التقرير دون شك يوجه التوبيخ لعنان لفشله في القيام بعمله كإداري‚ ولكن ذلك التقرير الذي سلم لمجلس الأمن لم يجد أي دليل على أن عنان كان يعرف شيئاً عن دور ولده في الحصول على عقد من الأممالمتحدة لصالح شركة كوتكنا السويسرية‚ لجنة التحقيق وجدت أن كوجو عنان كذب على المحققين عندما أنكر تورطه في الحصول على العقد‚ كما أن والده كذب في البداية عندما أنكر لقاء مع رئيس مجلس إدارة كوتكنا‚ \r\n \r\n ان هذه الهفوات تسلط الأضواء على الأسباب الرئيسية التي فتحت الباب أمام الفساد وسوء الإدارة‚ \r\n \r\n الانتقاد الرئيسي للتقرير تركز على «ثقافة مقاومة مبدأ المحاسبة وعدم تحمل المسؤولية السائدة في أروقة الأممالمتحدة»‚ من هذه الثقافة جاء الضعف الذي سمح للفساد أن يمر خلاله ليستشري في برنامج النفط مقابل الغذاء‚ \r\n \r\n نتيجة لهذا القصور الإداري تمكن صدام حسين من جمع مليارات الدولارات من بيع النفط العراقي ومن ترتيبات الدفع مع بعض الشركات التي كانت تبيع السلع الإنسانية للعراق‚ \r\n \r\n هناك توصيتان في التقرير تستحقان عناية خاصة وهما ايجاد منصب يشغله مسؤول للإشراف على تشغيل الأممالمتحدة وإقامة مجلس مستقل للمراقبة والإشراف‚ هذان الإصلاحان على درجة كبيرة من الأهمية لأنهما سيفصلان ما بين المنصب السياسي للأمين العام والشأن الإداري‚ المجلس المقترح سيؤدي إلى تخليص الأممالمتحدة من ثقافة المحاباة وعدم الأخذ بمبدأ المحاسبة‚ \r\n \r\n ولو ان عنان لم يعقد صفقة مع صدام تسمح له بموجبها اختيار مشتري النفط العراقي وبائعي السلع الإنسانية للعراق‚ لما كانت هناك فضيحة اسمها فضيحة النفط مقابل الغذاء‚ \r\n