وقد طالب جونز باستراتيجية الخروج من العراق لسببين، الاول هو انه يعترف بأنه كان ضحية التضليل حيث وجد نفسه يؤيد غزو العراق بسبب المعلومات الملفقة عن أسلحة الدمار الشامل التي زُعم ان العراق يملكها، والثاني هو انه يهتم بصورة خاصة بالجنود الامريكيين في العراق، وبعد ان كتب مئات الرسائل الى عائلات الجنود الذين لقوا مصرعهم في العراق يرى ان الوقت قد حان لعودة الجنود الأمريكيين من العراق الى بلادهم. \r\n \r\n ويعتقد جونز ان الولاياتالمتحدة أسقطت نظام صدام حسين واعتقلته وبعض كبار المسؤولين في نظامه المخلوع وان الولاياتالمتحدة أنجزت مهمتها بذلك ولا داعي لتعريض القوات الامريكية للخطر. \r\n \r\n وانضم الى جونز عضو مجلس النواب الجمهوري عن ولاية تكساس رون بول وشاركه رعاية قانون العودة للوطن الذي قدماه مع العضوين الديمقراطيين دينيس كوسينيتش ونيل ابركرومبي. \r\n \r\n ويمتاز جونز بنزعات تحررية قوية، وقد كتب منتقداً "حكومة المحافظين الجدد العالمية" لأنه يرى انها تلحق بالولاياتالمتحدة خسائر بشرية ومالية وتضر بسيادتها. وفي عمود له في 13 ديسمبر/ كانون الاول الماضي، يشير جونز الى دراسة أصدرتها مؤخراً قوة عمل تابعة للبنتاجون خاصة بعلوم الدفاع والاتصالات الاستراتيجية وخلصت فيها الى ان المحاولات الامريكية من اجل كسب القلوب والعقول في العراق لم تفشل فقط بل ربما حققت عكس ما هو مقصود بها. \r\n \r\n ويوضح جونز ان تلك الدراسة تكشف صراحة ان الحرب في العراق عززت التأييد للمتطرفين الاسلاميين وان التدخل الأمريكي السافر في الشرق الاوسط عامة أضر كثيراً بسمعة الولاياتالمتحدة في المنطقة وعزز الدعم الذي تلقاه الجماعات المتطرفة. \r\n \r\n ومؤخراً انضم الى عضوية المجلس جون دنكان وهو جمهوري من تينيسي ليناقشا أمام المجلس الأسباب التي تدفع المحافظين الحقيقيين الى معارضة الحرب "غير المعلنة وغير الضرورية" في العراق. وبدأ دنكان حديثه حول الوضع في العراق بأن ويليام باكلي قال في العام الماضي انه لو علم في عام 2002 ما علمه منذ ذلك التاريخ لعارض الحرب على العراق. \r\n \r\n وكتب باكلي قبل اسابيع قليلة ان الوقت قد حان لكي تغادر الولاياتالمتحدة العراق وتدعه للعراقيين. \r\n \r\n وخلال حديث لدنكان قبل ذلك بأسبوعين حول موضوع "التكاليف الخفية للحرب" أشار الى الحقائق المحزنة للحرب، موضحاً أن أكثر الحقائق إيلاماً مصرع اكثر من 1،700 من الشباب الامريكي وإصابة اكثر من 12،000 آخرين بجراح وتعرضهم لفقدان الاطراف للأبد في حرب غير ضرورية بالمرة. وذكّر دنكان الناس بأنه قال لهم قبل شن هذه الحرب إنها ليست بحرب محافظين، اذ انها ستعني معونات خارجية هائلة وهو ما يرفضه المحافظون تقليدياً، وتعني عجزاً ضخماً وهو أمر يعارضه المحافظون أيضاً طوال تاريخهم، وأشار الى تعليقات لورانس لندسي الذي كان كبير مستشاري الرئيس الاقتصاديين الى ان عزله بوش من المنصب لأنه صرح قبل شن الحرب بأن تكاليفها ستراوح بين 100 و200 مليار دولار، وأوضح دنكان ان تكاليف حرب العراق بنهاية السنة المالية الحالية ستبلغ 300 مليار دولار. \r\n \r\n وانضم عضو مجلس النواب الجمهوري واين جيلشرست الذي يمثل الساحل الشرقي لميريلاند في المجلس، الى مشروع قانون عودة الجنود الامريكيين الى الوطن، وخلال الاسبوع الماضي صوّت جيمس ليتش وهو عضو جمهوري معتدل بمجلس النواب عارض ضرب العراق منذ البداية ضد اقتراح يعارض خروجاً مبكراً من العراق. \r\n \r\n وقد تساءل ليتش امام المجلس عما اذا كانت القوة العسكرية الهائلة يمكن ان تحمي الامريكيين من الارهاب أو تزيد تعرضهم للإرهاب في حال استخدامها على نحو غير حكيم، وتساءل أيضاً عما إذا كان يمكن للقوة العسكرية والاقتصادية ان تحل محل السياسة الخارجية الحكيمة والواعية. \r\n \r\n \r\n \r\n * كاتب ومحلل سياسي والنص منشور في موقع "انتيوور" \r\n