شراء «تويوتا» لشركة «جنرال موتورز» التي ركزت استراتيجيتها التجارية على انتاج السيارات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود، بما في ذلك سيارة هامر، والسخرية من التكنولوجيا المختلطة ومحاربة مساعي الكونغرس الرامية الى فرض شروط وقواعد جديدة لشركات صناعة السيارات الاميركية ليس في مصلحة الاقتصاد الاميركي فحسب، بل سيصب ايضا في المصلحة الجيوسياسة للولايات المتحدة. \r\n وبما ان شركة «تويوتا» كان لها قصب السبق في تكنولوجيا المحركات التي تعمل بأكثر من نوع من الوقود، فإن ذلك سينقذ اقتصادنا من إدمانه على النفط (ماذا عن 500 ميل لغالون من الجازولين؟)، كما سينقذ ايضا سياستنا الخارجية من الاعتماد على نفط الشرق الاوسط. \r\n نشر تكنولوجيا «تويوتا» في مجال المحركات التي تعمل بأكثر من نوع من الوقود سيلعب دورا اساسيا في ترقية ما اسميته «جيوغرين» Geo-green. أنصار هذا التوجه يسعون الى ايجاد حركة سياسية تضم تحت مظلتها انصار حماية البيئة، الذين يريدون خفض استهلاك الوقود الذي يتسبب في تغيير المناخ ، والمسيحيين المتدينين الذين يسعون الى حماية ارض الله والمحافظة عليها خضراء، بالإضافة الى المهتمين بالجانب الجيوستراتيجي، الذين يسعون الى خفض اعتمادنا على النفط الخام. \r\n لا شك في ان فريق الرئيس جورج بوش لم يحسن التعامل مع مسألة الطاقة منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. فعدم اهتمام فريق بوش بتطوير استراتجية مناسبة في هذا المجال، كان تصرفا غير مسؤول على الإطلاق ، خصوصا عندما ندرك ان حلول مشاكلنا كانت موجودة مسبقا. من شأن هذه الاستراتيجية، التي لم يعرها فريق بوش أي اهتمام، ان تعزز قيمة الدولار وتقلص العجز في الميزان التجاري ، وتجعل من الولاياتالمتحدة الدولة الرائدة في العالم في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وتشجيع الشركات الاميركية على احتلال موقع متقدم في تطوير وانتاج التكنولوجيا التي يحتاجها العالم بصورة ماسة، في وقت اصبحت فيه الهند والصين دولتين صناعيتين. \r\n وكما يشير غال لوفت، الرئيس المشارك ل«تحالف حرروا اميركا»، وهو تحالف من الحزبين الرئيسيين لجماعات الامن القومي والعمال والبيئة والجماعات الدينية، التي تؤمن بأن خفض استهلاك النفط هو اولوية قومية: فإن اغلبية واردات النفط الاميركي تستخدم كوقود لقطاع النقل وبصفة اساسية السيارات والشاحنات. وبالتالي فإن المدخل الى خفض اعتمادنا على النفط الاجنبي هو استخدام نفط اقل في سياراتنا وشاحناتنا. \r\n وتوجد طريقتان للقيام بذلك، الاولى هي الكهرباء . فنحن لا نستورد الكهرباء. بل نولد كل احتياجاتنا من الكهرباء عن طريق الفحم والطاقة المائية والطاقة النووية والغاز الطبيعي. وسيارات «تويوتا» التي تعمل بأكثر من نوع من الوقود مثل بريوس، تعمل بالبنزين والكهرباء التي تولدها عن طريق استخدام المكابح ثم تخزنها في بطارية صغيرة. ولكن لوفت يقول انه اذا كانت لديك سيارة يمكن ان توصلها بمصدر الكهرباء خلال الليل، فيمكن للبطارية ان تخزن طاقة تكفي للقيادة لمدة 20 ميلا يوميا. ولذا فإن مسافة ال 20 ميلا الاولى ستستخدم الطاقة الكهربائية المخزنة في البطارية. وسيبدأ استخدام البنزين عقب ذلك. وبما ان 50 في المائة من الاميركيين لا يقودون سياراتهم اكثر من 20 ميلا يوميا، فذلك يعني ان الطاقة المخزنة في البطارية ستغطي كل احتياجاتهم. وحتى اذا قادوا السيارة لمسافة اكثر من ذلك ، فإن استخدام البطارية والبنزين معا سيتيح استخدام غالون من البنزين لكل مائة ميل. \r\n وفي الوقت الراهن لا تبيع «تويوتا» سيارات يمكن توصيلها بمصدر للكهرباء. ويستخدم بعض المتحمسين اجهزة لتحويل سياراتهم الى تخزين الطاقة عبر مصدر الكهرباء، الا ان ذلك يضيف عدة آلاف من الدولارات الى ثمن السيارة ، وتفقد الضمان الذي تقدمه «تويوتا». \r\n تخيل لو ان الحكومة شجعت، عبر سياسة ضريبية وغيرها من الحوافز، كل شركات صناعة السيارات على امكانية شحن سياراتها عبر مصدر الكهرباء؟ \r\n واذا ما اضفنا الى ذلك سيارات الطاقة المرنة، التي تحتوي على شريحة الكترونية وخط وقود يسمح لها باستهلاك الكحول والبنزين او أي مزيج من الاثنين. وتوجد 4 ملايين سيارة اميركية مجهزة بهذه المعدات، من بينها بعض السيارات من «جنرال موتورز»، وتصل تكلفة ذلك مائة دولار فقط. وتأمل البرازيل في جعل كل سياراتها متعددة الاستخدام بحلول عام 2008. ويشير لوفت الى انه اذا ما جمعت نظام شحن السيارات عبر مصدر كهرباء ونظام الطاقة المرنة، فيمكنك زيادة قيادة السيارة لمسافة 500 ميل بغالون واحد من الوقود. \r\n وفي النهاية لسنا في حاجة الى القيام بعمل جديد، او الانتظار للسيارات التي تعمل بالهيدروجين. فالتقنية التي نحتاجها لاميركا الاقوى والمستقلة فيما يتعلق بالطاقة، متوفرة. \r\n الشيء الوحيد الذي ينقصنا الان هو قيادات ذات خيال وإرادة لنقل البلاد الى طريق «جيوغرين». \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»