إلا أن الإعلام الصيني أوضح أن العالم المتناغم ما هو إلا رفض جزئي «للهيمنة» الأمريكية.ولا بد أن يتم سماع واحترام الدول التي تملك خلفيات سياسية مختلفة.ويجب أن يتفاعل الجميع «بصورة ديمقراطية» من خلال الأممالمتحدة.والمعنى الضمني هنا هو أن الصين، بوصفها قوة ناشئة تعارض هيمنة الايديولوجيا الأمريكية، ستنتفع من نظام عالمي يتم فيه وضع حدود على السلطة الأمريكية.ولا يوجد ما هو جديد بصورة ملموسة في تفكير هو جينتاو.فهو يوحي باستعداد للتعامل مع أمريكا على الرغم من الاختلافات السياسية، ولكن كان هذا موقف الصين منذ أكثر من ربع قرن.ومنذ نهاية الحرب الباردة، حلمت الصين بنظام عالمي «متعدد الأقطاب».إلا أن ما ظهر للعيان منذ آخر زيارة قام بها بوش للصين هو أن الدبلوماسية في عهد هو جينتاو أصبحت أكثر حزماً بصورة مميزة وأحد أسباب ذلك، كما يخشى البعض في واشنطن، هو الضرر الذي سببه الاهتمام بالأمن الأمريكي.وفي فبراير (شباط) من عام 2002، حين كان بوش في آخر زيارة لبكين، كانت العلاقات بين الصين وأمريكا لا تزال تحت تأثير ردة الفعل التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول).وكانت الصين متلهفة لإصلاح العلاقات التي كانت قد تضررت بشدة في ابريل (نيسان) من العام الذي سبقه بفعل اصطدام طائرة تجسس أمريكية مع طائرة مقاتلة صينية كانت تطير على مسافة قريبة.وكانت أمريكا حريصة على الحصول على حليف محتمل في حملتها ضد الإرهاب.وأذعنت الصين سراً لعملية توسّع كبيرة للسلطة العسكرية الأمريكية على مقربة منها في آسيا الوسطى كجزء من العمليات في أفغانستان.وانتقدت الاحتلال الأمريكي للعراق، ولكن لم يكن ذلك بصورة قاسية.ولا تزال الصين، بعد مرور ثلاث سنوات، غير جاهزة البتة على تحدّي الرئيس الأمريكي.ولا تزال ترى مصلحة كبيرة في الحفاظ على علاقات طيبة مع أكبر سوق تصدير لها.ولكن تماماً كما تعيق أمريكا إصلاح علاقتها مع الصين بإبقائها وجود عسكري قوي في آسيا، تحاول الصين كذلك تعزيز علاقاتها في آسيا وفي مناطق أبعد.وهذا على الأقل إجراء احترازي ضد إحاطة مجموعة من القواعد الأمريكية حول آسيا، وتعزيز خلال السنوات الأخيرة لروابط الأمن الأمريكي مع اليابان وتايوان.في حين لا تملك الصين أية قواعد في الخارج.وفي آسيا الوسطى، تعمل منظمة شنغهاي للتعاون، وهي منتدى أمني يضم أربع دول من آسيا الوسطى إضافة إلى الصين وروسيا، على تحدّي الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بصورة أكبر.وفي يوليو (تموز)، طلبت منظمة شنغهاي للتعاون، بتحريض من الصين وروسيا، جدولا زمنيا لانسحاب القوات الأمريكية من الدول الأعضاء.وفي اغسطس (آب)، قدّمت الصين وروسيا أول مناورات عسكرية مشتركة منذ الحرب الباردة.وتم الإعلان عن المناورات بوصفها عمليات مضادة للإرهاب تُدعى «مهمة السلام 2005»، وبدا الأمر كأنه استعداد لهجوم صيني على تايوان.وفي شبه الجزيرة الكورية، انسحبت أمريكا والصين معاً بدافع رغبة مشتركة في وقف التوتر الناشئ عن تحوّل البرامج النووية لكوريا الشمالية إلى أزمة كبيرة.وامتدحت أمريكا دور الصين في استضافة المحادثات الهادفة لإقناع كوريا الشمالية بالتخلّي عن مشاريعها النووية.إلا أن الصين استغلت العملية ببراعة لتعزيز علاقاتها مع كوريا الجنوبية، وهي دولة مشاركة في المحادثات يقترب أسلوب استمالتها للشمال من أسلوب الصين أكثر منه من أسلوب أمريكا.وعلى الرغم من التوتر القائم بين كوريا الجنوبية وأمريكا حول كيفية التعامل مع كوريا الشمالية، إلا أن علاقة الدفاع بينهما لا تزال قوية في الوقت الحالي.إلا أن الصين لها هدف طويل المدى، وهو أن يتنامى الشك حول الحاجة للقواعد الأمريكية في الجنوب في حال تحسّن العلاقات بين الكوريتين بصورة كافية.أما في جنوب شرق آسيا، فقد برعت الصين في تثبيت نفسها كلاعب رئيس، إلى درجة أن الأمريكيين باتوا يشعرون أنهم مهملون قليلاً.وفي الرابع عشر من ديسمبر (كانون الأول)، سيتم عقد أول قمة شرق آسيوية في كوالالمبور، باشتراك الأعضاء العشرة لرابطة جنوب شرق آسيا، إضافة إلى الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، ونيوزلندا، والهند.وفي ظل عدم دعوة القادة الأمريكيين، فلا شك أن الصين ستكون نجمة العرض.ومما سيدعم موقفها الاقتصاد المندفع الذي يولّد فائضا تجاريا ما بين الصين وعدة دول آسيوية، بعكس العجز التجاري الكبير بين الصين وأمريكا الذي يغذّي الكثير من الخوف الشعبي الأمريكي من ظهور تهديد صيني في الأفق.وفي منطقة أبعد عن نطاقها، كادت الصين العام الماضي توقع الخلاف بين أمريكا والاتحاد الأوروبي.ومما أثار ذعر الأمريكيين أن الأوروبيين بدأوا بالتفكير في قبول الطلب الصيني برفع الحظر الذي يفرضونه على بيع الأسلحة للصين، والذي تم فرضه عقب أعمال القتل التي تم اقترافها في ساحة تيانامين عام 1989.وخشي الأمريكيون من أن يتيح ذلك المجال للصين للحصول على التكنولوجيات العسكرية التي قد يتم استخدامها في نزاع مع أمريكا في مضيق تايوان.وفي علاقة مشحونة عاطفياً ومهمة جدا كتلك التي تربط أمريكا والصين، من السهل على كل من الطرفين أن يعتبر مثل هذه المناورات تهديد له.وفي أمريكا، هناك رأي سياسي منتشر يعد الصين خطرا وشيكا، وانعكس ذلك في أحدث تقرير سنوي لمفوضية المراجعة الأمنية والاقتصادية الأمريكية الصينية، وهي هيئة ثنائية الحزب من الكونغرس ذات رؤية متشائمة عادة.وجاء في التقرير الذي وقع في 263 صفحة، والذي نُشر الأسبوع قبل الماضي، أن «التحديث العسكري المتسارع والنظامي للصين يشكّل خطراً متزايداً» على مصالح الأمن الأمريكي في الباسفيك.وفي آسيا الوسطى، يتبين من دعوة منظمة شنغهاي للتعاون بالانسحاب الأمريكي بأن «التزام الصين بمكافحة الإرهاب هو أمر ثانوي» بالنسبة لرغبتها في تقليل النفوذ الأمريكي في المنطقة.الأمر الذي يشير إلى «زيادة حجم ومصداقية» التهديدات الصينية لتايوان.ويتحدث التقرير عن «دليل» غير محدّد باستمرار الشركات الصينية بتحويل التكنولوجيات الرئيسة المتعلقة بالصواريخ أو أسلحة الدمار الشامل لكوريا الشمالية، على الرغم من محاولات الصين بتسوية النزاع النووي.ولكن ما مدى هذا القلق الأمريكي الذي يمكن اعتباره استجابة مبرّرة لتهديد فعلي؟ فلا تزال الدبلوماسية الصينية، مهما بلغت درجة إزعاجها، عاجزة عن منع بروز السلطة الأمريكية.وقد تنزعج أمريكا لعدم مشاركتها في القمة الشرق آسيوية، ولكن بدون وجودها فلن يكون لعقد مثل هذه القمم سوى أهمية محدودة.وعلى أية حال، فإن لها حلفاء مقرّبين مشاركين في القمة، وهو ما يزعج الصين. \r\n المناورات العسكرية \r\n تسعد معظم دول جنوب شرق آسيا بالتودد إلى الصين لأسباب اقتصادية، ولكنها لا تزال تعد أمريكا هي الضامن الأساس لأمن المنطقة.وحتى الصين تعدها كذلك، مع إنها لا تقول ذلك صراحةً.وتمر معظم المستوردات النفطية الصينية عبر مضيق مالاكا بين إندونيسيا وماليزيا.وكذلك معظم مستوردات أصدقاء وحلفاء أمريكا، اليابان، وكوريا الجنوبية، وتايوان.وفي ما يتعلق بذلك، ترتبط الصين وأمريكا بمصالح مشتركة قوية.ويقول كينيث ليبيرثال، وهو مدير سابق لمجلس الأمن القومي، ان الصينيين أصبحوا «أكثر نشاطاً بكثير» في آسيا.ولكنه لا يعتقد أنهم يتحدون أمريكا بصورة مباشرة بل «يشغلون الفراغ» الذي خلّفه صرف الاهتمام الأمريكي وتركيزه على مناطق أخرى.وعلى الرغم من أنه لم يتم الترحيب في واشنطن بطلب منظمة شنغهاي للتعاون بالانسحاب الأمريكي من آسيا الوسطى، كما يشير ليبيرثال، إلا أن أمريكا نفسها قالت انه سيتم التخلّي عن القواعد حين تنتفي الحاجة لها للقيام بعمليات في أفغانستان.وفي تقرير صدر في يوليو (تموز)، عبّرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن مخاوفها المتعلقة بالقوة العسكرية الصينية في المنطقة، قائلة ان الاتجاهات الحالية في مجال التحديث العسكري الصيني قد توفّر للصين قوة «تمكّنها من القيام بمجموعة من العمليات العسكرية في آسيا متجاوزة تايوان»، إلا أنه حتى البنتاغون المتشدد، يقول ان قدرة الصين على التخطيط لقوة عسكرية تقليدية خارج محيطها تظل «محدودة» في الوقت الحالي.وجاء في التقرير أنه «لا يبدو أن الصين قد وسّعت من نطاق عملياتها» لتشمل السيطرة البحرية في المياه خارج تايوان.وتم بإسهاب عرض قيود التصور الصيني للقوة في المنطقة في أعقاب كارثة تسونامي التي وقعت في (ديسمبر) 2004، حيث كان الوجود الصيني هامشيا على عكس الدور الأمريكي الواضح والمدعوم عسكريا في أعمال الإغاثة.ولا يوجد ما يدل على أن الاعتراضات الأمريكية قد أقنعت الصين بإيقاف حشد قوتها العسكرية على الساحل المواجه لتايوان والتي تشير تقديرات البنتاغون الى أنها تشمل نشر ما بين 650 و 730 من الصواريخ الباليستية النّقالة قصيرة المدى، وزيادة عددها إلى ما يقارب المائة سنويا.إلا أن هناك الكثير من الدلائل التي تشير الى عدم رغبة الصين بحل قضية تايوان عسكرياً، وأنها تعد علاقاتها الاقتصادية الشاملة مع تايوان مهمة للغاية.وعلى افتراض أن تايوان لم تعلن الاستقلال الرسمي وهي خطوة ستقوم أمريكا بكل ما بوسعها لمنع تايوان من اتخاذها ويبدو أن الصين مستعدة للتعايش مع الحالة الراهنة لتايوان مستقلة فعلا.ولا شك في أن تنامي القوة العسكرية للصين لا يمنحها الثقة بأن الضربة العسكرية ستساعدها في تحقيق سيطرة سياسة متينة في تايوان بخسارة دبلوماسية واقتصادية يمكن تحمّلها.وخلال جولته لبريطانيا، وألمانيا، وإسبانيا، قبل أن يتوجه الى كوريا الجنوبية، تلّقى هو جينتاو على الرغم من مغريات الاقتصاد المنتعش للصين رداً فاتراً على قضية حظر الأسلحة. وقد تغيّرت المواقف الأوروبية بصورة كبيرة في الأشهر الأخيرة، وأحد أسباب ذلك الاعتراضات الأمريكية، وكذلك لسن الصين قانونا جديدا في مارس (آذار) ينص على السماح باستخدام القوة ضد تايوان إذا اتخذت الجزيرة خطوات باتجاه الاستقلال. \r\n ضرورة الصراحة \r\n ولبعض جوانب الدبلوماسية الأكثر وضوحاً للصين أثر أكثر من مجرد الإزعاج.فنتيجة لسعيها العالمي للحصول على مصادر الطاقة والمواد الخام لتغذية نموها الاقتصادي، عززت الصين روابطها مع الدول التي تضر بالمصالح الأمريكية، بما في ذلك فنزويلا، والسودان، وزيمبابوي، والأهم من ذلك إيران، وهي مزوّد كبير للنفط إلى الصين.وقد صعّبت المعارضة الصينية من عملية إحالة أزمة دارفور لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العام الماضي.وبصورة مماثلة، فإن الصين ليست متحمسة للسماح للمجلس بإثارة قضية النشاطات النووية لإيران.ولكن من غير المؤكد على الإطلاق أن تستخدم الصين حق النقض (الفيتو) لمنع مثل هذه الخطوة.فعلى الرغم من كل التهديدات الدبلوماسية، ظلت الصين كارهة لاستخدام حق النقض على مبادرات الأممالمتحدة التي تعدها أمريكا حيوية استراتيجيا.ولا تملك أمريكا سببا يجعلها تخشى نشر الصين لأسلحة الدمار الشامل وتكنولوجيات الصواريخ.وقد فرضت إدارة بوش العقوبات على العديد من الشركات الصينية، غالباً بسبب تحويل مثل هذه التكنولوجيات لإيران.ولكن حتى في هذه المنطقة، فإن هناك أسسا للتفاؤل الحذر.فكما يلاحظ إيفان ميديروس، الباحث في مؤسسة RAND، وهي مؤسسة فكرية أمريكية، في دراسة حديثة لأنظمة مراقبة الصادرات الصينية المرتبطة بأسلحة الدمار الشامل:«فالصين بحاجة لاتخاذ خطوات مكلفة ومستهلكة للوقت» للحصول على نظام مراقبة صادرات يعمل بصورة كاملة.ولكنه يقول ان الصين تعد الآن تنفيذها لالتزاماتها بحظر الانتشار «بندا له أولوية»، خاصة منذ هجمات الحادي عشر من (سبتمبر).وعلى الرغم من الشك المتزايد بين السياسيين الأمريكيين بشأن الطموحات العالمية للصين، إلا أن الرأي المعلن لبوش عن الصين تطوّر بصورة كبيرة عما كان عليه وصفه لها قبل توليه للرئاسة، إذ عدها «منافسا استراتيجيا».وخلال التحضير الإعلامي لزيارته، بدا رابط الجأش بصورة واضحة تجاه مضيفيه.فقد أخبر الصحافيين الآسيويين:«نرتبط بعلاقة مهمة وجيدة».ولإثبات وجهة نظره فيما يتعلق بحقوق الإنسان في الصين، التقى الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتبت في المنفى، وذلك في البيت الأبيض في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) لكن دون السماح للإعلام بالتصوير، احتراماً لحساسية الصين.وعند وصوله لآسيا، وجّه بوش كذلك ملاحظات حادة اللهجة بشأن «مجتمع تايوان الحر والديمقراطي» وحاجة الصين «لاستكمال طريق الإصلاح».إلا أن المسؤولين في إدارته ركّزوا على القضايا التجارية، بدلاً من المسائل الأمنية. \r\n وتم تلخيص مخططات استراتيجية بوش الحالية تجاه الصين في خطاب شديد التفاؤل ألقاه روبرت زوليك، نائب وزيرة الخارجية، في (سبتمبر).وقال:«تصوّروا مجموعة التحديات العالمية الكبيرة التي نواجهها في السنوات المقبلة الإرهاب والمتطرفين الذين يستغلون الإسلام، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، والفقر، والأمراض واسألوا أنفسكم فيما إذا كان سيكون حل هذه المشكلات أسهل أم أصعب إذا كانت الولاياتالمتحدة والصين على توافق أو على خلاف».وأشار زوليك إلى فروقات مهمة بين الصين الآن والعدو السابق في الحرب الباردة، أي الاتحاد السوفياتي.فالصين، على حد قوله، لم تكن تحاول نشر الايديولوجيات المتطرفة المناهضة لأمريكا.ولم تعد نفسها «في نزاع غامض ضد الديمقراطية في أنحاء العالم»، أو في صراع حياة أو موت مع الرأسمالية (على الرغم من بعض أفكار المذهب التجاري).والأهم من ذلك، قرّر الزعماء الصينيون أن نجاحهم يعتمد على كونهم «مرتبطين بصورة وثيقة مع العالم الحديث».إلا أن زوليك حذّر من مخاطر محاولة «ضمان احتكار الحزب الشيوعي للسلطة من خلال التأكيد على النمو الاقتصادي والقومية المتنامية».وقال ان بوسع الصين تخفيف التوتر باتباع نهج أكثر انفتاحاً فيما يتعلق بنواياها وإنفاقها العسكري.ويتفق العديد من الدول المجاورة للصين مع وجهة النظر هذه، خاصة اليابان، التي تشعر بالقلق على وجه الخصوص من ارتقاء الصين ومن جهود الحزب الرامية لتعزيز شرعيته عن طريق التغاضي عن أساليب التعبير الخبيثة للقومية المضادة لليابان.وأكبر نقطة ضعف في دعوة هو جينتاو «لعالم متناغم» هو أنها لا تفيد إطلاقاً في معالجة السبب الأكبر الضمني للشكوك التي تنتاب الدول الأخرى:وهو ازدراء الصين للديمقراطية وعدم شفافيتها تجاهها.ومن المثير للسخرية ان هو جينتاو امتدح في الأممالمتحدة «الديمقراطية في العلاقات الدولية» وقال أن المحاولات الهادفة لفرض المساواة على المجتمعات المختلفة لن تعمل سوى على «استنفاد نشاطها وجعلها أكثر صرامة وانحطاطا».ولكنه لم يذكر الحاجة للتعددية السياسية في الوطن.وخلال زيارته لاحدى أشهر جامعات بكين، وهي تسينغهوا، في (فبراير)، تحدث بوش أمام جمع هناك قائلاً ان «التغيير قادم».واستمر في حديثه مقتبساً كلام دينغ سياوبنج، الزعيم الصيني الراحل، بالقول انه سيتم في النهاية إجراء الانتخابات الديمقراطية على المستوى المحلي.ولكنه سيكتشف خلال رحلته أن شيئاً لم يتغيّر على الصعيد السياسي.وبالرغم من الآمال الأمريكية بأن يتسبب الازدهار الاقتصادي بتطبيق الإصلاح السياسي، فإن أفضل ما قدّمته الصين (في «سبتمبر» الماضي فقط) هو الاحتمالية الغامضة بأن يتم توسيع الانتخابات التي يتم إجرؤها حالياً على مستوى القرى للارتقاء للمستوى التالي، أي الدائرة الانتخابية، وذلك «خلال عدة سنوات». أما الانتخابات القروية بحد ذاتها، فبالكاد أثبتت أنها نماذج مشرقة للديمقراطية على أرض الواقع.وحين يتعلق الأمر بتخفيف لهجة الشعارات، فللحزب تاريخ غير متجانس في ذلك.وقبل استخدام عبارة «عالم متناغم» كانت هناك عبارة «النشوء السلمي» وهو مصطلح لم يكتب له النجاح بسبب تشاجر المسؤولين حول فيما إذا كان له وقع يوحي بالتهديد، أو ربما الوقع المعاكس طالما تعلّق الأمر بتايوان.وسيطمئن العالم الخارجي أكثر لو تخلّى هو جينتاو عن استخدام الحكم والأقوال المأثورة وتحدث بصراحة أكبر . \r\n \r\n