\r\n والآن ربما يواجه بول وولفويتز تجربة مشابهة حيث يتولى مهام وظيفته في الأول من يونيو, واثقاً من انه ترك وراءه وظيفة كبيرة داخل البنتاغون وتولى بعدها وظيفة اكبر ولكن على مدى الشهرين الماضيين, بينما كان يستعد لتولي زمام المسئولية, واجه ثقافة البنك المخيفة حيث ان كل فرد هناك لديه عصبة من الأصدقاء واي شخص جديد يُعد خارجاً على هذه العصبة حتى وان كان رئيساً لهذا المكان. \r\n وعقب تأكيد ترشيح وولفويتز بيوم واحد, نشرت مجلة ساخرة ان الموظفين الجدد قد وصلوا الى مقر البنك الدولي الرئيسي لتوصيل اغراضهم الشخصية, وقد ضمت اغراضهم خريطة العراق منذ 1768 (بما فيها مئات من العلامات الحمراء تشير الى اسلحة الدمار الشامل, ومئات العلامات السوداء التي تشير الى ابار البترول وعلامة زرقاء تشير الى مطعم سوشي متميز, وطائرة اباتشي وهاتف احمر بخط مباشر لكارل روف. \r\n ربما ان حوالي 90% من موظفي البنك يعارضون حرب العراق , ونفس النسبة ترى ان الرئيس بوش ليس الا راعي ابقار ارعن كما ان اثنين من ثلاثة مساعدين اتى بهم وولفويتز الى البنك يشاركونه في فكرة العراق,وهي الفكرة التي لاتروق لبقية أفراد البنك من هؤلاء المساعدين كانت روبين كليفلاند المسؤولة التي جمعت فواتير النفقات الخاصة ببوش في العراق, كما انها قد استدعت نواب رئيس البنك الى مكتبها للقائهم, ولكن بعض النواب رفضوا تلبية طلبها واكتشف وولفويتز الأسبوع الماضي فقط ان كبار رؤساء البنك قد احدثوا تعديلاً كبيراً في خريطة الإدارة دون اخذ مشورته. \r\n امر وولفويتز بتعليق هذا التعديل, ولكن في الغالب انه قد سلك طريقاً وسط الأشواك ولكنه بعد ذلك نزع سلاح هؤلاء الأشخاص عندما تناول الغداء في مطعم الموظفين (حيث ان البنك مزود بغرفة طعام منفصلة للمديرين, والآن اصبحت هناك غرفة خاصة بالرئيس) كما اعطى بريده الإليكتروني للموظفين خلال الاجتماعات وابدى عظيم امتنانه وشدة احترامه لما يتمتع به البنك من حرفية عالية ولكي يهديء المخاوف بشأن سعيه لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط, فقد خطط للقيام برحلة قريباً الى افريقيا كما قضى مزيداً من الوقت يستمع للمتحدثين اكثر من الوقت الذي يقضيه في الحديث, وهو مايتعارض تماماً مع شخصية ولفنسون السابقة. \r\n ولكن وولفويتز يواجه مشكلات اعمق من ثقافة البنك وسياساته حيث ان عملية تطوير الأعمال تعرقلها كثيراً عدم معرفة الردود على بعض الأسئلة الأساسية. وما الذي يختفي وراء الأشياء الواضحة, مثل سلامة الاقتصاديات الضخمة, والتركيز على الصادرات, التي تعد المكون الرئيسي لتقليل الفقر؟ وهناك تقرير جديد للبنك الدولي حول الدروس المستفادة من صراعات التسعينيات وقد انتهى الى ان الإجابات العامة تعد اجابات مضللة ومراوغة حيث قامت بعض الدول بتنفيذ كل القواعد القياسية (لإجتماع واشنطن) , والتي فشلت حالياً في تحقيق النمو, بينما خرجت بعض الدول من اطار تلك القائمة ونتيجة لذلك حققت تلك الدول نمواً هائلاً ومنذ 15 عاماً, كان الاقتصاديون في البنك يملكون القليل من الحلول لتقديمها حيث ان اهم عوامل النمو من الصعب التكهن بها, لأنها تختلف من دولة لأخرى. \r\n اذاً ما الذي يمكن ان نستنتجه من احدث تقرير صدر من وحدة التقييم المستقلة داخل البنك ؟ تشير الدراسة الى ان الصحة والتعليم والمشروعات الأخرى في غالبية الدول تعد جميعها ناجحة, الا ان الفقر في نفس البلد لاتبدو اي مؤشرات على انخفاضه والرد على هذا الأمر هو ان البنك لابد وان يتوقف عن خداع نفسه بأن عدداً من المشروعات النموذجية قد لا تعني شيئاً اذا لم تسلك الدولة الطرق الصحيحة, وانه يجب ان يتوقف عن منح الحكومات التي لاتستطيع توفيق اوضاعها وشن حملة موسعة ضد الفقر. \r\n ولكن المشهد الآخر الأكثر وضوحاً هو ان المشروعات المصممة بشكل جيد تعبر عن دروس التنمية ذات القيمة, والتي تعد البذور الأولى للنمو الذي قد يحدث اذا تولت زمام الأمور حكومة رشيدة كما ان المعركة بين منظور الدولة الأشمل ومنظور المشروعات الضيقة داخل تلك الدولة قد بدأت داخل البنك منذ 25 عاماً وحل هذه المشكلة يكاد يكون من المستحيل . \r\n اذا ما هو الشيء الممكن ؟ سوف يتعين على وولفويتز القبول بأن كل الإجراءات داخل البنك الدولي لتقليل الفقر على مستوى العالم لن تجدي في ظل هذه الحكومات غير الرشيدة وانما هي مجرد محاولات يبذلها البنك دون جدوى كما انه لابد وان يقبل ان طاقم العمل داخل البنك الدولي يتميز بالحرفية بل انه افضل بكثير من الموظفين داخل اي جهاز للقطاع العام وان دوره ان يفسح المجال لهؤلاء الأشخاص للعمل بكل طاقاتهم والقيام بدورهم على اكمل وجه. \r\n \r\n \r\n سباستيان مالابي \r\n محرر بصفحة الآراء لصحيفة واشنطن بوست \r\n خدمة واشنطن بوست - خاص بالوطن