ففي بداية عقد الاربعينيات من القرن الماضي ، كانت القارة الاوروبية خاضعة بصورة مطلقة لسيطرة هتلر. و من يدري ما كان ليحدث لو ظل هتلر في السلطة ؟. \r\n و قد حد عنصرا التقدم التقني و الزمن من الحماية الطبيعية التي كان يفترض أن توفرها الحواجز المائية التي تحيط بالاراضي الاميركية للولايات المتحدة و التي كان يفترض أن تجنبها الهجمات الخارجية. و على الرغم من تدهور الاوضاع الامنية إبان فترة الحرب العالمية الثانية ، فان الاقتصاديات الشيوعية و القمع السياسى الذى كان منتشرا في الاتحاد السوفيتي لم يمكنها بوضوح من السيطرة على العالم. و هذا هو سبب انهيار النظام الشيوعي في الاتحاد السوفيتي في نهاية الامر على الرغم من قوتها كدولة عظمى. و في المقابل ، لا يجب على المرء أن يقلق بشأن قدرتنا كأميركيين على البقاء كدولة حرة تتمتع بالرخاء و ذلك على الرغم من سيطرة الخوف و الهلع على عقلية المواطن الاميركي من احتمال تكرار أحداث الحادي عشر من سبتمبر مرة أخرى. و يمكن القول بأن ألمانيا النازية كانت أكثر كفاءة من ناحية القوة الاقتصادية و العسكرية. و قد يكون من الصعب على الاشخاص الذين لا يمتلكون دراية كافية بالتاريخ أن يتصوروا أن الولاياتالمتحدة كانت غير جاهزة لخوض الحرب العالمية الثانية. و إذا لم يقم هتلر بإعلان الحرب على الولاياتالمتحدة الاميركية بعد وقت قليل من وقوع كارثة (بيرل هاربور) ، كان من المتوقع أن يلقي فرانكلين روزفلت معارضة كبيرة جدا داخل الولاياتالمتحدة إذا أقدم هو على إتخاذ هذه الخطوة ضد ألمانيا. و خلال سنوات الحرب الاولى ، كان انتصار الحلفاء مستبعداً في كل من أوروبا و اليابان. و إذا ما كتب لجهود الحلفاء الفشل في يوم الانزال ، كان من الممكن أن تتطور الازمات بصورة كبيرة. و كان النازيون يعتقدون على نحو واسع بقدرتهم على فرض السلام الذي يبقيهم في موقع قوة داخل ألمانيا أو على الاقل في موقع يخولهم السيطرة الجزئية على أوروبا. و إذا لم يمنحنا الحظ المطلق نصرا عسكريا ضخما في جزيرة ميدواى بالمحيط الهادى بعد ستة أشهر فقط من وقوع كارثة (بيرل هاربور) ، لتمكن اليابانيون من مهاجمة الساحل الغربى للولايات المتحدة الاميركية ، و لربما أجبروا روزفلت على نقض تعهده بالقضاء على هتلر. و يستحق فرانكلين روزفلت منا كل التقدير بسبب قيادته لنا خلال تلك الاوقات العصيبة. وبإمكاننا أن نختلف على المزايا التي جنتها الولاياتالمتحدة من خوضها لحرب فيتنام و كوريا والحكمة من خوضها لحرب العراق. و لكن لا يمكن لاى لبيب أن يختلف على أهمية موقف واشنطن في الحرب العالمية الثانية و نجاحها في القيام بمهامها القيادية على نحو صحيح ، لانه لو لم تقدم الولاياتالمتحدة على اتخاذ مثل هذا الموقف ، لكان الخيار المتاح هو تحمل الشر و العيش تحت تهديده الدائم. و كان الالمان يؤمنون بتفوفقه العرقى الاعلى و كانوا ينظرون الى المجتمع متعدد الجنسيات والاعراق مثل المجتمع الاميركى على أنه تجسيد لكل ما هو خطأ على كوكب الارض. ويستحق الجنود الاميركيون كل الشكر لان استجابتهم كانت قوية إزاء تلك الافكار العنصرية. لذا يتحتم علينا شكر هؤلاء الاشخاص الذين تبقوا من جيلنا العظيم حقا و الذين لا يزالون يعيشون بيننا. و هذا أقل شىء يمكن فعله تجاه هؤلاء العظماء. \r\n \r\n بيتر براون \r\n كاتب عمود بجريدة (أورلاندو سنتينيل الاميركية) \r\n خدمة ( كيه.آر.تى) خاص ب(الوطن). \r\n \r\n