\r\n وقامت بعض المؤسسات الصحفية باستئجار طائرات مروحية للطوف فوق المياه ( سدى ) بحثا عن علامات على وجود حاويات نفط طافية خارج الشاطئ انتظارا فحسب لارتفاع الأسعار أكثر . \r\n وفي الشهور الأخيرة , قفزت أرباح شركات النفط مرة أخرى حيث بلغت أسعار النفط الخام الدولية ارتفاعات جديدة غير أن ردة الفعل العامة كانت مكبوتة أكثر . وهذا ربما شجع وجرأ الكونغرس الأميركي - الذي , بدلا من التحقيق مع الشركات , قام بمنحها فحسب ( بتقديرات مختلفة ) استقطاعات ضرائبية قدرها من 1.4 مليار دولار إلى 4 مليارات دولار في مشروع قانون الطاقة الجديد أليس هناك شئ خاطئ عندما تتربح الشركات بغزارة جدا وتحقق غنى فاحشا على حساب تعاسة الاقتصاد الأميركي والمستهلكين الأميركيين ؟ \r\n ليس هناك من شك في أن استنزاف جيب الأميركي العادي هو مطمح ورغبة بالنسبة لشركات النفط الكبرى ولتنظروا فحسب إلى البيانات المالية الصادرة في نهاية يوليو الماضي فقد قفزت أرباح الربع الثاني من هذا العام لشركة إكسون موبيل بنسبة 35 % عن الربع الثاني لعام 2004 إلى 7.64 مليار دولار وقالت شركة ( بي بي ) النفطية البريطانية , وهي ثاني أكبر شركة نفطية في العالم , إن دخلها الصافي قد ازداد بنسبة 29 % , إلى 5.59 مليار دولار وفي شركة رويال داتش شيل ارتفعت أرباح الربع الثاني بنسبة 34 % إلى 5.24 مليار دولار . وأوردت شركة كونوكوفيليبس وهي ثالث أكبر شركة نفطية أميركية , ارتفاعا كبيرا في أرباحها بنسبة 51 % , إلى 3.14 مليار دولار . \r\n فما الذي يكمن وراء هذه الأرقام ؟ حين ترتفع أسعار النفط , يصبح لدى الشركات النفطية , التي لديها عقود طويلة الأجل أو تمتلك احتياطيات نفطية , حظوظ غير مرتقبة ومكاسب مفاجئة غير متوقعة كبيرة وعلى أية حال , فهي ربما تكون قد استثمرت وطورت حقول النفط تلك عندما كانت أسعار النفط تتراوح ما بين 10دولارات و25 دولارا للبرميل وفجأة تقفز الأسعار وتغرق الشركات في الأرباح . \r\n وقد وصلت الأسعار بخام برميل نفط بحر الشمال ( برنت ) 51.63 دولار للبرميل في الربع الثاني من هذا العام , أي أعلى بنسبة 46 % عن متوسط سعر برميل النفط من سنة مضت , وذلك وفقا لما قالته شركة ( بي بي ) النفطية البريطانية للمستثمرين العام الماضي , وفي الولاياتالمتحدة , وصلت أسعار النفط الخام إلى حوالي خمسة أمثال مستويات أسعار عام 1998 , وهذا وفقا لإحصائيات وزارة الطاقة الأميركية . \r\n ولتتصورا حضراتكم حجم وضخامة شركة مثل شركة إكسون موبيل .. فقد كانت مبيعاتها في الربع الثاني من العام هي 88.6 مليار دولار , وهي نسبة تجعل مداخيلها أكبر من الناتج القومي الإجمالي لأكثر من 18 بلدا أو ماشابه - وأكبر قليلا من مبيعات شركة وال-مارت الأميركية , التي تمتلك وتدير سلسلة متاجر وأسواق مركزية حول العالم وكانت أرباح شركة إكسون موبيل عن ربع العام حوالي 50 % أعلى من أرباح مجموعة ( سيتي جروب ) المالية الأميركية وأعلى مرتين ونصف من أرباح شركة ( مايكروسوفت) الشهيرة التي تعمل في مجال الحاسوب .. \r\n \r\n \r\n ستيفين موفسون \r\n نائب رئيس تحرير صحيفة ( واشنطن بوست ) الأميركية المسئول عن قياس الرأي العام واستشراف المستقبل