قادمين من مختلف انحاء البلاد, مطالبين بالكشف عن الحقيقة فيما يخص قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق. ولم تغب, كما كان متوقعا التهم الموجهة من قبل ممثلي المعارضة لكل من الرئيس اميل لحود, والمدعي العام, الجنرال عدنان عدوم. وفي الشوارع والساحات, بين الناس من كافة الاعمار, والطبقات الاجتماعية, الذين لوحوا بالاعلام اللبنانية, كان هناك كذلك اعضاء في الحركات اليمينية المتطرفة, الذين هتفوا باعلى صوت مطالبين باطلاق سراح قائد القوات اللبنانية, سيئ السمعة والصيت, سمير جعجع, المسؤول عن ارتكاب عدد من المجازر الرهيبة, وهتف اخرون باسم قائد الجيش السابق, الجنرال ميشيل عون, الذي كان قد فر الى فرنسا هاربا, اثر اعتراضه وعساكره على اتفاق الطائف, الذي وضع نهاية للحرب الاهلية, التي اغرقت البلاد ببحر من الدماء في الفترة ما بين 1975-.1990 وعون هذا, قد اخذ في تجهيز نفسه استعدادا للعودة الى لبنان. واعلن عن ذلك شخصيا اثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده في باريس, مضيفا الى ذلك امكانية المشاركة في انتخابات ايار القادم, وتشعر المعارضة بقوة اكثر, بعد المظاهرة التي سارت مؤخرا, والتصريح الذي ادلى به احد كبار مسؤوليها, الزعيم الدرزي وليد جنبلاط, الذي اعرب من خلاله عن رضاه لما قد حدث, معلنا عن تحركات جديدة باسم »الحقيقة«, وعن انسحاب السوريين من لبنان. وكان جنبلاط قد بقي على مدى ثلاثين عاما تقريبا, حليفا مخلصا لدمشق, وصديقا للقضية الفلسطينية, ثم تغيرت مواقفه في الاشهر الاخيرة بشكل جذري, ومنذ ان نفذت عملية اغتيال الحريري, كان قد اشار باستمرار باصبع الاتهام الى دمشق. وقد اجرينا معه هذه المقابلة في دارته بالمختارة, القلعة التي يعود تاريخها الى القرن الثاني عشر, والواقعة فوق جبال الشوف, حيث تعيش الغالبية العظمى من دروز لبنان. \r\n \r\n * بمرور شهر على اغتيال رفيق الحريري, فأن مختلف تشكيلات المعارضة, بدت وكأنها قد تمكنت من تحقيق هدفها الحقيقي: الا وهو انسحاب القوات السورية من الاراضي اللبنانية. وبالرغم من ذلك, فانتم مستمرون في الاحتجاجات, وممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس اميل لحود.. \r\n \r\n - »يستمر نضالنا المشترك, حيث ان من الضرورة بمكان معرفة الحقيقة بشأن مقتل الحريري, التي, ومن جهة نظري تعمل اجهزة المخابرات السورية واللبنانية على اخفائها, وكذلك الحصول على الاصلاحات الدستورية اللازمة للمستقبل الديمقراطي لبلدنا. كما يضاف الى ذلك الشأن المتعلق بتنحية لحود عن السلطة: فطالما بقي متربعا على كرسي الرئاسة, فلن يكون هناك اي امل بالنسبة لهذا البلد«. \r\n \r\n * انكم تعمدون الى استخدام نبرات قاسية جدا في مواجتهتكم لرئيس الدولة. فيبدو الامر وكأنه صدام شخصي. اكثر من كونه يمثل مواجهة سياسية. \r\n \r\n - »ليس الامر على هذا النحو, وذلك نظرا لكونه يتعلق بالتقرير بشأن مستقبل واستقلال لبنان وبهذا تكون الصدامات الشخصية هامشية ويتوجب على لحود الذهاب وفي الحال وللتأكيد على هذا الاستعجال, جاء حديثه الذي ادلى به مؤخرا, فبعد ان لاذ بالصمت لمدة شهر باكمله فيما يخص عملية التفجير الذي ذهب ضحيتها الحريري, وفي اللحظة التي كان الجميع ينتظرون منه اصدار اشارات ايجابية ومعلومات خاصة بالتحقيقيات نراه قد نزل الى الميدان من اجل اطلاق تحذيرات تهديدية تجاه المعارضة فمن واجب اي رئيس دولة ان يكون حياديا ولحود ليس كذلك. \r\n \r\n * لقد كان لكم في السنوات الماضية علاقات حميمة مع سوريا فما هو سر شجاعتكم في المواجهة مع سوريا? \r\n \r\n - لقد اضطلعت سوريا بدور هام في بلادنا ولكن كان قد ترتب عليها العمل منذ وقت طويل على سحب جنودها واجهزة مخابراتها حيث ان للبنانيين الحق في العيش باجواء من الحرية والاستقلال فلم تستوعب سوريا ان الزمن قد تغير فاصرت على الرغبة في السيطرة على الحياة السياسية اللبنانية والتعديلات التي اجرتها سوريا على دستورنا لهدف التمديد لولاية لحود, كانت بمثابة عنصر التفجير بالنسبة للغضب الشعبي وبدأت دمشق اليوم فقط بفهم الاخطاء التي ارتكبتها وبداية اعادة انتشار الجنود السوريين انما يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن من المفترض ان يكون الانسحاب كاملا قبل اجراء الانتخابات المقررة في شهر ايار القادم والا فلن يكون باستطاعة الناخبين التعبير عن ما يجول بخواطرهم بكامل الحرية. \r\n \r\n * وبالوقت نفسه فان لبنان منقسم من خلال الحكم على المشاركة بالمظاهرات التي جرت في الفترة الاخيرة وكانت من انتماءات سياسية مختلفة. \r\n \r\n - نحن نعيش في مجتمع ديمقراطي ولأي كان الحق وواجب التعبير بحرية تامة عن مواقفه السياسية ولكني اتوجه بالدعوة الى الصحفيين لكي ينتظروا اجراء الانتخابات حيث سيتحدثون حينئذ عن الاغلبية والاقلية. \r\n \r\n * من الملاحظ ان تجمع قوى المعارضة متنوع الى حد كبير فالى جانب الاحزاب والجماعات التقدمية هناك كذلك تنظيمات يمينية كانت قد صفقت في الماضي الى الاحتلال الاسرائيلي للبنان, ويطالبون الان بتطبيق قرار مجلس الامن, الذي وبالاضافة الى الانسحاب السوري, ينص كذلك على نزع سلاح حزب الله ولقد عبرتم في اكثر من مناسبة عن معارضتكم للقرار 1559 وانحيازكم الى اتفاق الطائف فكيف توفقون ما بين مواقفكم وتلك العائدة لليمين? \r\n \r\n - ان وجهة نظري في غاية الوضوح فعلينا واجب التعامل مع الاممالمتحدة على اكمل وجه ولكن حل الازمة اللبنانية يمر فقط من خلال اتفاق الطائف فليس بالامكان الاقدام على نزع سلام حزب الله نظرا لكونه يمثل حركة مقاومة جند الاحتلال »الاسرائيلي«. \r\n \r\n ومما لا شك فيه ان هناك خلافات بين تجمع المعارضة وليس بامكان اي كان نكران ذلك, ولكن حان الوقت الان للعمل على تحقيق هدفين رئيسيين, هما: الانسحاب السوري, والبحث عن الحقيقة بشأن مقتل الحريري والاتفاق كامل بذات الشأن وسوف يعمد كل واحد في المستقبل الى اتباع خياراته داخل اطار الاعراف الديمقراطية.0 \r\n \r\n عن: المانيفيستو الايطالية \r\n \r\n