\r\n ومن البديهي ان هذه البلدان الثلاثة كلها تهم الولاياتالمتحدة، لكنني أرى الآن ان روسيا والصين تزدادان أهمية، وربما تصبحان قريباً أهم من العراق، فيما يمكن اعتباره عودة إلى أولويات واشنطن لفترة ما قبل 11 سبتمبر 2001. في العراق، بدأت مرحلة استقرار نسبي، مع التركيز على كلمة «نسبي». \r\n \r\n \r\n وبالطبع لا يمكن وصف المنطقة بأنها مسالمة أو هادئة، لكن من الواضح ان العراق بدأ الآن يتجاوز حالة الأزمة التي استحوذت على اهتمام واشنطن طيلة العامين الماضيين. \r\n \r\n \r\n وهناك أسباب عدّة وراء هذا التطور الايجابي. أولاً ان العصيان السني المسلح اخفق في الانتشار الى خارج الاقاليم السنية الأربعة، وحتى في تلك المناطق شهدت الأسابيع القليلة الماضية بداية تراجع كبير في وتيرة العمليات. \r\n \r\n \r\n ثانياً، بات من الواضح ان حكومة جديدة يسيطر عليها الشيعة ويؤثر فيها الايرانيون سوف تسيطر على زمام الأمور بالعراق. ويستطيع الزعماء في الصين وروسيا ان يروا بأعينهم هذا الوضع الراهن - وحتى اذا لم يروه، فإن خطاب الرئيس بوش لحالة الأمة لخص بوضوح أولويات السياسة الخارجية في فترتة الرئاسية الثانية، بتركيزه على استراتيجية الدمقرطة التي تضع الصين وروسيا في مركز الرادار الاميركي. كما ان كلتا الدولتين تنتابهما مخاوف وشكوك قديمة حول السلوك الاميركي - وهي مخاوف لم تساهم في تهدئتها الأحداث الأخيرة في المنطقة. \r\n \r\n \r\n من جانبها اعتبرت روسيا التدخل الاميركي في السياسة الأوكرانية بمثابة خيانة للضمانات الأمنية الاساسية المطبقة منذ سقوط جدار برلين، وبالطبع فإن موسكو لطالما اعتقدت ان واشنطن تدعم ضمنياً حركة الانفصاليين الشيشان. وجاءت الاضطرابات الأخيرة في قيرغيزستان برغم ان دوافعها داخلية صرفة بحسب اعتقادي - لتضيف الى هذه الشكوك، وباختصار فإن موسكو تعتبر ان واشنطن تشن هجوماً متواصلاً وممنهجاً ضد المصالح القومية لروسيا. \r\n \r\n \r\n وفي غضون ذلك، فإننا نشهد أيضاً فقداناً للسلطة من قبل الرئيس فلاديمير بوتين والاصلاحيين، بحيث ان ذلك يزيد من الضغط السياسي على بوتين داخلياً ويزيد من حدة التوترات مع الولاياتالمتحدة - كما ظهر في قمة بوتين - بوش الكارثية في براتسلافا. \r\n \r\n \r\n لقد بعثت موسكو باشارة حول قدرتها على افتعال مشاكل خطيرة للولايات المتحدة، ولكن لايزال من غير الواضح ما اذا كانت واشنطن قد سمعت التهديد الروسي أم لا.وسبق ان تناولت بإسهاب المآزق الداخلية التي تواجهها الصين وسأكتفي الآن بالقول إن الصين شارفت بالفعل على مرحلة الذوبان الاقتصادي بحسب اعتقادي. \r\n \r\n \r\n لقد ارسلت بكين اشارات عديدة واضحة - مثل تغيير رؤساء البنوك الكبرى - على ان الضغوط المالية آخذة بالتنامي. وبدأت الصين الآن تلعب بواحدة من أوراقها الأخيرة: وهي الدعوة الى إثارة الحماس الوطني. \r\n \r\n \r\n وبرز هذا التوجه بتمرير قانون معارضة الانفصال الأخير الذي يستهدف تايوان، لكن الأحداث الأخيرة ربما في ذلك تغيير النظام في قيرغيزستان المجاورة، وإبرام اتفاق جديد للتعاون العسكري بين اندونيسيا والولاياتالمتحدة. \r\n \r\n \r\n ولذلك فإن المنطق يقول ان الخطوة التالية الأكثر منطقية هي اتجاه الصين وروسيا لتشكيل تحالف - تحالف يخفف الضغط عن هذين القطبين بإثارة المتاعب للولايات المتحدة في المناطق الحساسة بالشرق الاوسط. ويبقى ان نرى ما اذا كانت قدرات هذين البلدين ستنسجم مع المنطق. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس انجلوس تايمز» \r\n \r\n خاص ل«البيان» \r\n \r\n