من المتوقع ان يتبع نجاد الطريق الاسلامي الشيعي التقييدي في السياسات الداخلية والخارجية اكثر من سلفيه الرئيس المنصرف محمد خاتمي الاصلاحي ورفسنجاني البراغماتي‚ أحمدي نجاد وعد بمقاومة «الضغوط الغربية» من اجل «بناء ايران اسلامية حديثة» والمضي قدما في البرنامج النووي الايراني‚ \r\n \r\n هذه الأهداف بالتأكيد لن تدخل السرور الى قلب واشنطن التي وصفت انتخاب نجاد بأنه تخلف عن الحرية‚ لماذا صوت الناخبون الايرانيون لصالح احمدي نجاد؟ \r\n \r\n أولا: رفسنجاني لم يكن يملك سجلا ذا مصداقية مع الناخبين الايرانيين‚ فهو في النهاية محافظ براغماتي وأحد اتباع مؤسسي الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله روح الله الخميني‚ كما انه كان رئيسا خلال الفترة 1989 حتى 1997‚ اكتسب صفة الانتهازي السياسي الذي يهتم بنفسه وبمصالحه اكثر من اهتمامه برفاهية الشعب الايراني‚ \r\n \r\n كان ينظر اليه على انه فاسد تمكن من تكديس ثروة طائلة‚ وخلال فترة رئاسته سعى لاستغلال روابطه مع كل من المحافظين والاصلاحيين لتعزيز مكاسبه‚ \r\n \r\n وفي نفس الوقت فشل الاسلاميون الاصلاحيون تحت قيادة خاتمي الذي يؤمن بالاسلام كأيديولوجية ولكنه يرفض العنف كوسيلة لتحقيق ذلك‚ \r\n \r\n وعد خاتمي الناخبين الايرانيين الذين صوتوا له مرتين باقامة ما اسماه «المجتمع المدني الاسلامي» و«الديمقراطية الاسلامية» مع «الحوار بين الحضارات»‚ وبالرغم من انه حقق بعض التقدم فقد وجد نفسه في النهاية محبطا ومحاصرا من قبل خصومه المحافظين الذين يقودهم خامئني‚ \r\n \r\n \r\n فشل خاتمي في تعزيز قضية الحقوق الديمقراطية كما لم يحقق أي نجاح يذكر في توزيع ثروة ايران النفطية وتحرير الاقتصاد وتحسين الظروف المعيشية لغالبية الايرانيين‚ \r\n \r\n كانت طريقة خاتمي في التعامل مع المحافظين تتسم بالسلبية السياسية وكان حريصا على عدم المساس بالمؤسسة التي خرج منها‚ \r\n \r\n هذا الشيء افقده الكثير من الناخبين المحافظين الذين وجدوا فيه شخصا ليبراليا كما افقده دعم الكثير من الناخبين الشباب الذين رأوا فيه قائدا حذرا اكثر من اللازم‚ \r\n \r\n يبلغ عدد سكان ايران حاليا اكثر من 70 مليون نسمة 65% منهم تحت سن الخامسة والعشرين وهؤلاء يسعون لتحقيق مشاركة سياسية أوسع ومستوى معيشة افضل‚ \r\n \r\n كذلك حصل خاتمي على دعم دولي محدود لجهوده الاصلاحية‚ فلقد استمر الاتحاد الاوروبي في تواصله القلق مع ايران وقدم مجرد بعض الدعم الكلامي لإصلاحات خاتمي لأن الاتحاد لم يرغب في اغضاب المحافظين الذين كان رضاهم ضروريا من أجل استمرار العلاقات التجارية المربحة مع ايران‚ \r\n \r\n اضافة الى ما سبق فان مواقف الرئيس الاميركي جورج بوش تجاه ايران ووصفه لها بأنها احد اقطاب محور الشر واتهامه لها بأنها تسعى لانتاج الاسلحة النووية لم يساعد خاتمي ومؤيديه‚ \r\n \r\n والحقيقة ان مفهوم بوش هذا أفاد المحافظين ومنع الاصلاحيين من القيام بأي عمل يمكن ان يتسبب في توجيه الاتهام لهم بالاتفاق مع العدو وهذا قوى من موقف المحافظين على حساب الاصلاحيين‚ \r\n \r\n انتخاب احمدي نجاد يضع بوش أمام معضلة حقيقية: اما السعي لاجراء مصالحة وتفاهم مع النظام الاسلامي القائم او الاخذ بسياسة المواجهة التي قد تثبت الايام انها مكلفة جدا للجميع‚ هنا يمكن للاتحاد الاوروبي ان يلعب دورا مفيدا في ان يكون جسرا بين الطرفين لتجنب تطور النزاع‚ \r\n