واخذت بالانتقال الان لتحتل المقام الاول. ان احتلال كرسي رئيس الدولة من قبل شخصية محافظة متشددة, تثير التساؤلات لدى نصف الدنيا, ربما عمل على سقوط اخر الشكوك عند كل من اعتقد منذ زمن »بضرورة« توجيه ضربة للمواقع النووية الايرانية. فقد تفاعل وزير الخارجية الاسرائيلية سيلفان شالوم مع هذا الحدث بكثير من السخط والغضب من خلال العبارات التي تلفظ بها تعقيبا على الانتصار الذي حققه احمدي نجاد, مشيرا باصبعه الى تلك الدول التي لا تفرض المقاطعة على طهران, وفي مقدمتها الدول الاوروبية. لاجل ذلك, فان من الممكن ان يكون العزل الكلي بمثابة الخطوة الاولى باتجاه ضربات جوية: فهل ستنفذها امريكا? ام اسرائيل? ام تحالف دولي?. \r\n \r\n اما زعيم حزب العمل شمعون بيريز, الحسن الاطلاع فيما يخص المجال النووي, نظرا لكونه يمثل في واقع الامر, الاب الروحي للقنبلة النووية الاسرائيلية, والتي يعلم الجميع بوجودها في المسافة ما بين واشنطن وبروكسل, من دون ان ينطقوا ببنت شفة, فقد كان اكثر وضوحا من شالوم, عندما قال: »تفيد استنتاجاتنا بان التدابير الخطرة التي يتخذها المتطرفون, فيما يخص ترسانات الاسلحة غير التقليدية, والانعزال عن الغرب سوف تتخذ صفة الاستمرار وستسبب خلق كثير من المشاكل للعالم الحر, كما سيؤدي انتصار احمدي نجاد الى تفاقم المشاكل التي تمثلها طهران لبقية المجتمع الدولي, وسيعمل على زيارة العزلة الديبلوماسية, »وهي عبارات لا تبشر بخير لاي كان في هذه المنطقة من العالم. هذا علاوة على قيام سلاح الجو الاسرائيلي بتدريبات بهدف القيام بمهام هجومية على المدى البعيد..« لقد استوعبت اسرائيل ان دائرة خطر التهديدات ضد الدولة, هي آخذة بالاتساع, ولهذا كانت قد اتخذت العديد من الاجراءات الهادفة الى مضاعفة مدى العمليات, وهو ما يعني اننا نقوم بالتدرب على تنفيذ عمليات لمسافات متوسطة وبعيدة«. هذا ما صرح به الى القناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي, احد الطيارين, الذي اشير له فقط بعبارة« (المقدم دي.). ثم عمد التلفزيون فيما بعد الى بث صور للمفاعل النووي الايراني في بوشهر. اما مدير جهاز المخابرات العسكرية, الجنرال اهارون زيفي, فكان قد اكد على العلن في بداية عام 2005م, ان طهران التي تمتلك صواريخ ارض - ارض مداها 1500كم بحلول عام 2008 تصنيع قنبلتها النووية الاولى. ثم اضاف الى ذلك قائلا: »ان لم يتم فعل اي شيء فسوف يكون باستطاعة ايران العمل خلال ستة اشهر على انتاج اليورانيوم المخصب, وهو ما يسمح لها بانتاج اول قنبلة نووية تخصها, وذلك بحلول عام 2008«. هذا ولقد تعززت امكانية القيام بهجوم جوي, بالرغم من عدم كونه وشيك الوقوع. \r\n \r\n هذا ومن الجدير بالذكر ان اسرائيل كانت قد ارسلت في عام ,1981 طائراتها القاذفة المقاتلة, بهدف تدمير المفاعل النووي العراقي (تموز) الذي كان يقع في احدى ضواحي العاصمة بغداد, ومنذ ذلك الحين, وسلاح الجو الاسرائيلي, الذي يمثل »زهرة العروة« بالنسبة للقوات المسلحة الاسرائيلية, كان قد حقق خطوات اضافية الى الامام. وحدث ذلك نتيجة وصول 102 طائرة حربية من طراز اف -16 الى قاعدة رامون, في شهر شباط من عام 2004 والتي تمثل آخر جيل من المطاردات القاذفة الامريكية, القادرة على الضرب على مسافات بعيدة, ومن غير الممكن عدم الاخذ بالحسبان ان رئيس الاركان الجديد, دان حالوس, هو القائد السابق لسلاح الطيران, بالاضافة الى ان نائب مدير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية, ايفراييم كام, كان قد اكد بطريقة غير مباشرة في شهر كانون اول الماضي على حتمية تنفيذ عملية عسكرية ضد ايران, وقد ورد ذلك من خلال مقالة طويلة خص بها المنتدى الاسرائيلي - الفلسطيني (Betterlemons.Com), ومما جاء فيه: »ان ايران مسلحة بقنابل ذرية سوف تتصرف باسلوب اكثر عدوانية تجاه اسرائيل, وليس هذا فقط, بل ستعمل على التصعيد من نفوذها في المنطقة باكملها, لدرجة التأثير على سياسة الدول الاكثر اعتدالا. مثل مصر, سوريا, والمملكة السعودية, التي ستسعى بدورها الى امتلاك اسلحة نووية, وسوف تنطلق في سباق لاعادة التسلح يشمل كامل المنطقة الشرق اوسطية, وعليه ووفقا للانطباع الذي خلفه كام, فان العزلة والهجوم المحتمل ضد طهران, من الممكن ان يلقيا الرضا والقبول لدى العالم العربي.