\r\n وكانت هناك مواجهة دراماتيكية في الجدل الذي دار الأسبوع الماضي عندما تحدث السناتور جيف سيجنز، الجمهوري من ألاباما، ضد التشريع، قائلا إنه لا حاجة اليه لأن السجناء كما قال ليسوا أسرى حرب، وإنما هم «ارهابيون»، فيما جادل ماكين، من أريزونا، بأن الجدل «ليس حول من يكونون. وإنما من نكون نحن». وقال «اننا أميركيون نجعل أنفسنا في مستوى أرفع من المعايير». \r\n \r\n والرهانات في هذه المواجهة كبيرة. فماكين ووارنر وغراهام جميعهم أعضاء متنفذون في لجنة القوات المسلحة (رئيسها وارنر)، وقد قدموا التشريع في صيغة تعديلات قائمة لتفويض ميزانية وزارة الدفاع التي تبلغ حوالي نصف تريليون دولار للسنة المالية 2006 . والرأي هنا ان مجيء مثل هذه المبادرة من صقور جمهوريين رفيعي المستوى مسألة استثنائية، والبيت الأبيض غير راض عن ذلك. وفضلا عن حظر المعاملة القاسية والمذلة يمكن للتشريع أن يقيد أساليب الاستجواب العسكري ويحصرها بالمفوضين. \r\n \r\n ويبدو ان اعضاء مجلس الشيوخ تأثروا بالغضب الذي عبر عنه عسكريون حاليون وسابقون في الجيش ازاء الافتقار الى معايير ومبادئ معاملة المعتقلين. وقال كثيرون ان الافتقار الى المعايير والتوجيهات الواضحة من المستويات العليا في الحكومة هي التي قادت الى ارتكاب الانتهاكات. \r\n \r\n كان ماكين شخصية بارزة في مساعي التعديلات التشريعية، وأصدر مكتبه خطابات موجهة الى ما يزيد على عشرة ضباط متقاعدين، بمن في ذلك جنرالات وقادة سابقون في سلاح البحرية وأسرى سابقون، حول مساندة مساعيه لتثبيت معايير محددة للجم المعاملة السيئة التي يتعرض لها السجناء. \r\n \r\n من جانبه سعى غراهام بنجاح الى رفع السرية عن مذكرات كبار القانونيين العسكريين الذين انتقدوا فيها التفسيرات القانونية لإدارة بوش، ما ادى الى انتهاج سياسة استجواب قاسية في غوانتانامو. حارب البيت الأبيض بلا هوادة لكنه لم ينجح في جهوده المبذولة ضد هذا التمرد المتفشي بين أوساط الجمهوريين بشكل متزايد وبين مختلف المستويات. وقال ديك تشيني نائب الرئيس، أثناء اجتماعه بوارنر وماك كين وغراهام، إن ذلك القانون سيعرقل الرئيس تجاه محاربة الإرهاب، لكنه لم يكن قادرا على جعلهم يغيرون موقفهم. \r\n \r\n وأمام العجز بإقصاء التعديلات اضطر بيل فيرست، رئيس أغلبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ، الى تأجيل النظر بمشروع قرار يخص الدفاع حتى سبتمبر المقبل. وسيحاول ماك كين وحلفاؤه أن يكسبوا تأييدا أكثر لفرض تلك التعديلات خلال تلك الفترة. من جانبه هدد البيت الأبيض بوضع قرار الفيتو على مشروع القانون المتعلق بالدفاع إذا تمت المصادقة على التعديلات. \r\n \r\n يمكن القول إن هذا النقاش قد أصبح نوعا من الإطراء للشيوخ الجمهوريين الذين وقفوا في وجه البيت الأبيض، وأصروا على أن أميركا لا تحارب بشكل أقسى من أعدائها ، بل هي تقف أطول منهم. من الضروري ألا يستغرب أي شخص من وجود هذا المنطق الآتي من أناس ذوي خبرة طويلة في طرائق خوض الحروب. كان ماك كين أسير حرب لمدة خمسة أعوام خلال حرب فيتنام. وغراهام قضى عدة أعوام في القوة الجوية يعمل كمحام. أما وارنر فهو محارب قديم في الحرب العالمية الثانية وكوريا. \r\n \r\n تحدثت قبل عدة أيام مع جون هتسون الذي كان برتبة أميرال (في القوة البحرية)، والذي يرأس حاليا مركز محاماة فرانكلين بيرس في كونكورد في ولاية نيوهامشير. وكان واحدا من الموقعين على رسالة بعثت إلى ماك كين، فقال لي هتسون: «وإذا فشلت الولاياتالمتحدة في العمل معا بالنسبة للتعامل الإنساني مع المعتقلين ، فإننا سنكون قد غيرنا وجه المعاناة تجاه أن يفاخر المرء بأنه أميركي» . \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز» \r\n