\r\n الهيكل العام للأمم المتحدة يمنع القيام بعمل متعدد الجوانب لأن هناك خمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن وهم بريطانيا وفرنسا والصين وروسياوالولاياتالمتحدة لهم حق الفيتو ضد أي عمل عسكري أو فرض عقوبات أو إرسال قوات حفظ سلام إلى أي منطقة من المناطق بها صراعات مشتعلة . مجلس الأمن نادرا ما يتوصل إلى قرار باتخاذ إجراء لأنه نادرا ما يحدث إجماع في الآراء بين هذه الدول . \r\n في الماضي أنجزت الولاياتالمتحدة أهدافها الخارجية بالعمل حول الأممالمتحدة وليس من خلال الأممالمتحدة . على سبيل المثال نجد أن سياسة الاحتواء الناجحة التي اتبعتها الولاياتالمتحدة مع الاتحاد السوفيتي سابقا جرت على أيدي حلفاء عديدين للولايات المتحدة مثل ألمانيا وفرنسا وتركيا واليابان أي أن الولاياتالمتحدة تصرفت بشكل منفرد بعيدا عن الأممالمتحدة . المجهودات التي قامت بها الولاياتالمتحدة لوقف الاعتداء البريطاني الفرنسي على مصر واحتلال قناة السويس وإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي تمت بمساعدة قليلة جدا من الأممالمتحدة . أضف إلى ذلك أن تدخل حلف الناتو في يوغوسلافيا السابقة يعد بمثابة خرق لميثاق الأممالمتحدة . \r\n مؤخرا نجد أن المجهودات التي تقوم بها الولاياتالمتحدة لاحتواء كوريا الشمالية ونزع فتيل الأزمة والصراع بين الهند وباكستان وبين تايوان و الصين وكذلك الإطاحة بصدام حسين تمت بتحركات بعيدة كل البعد عن الأممالمتحدة . \r\n هذا يعني أنه من الناحية التاريخية فإن الأمم التحدة لم تكن تؤدي الدور المنوط بها كما ينبغي ولكن مع نهاية الحرب الباردة أخذت الأممالمتحدة دورا أكبر خاصة على أمل أن يتم التخفيف من الأعباء التي تتكبدها الولاياتالمتحدة عند تحقيقها هذه الأهداف . من مصلحة الدول التي لها حق الفيتو في الأممالمتحدة أن تُبقي على الشعبية التي تتمتع بها الأممالمتحدة لأنها تعطيهم نوعا من المساواة مع الولاياتالمتحدة وهى أمر لا يتفق مع موازين القوى على أرض الواقع . \r\n بتطبيق قاعدة الفيتو المعمول بها في الأممالمتحدة فإن من حق دولة واحدة من هذه الدول أن تُعيق تحرك المجموعة أو الموقف الذي يرغب معظم الأطراف في اتخاذه فمثلا نجد روسيا اعترضت على إرسال قوات تابعة للأمم المتحدة إلى كوسوفو . في مرحلة ما قبل الحرب على العراق كانت الاممالمتحدة هى السبب في تأخير اتخاذ قرار الحرب علي العراق وكانت الأممالمتحدة السبب في امتناع كثير من الدول عن المشاركة في الحرب بدعوى أن الأممالمتحدة لم تُقر الحرب على العراق . إذا استمرت الأممالمتحدة في اتخاذ مواقف معارضة للسياسات التي ترغب الولاياتالمتحدة في اتخاذها فإن على الدبلوماسيين الأميركيين أن يعملوا على تهميش دور الأممالمتحدة وليس دعم دورها . \r\n على الجانب الآخر نجد أن الأممالمتحدة تساهم إلى حد ما في إعاقة تنفيذ القانون الدولي . الميثاق العام للأمم المتحدة يعتبر شن الحرب على أي دولة خرقا للقانون الدولي ما لم تكن هذه الحرب للدفاع عن النفس أو بتفويض من مجلس الأمن وهى قاعدة قانونية لا يمكن تحقيقها أبدا . منذ عام 1945 م وحتى عامنا هذا كانت هناك العديد من الحروب وإذا تصورنا أن الأممالمتحدة ستلعب دور الشرطي العالمي الذي يقوم بالحفاظ على حياة وسلامة الجميع فإننا بذلك كمن يبني قصورا في الهواء أو ينفخ في نار لا أوار فيها . الأممالمتحدة تُقر تنحية القانون الدولي جانبا لمنع حدوث كوارث إنسانية أو استئصال التهديدات الإقليمية للسلام في بعض المناطق أو الإطاحة بالأنظمة التي تساند الإرهاب وتدعمه . \r\n الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بإشراف الأممالمتحدة ليست كلها فاشلة ولكن من المُلاحظ أيضا أن الاتفاقات العالمية الحيوية مثل منظمة التجارة العالمية أو الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة ( الجات ) أو الاتحاد الأوروبي أو اتفاقية الحد من التسلح أو حلف شمال الأطلنطي تمت جميعا في إطار بعيد بشكل كبير عن الأممالمتحدة . الدول نفسها هي التي تفاوضت حول هذه الاتفاقات والحصول على منافع كبيرة حتى لو قدمت هذه الدول تنازلات للدخول في هذه الاتفاقات لأن هذه التنازلات هى نتيجة للتوازانات الحقيقية على أرض الواقع . على الجانب الآخر نجد أن الأممالمتحدة أقل فاعلية لأنها تنظر إلى كافة الدول على أنهم سواسية وهو وضع مخالف للواقع الموجود على الأرض وخاصة في ظل وجود خمس دول لها حق الفيتو . \r\n الهيكل العام للأمم المتحدة يعكس الآمال التي كانت معلقة عليها خلال مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وهى الآمال التي لم تتحقق . الولاياتالمتحدة ستستمر في عرقلتها للتعاون الدولي وفرض القانون الدولي طالما بقيت الدول تضع ثقتها فيها وبقيت الحكومات تتحرك من خلالها . \r\n يجب أن يعي سفير الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة جيدا أن الهدم هو أفضل وسيلة للبناء من جديد وعلى الرغم أن كلمة الهدم مؤلمة إلا أنه في أحيان كثيرة يكون الهدم أفضل الحلول المُقترحة . \r\n \r\n إريك بوسنر وجون يو \r\n بوسنر أستاذ للقانون في كلية الحقوق جامعة شيكاغو \r\n يو أستاذ في كلية الحقوق جامعة كاليفورنيا وأستاذ زائر في المعهد الأميركي وعمل في وزارة العدل في فترة حكم الرئيس بوش الأولي . \r\n خدمة الواشنطن بوست - خاص بالوطن . \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n