\r\n \r\n صحيح أنه بعد عشرة أعوام من الآن ستخبو ذكريات هذه الكوارث، وسيعاد بناء أجزاء من نيو اورليانز المدمرة وسيعيش بعض الأيتام لينجبوا أولاداً لا تراودهم أية ذكريات عن أجدادهم الذين لم يعرفوهم قط. \r\n \r\n لكن من الخطأ الاعتقاد بأن التاريخ مرسوم مسبقاً لينتهي إلى ذات المكان الذي كان مقدراً له أن يسير إليه قبل أن تطلق المصادفة العنان لهزات الأعاصير والزلازل والهجمات الارهابية. \r\n \r\n صحيح ان اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789 يعود لحماقات ملوك من أمثال لويس الرابع عشر، الذين أدمت حروبهم أبناء قرويي فرنسا وقصمت ضرائبهم ظهور الفقراء. \r\n \r\n لكن سجلات أسعار الحبوب المرتفعة وأجور العمال الفرنسيين المنخفضة في السبعينات من ذلك القرن تساعد في تفسير لماذا جاءت ثورة يوم الباستيل الناجحة في باريس في 1789 وليس 1767 أو 1815. \r\n \r\n وبالعودة للحديث عن الحاضر، في أميركا، فإن حملة الرئيس بوش باتجاه اليمين سوف تتباطأ على الأرجح بسبب الانفاق الفيدرالي الهائل الذي ستقتضيه أعمال إعادة الإعمار بعد كاترينا. وفي كل جمهور انتخابي ديمقراطي، هناك صراع أزلي بين حرص الناخبين على مصالحهم الشخصية ودوافعهم الإنسانية الطبيعية للايثار المحدود. \r\n \r\n خلال فترة الركود الاقتصادي العظيم في أميركا 1929 1935 أو خلال الصراع في الحرب العالمية الثانية ضد العدوان الألماني الياباني، انتشرت مشاعر الايثار بين الناس وازدادت شعبية الرفاه الاجتماعي التي استندت إلى مبادئ يسار الوسط في عهد روزفيلت رومان كيندي. \r\n \r\n لكن في المقابل، فبعد نهاية الحرب الباردة، صعد إلى السلطة في أنحاء العالم زعماء يتبنون رؤى اقتصادية ليبرالية على نسق نهج تاتشر وريغان. والأدهى من ذلك هو أن زعيماً عمالياً بريطانياً وسطياً مثل توني بلير يعتبر الآن الناقل الذي يحمل معظم ميراث تاتشر اليوم. \r\n \r\n ان هذا المنظور للمنطق التاريخي يوحي لي بأن الهزات العالمية الخطيرة الأخيرة سوف يكون لها تأثير سلبي على شعبية برامج بوش المقترحة القائمة على نهج محافظ. \r\n \r\n ومثال ذلك حملته الرامية إلى تفكيك نظام الضمان الاجتماعي جزئياً، عن طريق منح الأثرياء خيار الانسحاب من صناديق الضمان لاستثمار مدخراتهم في حسابات أسهم خاصة. وقبل كاترينا كان هذا الاقتراح يفتقر للشعبية. والآن أصبحت فرص نجاحه أقل بعد كاترينا. \r\n \r\n وبطريقة مشابهة، دعونا نتأمل كيف ان الانفاق الفيدرالي الهائل على العراق وعلى احتواء الارهاب لابد أن يؤثر سلباً على آمال الرئيس بوش باضافة تخفيضات ضريبية اخرى للأميركيين الأثرياء. \r\n \r\n والآن تضاف إلى تلك الشدائد التي تخيم على الميزانية، حاجة ملحة جديدة لانفاق فيدرالي كبير بعد كاترينا. بتقديري ان هذا العنصر الجديد سيتحول إلى عامل اضافي في خفض شعبية بوش وزمرته لدى الكونغرس والناخبين. \r\n \r\n والآن دعونا نتحول من السياسة إلى الاقتصاد. عندما يقرأ المرء التقرير المتأخر للآراء المعبر عنها في الاجتماع الأخير للجنة السوق المفتوحة لبنك الاحتياطي الفيدرالي، يتضح له بأن الإعصار كاترينا جعل البنك المركزي الأميركي أكثر تخوفاً من التضخم الناتج عن الارتفاع المثير في تسعير أوبك للطاقة. \r\n \r\n ان شهر نوفمبر لن يشهد قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة. ولن يفشل البنك في رفع أسعار الفائدة بمعدل ربع نقطة للمرة الثانية عشرة، حسب الخطة التي يسير عليها، والآن لدى وول ستريت أسباب أقوى تدفعها للخوف من ارتفاع أسعار الفائدة، عندما يتقاعد غرينسبان في 30 يناير 2006. \r\n \r\n وهذه ليست بأنباء سارة بالنسبة لكارل روف، المستشار السياسي البارع للرئيس بوش. لكن هل هي انباء سيئة لحلفاء أميركا الأوروبيين والآسيويين؟ \r\n \r\n ربما. لكن أشك في أن تسارع العجوزات المالية الأميركية في فترة 20052006، سيرافقه تباطؤ في القاطرة الأميركية إلى درجة كافية لاطلاق شرارة ركود اقتصاد عالمي. \r\n \r\n ومن سيخلف آلان غرينسبان في رئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في فبراير 2006، سيرث منه على الأرجح ارثاً من المخاوف بشأن الركود، وليس من المخاوف بشأن ارتفاع معدلات البطالة. \r\n \r\n ما هي المفاجآت التي ربما تبطل درجة الرضا الذاتي التي عبرت عنها سابقاً؟ إن أي اهتزازات قوية في أسعار أسهم وول ستريت سيرافقها انفجار مدوّ لفقاعة العقارات في أميركا. \r\n \r\n ويمكن ان تجبر البنك المركزي على الخروج من خطة الزيادات المعتدلة المتوالية في أسعار الفائدة.ومن شأن ذلك، اذا ترافق مع المزيد من الكوارث المدمرة أن يغير آراء الخبراء. لكن لا تراهن على أسوأ السيناريوهات. \r\n \r\n خاص ل \"البيان\" \r\n \r\n \r\n لوس أنجلوس تايمز \r\n