا من التشدق به أمام الجميع دون جدوى. \r\n ان ابلباوم \r\n عضو كتاب صفحة الرأي بصحيفة واشنطن بوست \r\n خدمة واشنطن بوست خاص ب(الوطن)