\r\n أكثر من 1500 قتيل وحوالى 25000 جندي عاجز عن متابعة المعركة وما يربو عن 35000 جندي باتوا ضحية لأمراض معظمها نفسية ,فالجيش الأميركي بهذه الصورة غير قادر على الفوز بهذه الحرب الاستعمارية وغير قادر على الوقوف بوجه أكثر من 100 هجمة يومياً من رجال المقاومة العراقية. \r\n \r\n الجنود الأميركيون الذين عادوا إلى وطنهم يقولون إن الانحلال الأخلاقي وعدم الاكتراث وعدم الولاء متفش في صفوف الجيش الأميركي في العراق بينما من ناحية أخرى ازدادت ونمت المقاومة العراقية بدخول متطوعين كثر إلى صفوفها . \r\n \r\n نمو المقاومة العراقية وازدياد ضعف قوى الاحتلال ,يؤكد لنا أن واشنطن لن تفكر في التورط بحرب عسكرية أخرى ضد من تعتبرهم أعداءها. \r\n \r\n العديد من الشخصيات المؤثرة في صفوف الديمقراطيين مثل هيلاري كلينتون وكذلك الجمهوريين والصهاينة سوف يدعون إلى تصعيد الحرب وإلى إرسال المزيد من الجنود إلى العراق (100 ألف جندي).وبالتالي تورط عسكري أميركي أكبر وقتلى أكثر في صفوف الجيش الأميركي ما يزيد من الاحتجاج الشعبي الأميركي على هذه الحرب. \r\n \r\n من الناحية الاقتصادية سيشهد الاقتصاد الأميركي تضخماً أكبر وسيزداد التدهور الذي شهدته قيمة الدولار في عام 2005 ما سيجعل دول العالم تبتعد عن تخزين الاحتياطي النقدي بالدولار. \r\n \r\n يمكننا أن نرى أزمة اقتصادية كبيرة مقبلة,كما أننا سنشهد هبوطاً حاداً في أسهم الشركات الأميركية وبالتالي ستحاول الدول التخلص من الدولار المنخفضة قيمته ما سيؤدي إلى تراجع اقتصادي عام . \r\n \r\n الصراعات والمشكلات الداخلية ستزداد في الجسد الأميركي بشكل لاسابق له,فالديمقراطيون والليبراليون والمحافظون الجدد والصهاينة سوف يلاحقون بوش ورامسفيلد ويسائلونهم عن ضعفهم في الشرق الأوسط,بينما القوى العسكرية الخاصة وجهاز القوى الأمنية ( FBI)سيتحدون سيطرة المحافظين الجدد والصهيونية على سياسة البنتاغون وسيقومون باعتقال ومحاكمة المتهمين بالتجسس لصالح الحكومة الإسرائيلية. \r\n \r\n بنفس الدرجة من الأهمية سيكون الخلاف القائم بين عقول المحافظين الجدد ورجال شركات التجارة الدولية وقادة البنك الأميركي فيما يتعلق بسياسة البنتاغون في مواجهة الصين. \r\n \r\n هذا البلد الآسيوي يقوم بتوسيع قدرته الاقتصادية في العالم ,محاولاً الحصول على أكبر قدر ممكن من مصادر الطاقة وموارد المواد الأولية ,ما يجعل المحافظين الجدد والصهيونية المؤثرة في البنتاغون تسعى لفرض مواجهة سياسية وعسكرية أكثر عدوانية مع الصين ,بينما يعتقد مفكرو (wall street) أن قيام الصين بهذه الاستثمارات أمر لابد منه لإنقاذ الدولار الأميركي من التدهور المستمر ,إضافة إلى ذلك فإن الاستثمارات الأميركية في الصين تزيد عن 300 ألف مليون دولار ما يجعل السياسة العدوانية ضد الصين أمراً غير منطقي وليس لمصلحة الاقتصاد الأميركي. \r\n \r\n هذه الأزمة الحربية الاقتصادية الخارجية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية سوف تزيد من نمو الحركة الاجتماعية المناهضة للسياسة الحربية وسوف تزيد عدد المحتجين الأميركيين على الغزو الأميركي الخاسر للعراق. \r\n \r\n من ناحيتها أوروبا والصين ستستمران بمنافسة أميركا على الموارد الاستراتيجية للهيدروكربون والنفط والمواد الأولية ,ففي عام 2004 وقعت الصين عقود استثمار مهمة مع كل من البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وبوليفيا وتشيلي وكوبا وروسيا, لتؤمن بذلك احتياطياً ضخماً وطويل الأمد من المستهلكين لبضائعها. \r\n \r\n من ناحية أخرى أوروبا واليابان تقومان باستثمارات كبيرة في روسيا وليبيا وإيران وأفريقيا لتؤمنا بذلك مصادر تزويد الطاقة. \r\n \r\n بشكل عام فإن العام 2005 سيكون أسوأ من سابقه على الولاياتالمتحدة الأميركية سياسياً وفكرياً واقتصادياً.. \r\n \r\n في العراق كما حصل في فيتنام فإن كثرة المحن والمصائب ستزيد من شدة الحرب (زيادة في الجنود والأسلحة وزيادة في استخدام أساليب التعذيب والقتل الجماعي والتدمير الكلي للمجتمع العراقي). \r\n \r\n ستزداد عزلة الولاياتالمتحدة الأميركية والأنظمة المساندة لها أمام فرصة هزيمتها في العراق,ستترك المسرح أنظمة حليفة لأميركا وستمر بالعراق انتخابات متلاعب بها ولكن الحرب ستزداد قوتها, والشعب الأميركي سيجد نفسه مضطراً لمواجهة حقيقة أن حكومته لن تحقق النصر في هذه الحرب وبأنهم هم من سيدفعون فاتورة حرب خاسرة. \r\n \r\n على الرغم من كل ذلك فإن واشنطن لن تتراجع في سياستها فرجال الحرب المدنيين الأميركيين بثوا أفكارهم بأن أميركا هي القوة الوحيدة المسيطرة على العالم, والتي لا تقهر والصهاينة في البنتاغون يوجهون جهودهم لكي تحصل إسرائيل على سيطرة وطاعة في المنطقة ولو كان ذلك على حساب إضعاف الامبراطورية الأميركية في بقية العالم. \r\n \r\n طبقة السياسيين (الديمقراطيين والجمهوريين ) يعتقدون بأن انسحاب أميركا (أي خسارتها في الحرب) سوف تزيد من اعتقاد دول أخرى بقدرتها على تحدي السيطرة الأميركية. \r\n \r\n إن التفكير الأميركي في عام 2005 هو بأن الحرب يجب أن تستمر وأن النصر يجب أن يتم مهما كان الثمن من أرواح الجنود الأميركيين والمدنيين العراقيين ,للمحافظة بذلك على صورة الامبراطورية التي لاتقهر.