وترجح استطلاعات الراي والتحليلات فوز الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني، الرجل القوي في النظام منذ انتصار الثورة الاسلامية. الا ان الترجيحات تذهب ايضا الى القول انه لن يتمكن من الحصول على الغالبية المطلقة من الاصوات في الدورة الاولى، مما سيدفع باتجاه اجراء دورة ثانية ستكون الاولى في تاريخ الجمهورية الاسلامية. \r\n ويحتمل ان تختلط كل الاوراق في حال حصول دورة ثانية. \r\n واذا كان رفسنجاني حاول ان يقدم نفسه خلال الحملة الانتخابية على انه سياسي معتدل وبراغماتي، فان المرشحين الآخرين يتراوحون بين التيار الاصلاحي (اثنان ابرزهما مصطفى معين) والتيار المحافظ المتشدد (ثلاثة اوفرهم حظا محمد باقر قاليباف). \r\n ويتمسك قاليباف، الضابط السابق في الحرس الثوري، بوجوب المحافظة على الزي الاسلامي بالنسبة الى النساء. وخلال لقاء انتخابي شارك فيه في طهران، كان انصاره من الرجال يدخلون الى قاعة الاجتماع من باب غير الذي دخلت منه النساء. كما انه متمسك باعتماد سياسة التشدد مع \"الشيطان الاكبر\" اي الولاياتالمتحدة. \r\n في المقابل، يطالب الوزير السابق معين بتحرير المعتقلين السياسيين ويدعو الى عودة تدريجية للحوار مع واشنطن. \r\n وقال رئيس منتدى الحوار العربي الايراني محمد صادق الحسيني ان \"اهمية فوز رفسنجاني اذا حصل، يكمن في مواجهة المتطرفين من اليمين واليسار، اي صقور الاصلاحيين وصقور المحافظين\". \r\n وكان رفسنجاني اول من كسر الحظر المفروض على موضوع العلاقات الاميركية الايرانية المقطوعة منذ 1980. وهو يراهن على ما يعرف عنه من حذاقة سياسية وخبرة يمكن ان يستخدمهما من اجل مصالحة ايران مع الغرب وحل المشاكل الاقتصادية الكبيرة في بلاده. \r\n ويعتبر قسم كبير من الايرانيين هذه المسالة اساسية لمواجهة الانعكاسات المترتبة على العقوبات الاميركية مثل التضخم والبطالة. كما ان ايران تواجه ضغوطا دولية كبيرة نتيجة قلق المجتمع الدولي من انشطتها النووية. \r\n ومع ان استطلاعات الراي التي يفترض التعامل معها بحذر تشير الى ان رفسنجاني لن يحصل على الغالبية المطلقة من الدورة الاولى، الا ان بعض المحللين لا يستبعدون انتخاب الرئيس غدا الجمعة. وفي حال عدم حصول ذلك، فان كل شيء يصبح ممكنا في الدورة الثانية التي قد تجرى في 24 حزيران/يونيو او في الاول من تموز/يوليو. \r\n ويحتل قاليباف المركز الثاني بحسب استطلاعات الراي. ويسود اعتقاد بانه يحظى بدعم المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي. الا انه قد لا ينجح في الوصول الى المركز الثاني بسبب وجود محافظين آخرين متشددين في السباق الرئاسي هما عمدة طهران محمود احمدي نجاد والرئيس السابق لهيئة الاذاعة والتلفزيون الرسميين علي لاريجاني. \r\n وهناك فارق صغير في الاستطلاعات بين قاليباف ومعين. وقد اعتمد هذا الاخير خطابا راديكاليا في حديثه عن الحريات الفردية، وتجرأ على المطالبة باعادة النظر في صلاحيات المؤسسات غير المنتخبة والنافذة في النظام والتي يسيطر عليها المحافظون. \r\n وحاول طيلة الحملة تعبئة شريحة معينة من الناخبين تتمثل بالنساء والطلاب اوصلت الرئيس الحالي محمد خاتمي الى الرئاسة في 1997 و2001، للتصويت له. الا ان هؤلاء اصيبوا بخية امل نتيجة استمرار الاعتقالات والتمييز ضد النساء والصعوبات الاقتصادية ما قد يدفع قسما كبيرا منها الى الانكفاء. \r\n ودعا عدد من المنشقين والاصلاحيين وحاملة جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي الى مقاطعة الانتخابات. \r\n ودعا المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي من جهته الى التصويت بكثافة، معتبرا انه \"تكليف شرعي\" للدفاع عن البلاد ضد \"المؤامرات الشريرة للولايات المتحدة\". \r\n ويبلغ عدد الناخبين، بحسب الارقام الرسمية، 46786418 تتجاوز اعمارهم 15 سنة.