وبفضل هذه المثابرة تمكنت انغيلا البروتستانتية المحافظة المواطنة الالمانية الشرقية السابقة من فرض نفسها وان كان بشق الانفس داخل الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي يهيمن عليه تقليديا كاثوليك المان غربيون لتصبح منذ خمس سنوات اول امرأة ترأس واحدا من اكبر الاحزاب في البلاد. \r\n \r\n فقبل شهرين من اعادة توحيد المانيا انضمت انغيلا الى الاتحاد الديموقراطي المسيحي لتلتحق بعد ثلاثة اشهر بمكتب المستشار السابق هلموت كول الذي شجعها ودعمها الى حد ان الصحف اطلقت عليها آنذاك لقب \"ابنة كول\". \r\n \r\n وبعد عشر سنوات حملت انغيلا لقب \"الأم الشجاعة\" بعد ان تولت مقاليد الاتحاد المسيحي الديموقراطي المهزوم في نيسان/ابريل 2000 دون ان تتردد في الابتعاد عن كول بعد كشف قضية الصناديق السوداء. \r\n \r\n الا ان \"انغي\" اسم التدليل الذي اصبح يجمع على تسميتها به المحبون والمعلقون والصحافيون اضطرت الى ترك موقعها لزعيم الاتحاد المسيحي الاجتماعي (الفرع البافاري للاتحاد المسيحي الديموقراطي) ادموند شتويبر في سباق مرشح الاتحاد للمستشارية في الانتخابات التشريعية التي جرت في ايلول/سبتمبر 2002. \r\n \r\n عينت انغيلا وزيرة لاحوال المرأة والشباب في كانون الثاني/يناير 1991 ثم وزيرة للبيئة في تشرين الثاني/نوفمبر 1994. وقد اعترفت مؤخرا \"كان من حظي ان عهد الي كول بوزارة صغيرة\" لتعلم قواعد اللعبة السياسية. وقالت ايضا \"عندما كنت وزيرة كان لدي انطباع بأنني اجسد وحدي اقليتين: امرأة ومواطنة المانية شرقية سابقة\". \r\n \r\n واليوم وهي في الحادية والخمسين تقول انغيلا التي تحاشت سابقا اظهار اصولها الشرقية لتحقق ثروتها السياسية في الغرب، \"اشعر بالفخر لكوني مسؤولة سياسية لكل الماني من اصول المانية شرقية\". \r\n \r\n فهناك في المانيا الديموقراطية السابقة بدات انغيلا عملها السياسي بتعيينها في نيسان/ابريل 1990 مساعدة للمتحدث باسم حكومة رئيس الوزراء الالماني الشرقي المحافظ لوثر دو ميزيار قبل حصولها على مقعدها النيابي الاول في كانون الاول/ديسمبر 1990 اثر اول انتخابات حرة في المانيا الديموقراطية السابقة. \r\n \r\n سياستها مزيج من عناصر محافظة وليبرالية وتقدمية ايضا ولا سيما حيال النموذج الاسري. \r\n \r\n تقول هذه المرأة الشقراء المتوسطة القامة ذات العقلية التحليلية المبنية على دراستها العلمية \"لا اعتبر شخصا متسرع القرار\". \r\n \r\n وانغيلا، المتزوجة للمرة الثانية من استاذ كيمياء وليس لديها ابناء، رفضت دائما ابراز انوثتها في العمل السياسي. وتعترف هذه المرأة التي يوحي اسلوبها الرزين بالفتور والتي كثيرا ما تتعرض للسخرية على ما ترتديه من ملابس \"الموضة ليست من هواياتي\" لكنها تقر بانها اصبحت مع مرور الوقت \"تجد متعة اكبر\" في اقتناء الازياء مبدية ميلا للالوان الزاهية. \r\n \r\n ولدت انغيلا كاسنر في 17 تموز/يوليو 1954 في هامبورغ ولم يكن عمرها سوى اسابيع قليلة عندما انتقل بها اهلها الى المانياالشرقية السابقة حيث نشأت محاطة بالكتب في جو اسري منفتح على المناقشة. \r\n \r\n ومع اب قس في المانيا الشيوعية السابقة كان عليها ان تتفوق في كل شئ لتثبت وجودها في جو عدائي بدءا من مدرسة مدينة تمبلين الصغيرة، على بعد 85 كلم شمال برلين، حيث كانت تلميذة لامعة في كل شىء الا الرياضة البدنية. \r\n \r\n وبسبب علاقتها بالكنيسة تعين عليها التخلي عن دراسة اللغات، شغفها الكبير، لتنكب على الكيمياء في جامعة لايبزيغ (شرق) حيث التقت اولريك ميركل الذي اصبح زوجها الاول عام 1997 وانفصلت عنه بالطلاق 1982. وفي عام 1979 التحقت بمعهد الفيزياء الكيميائية التابع لاكاديمية علوم برلينالشرقية حيث حصلت على الدكتوراه في الفيزياء عام 1986.