وقال مسؤولون ان ممدوح ، الذي صنفته السلطات الاميركية «عدواً مقاتلاً» اعترف بأنه كان على علم مسبق بمخطط هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 وانه درب بعض منفذيها. وقال حبيب فيما بعد انه ادلى بهذه الاعترافات خلال وجوده قيد الحبس، قبل ترحيله الى غوانتانامو، بغرض وقف التعذيب الذي كان يتعرض له. \r\n إلا ان رحلة حبيب انتهت على نحو غير متوقع بعد ظهر اول من امس في مطار سيدني الدولي عندما نزل من طائرة خاصة أقلته عقب إطلاق سراحه وقررت السلطات الاسترالية سحب جواز سفر حبيب ووضعه قيد المراقبة، في حين رفضت السلطات الاميركية كشف سبب عدولها عن محاكمته في قضية هجمات سبتمبر. \r\n وقال مسؤولون استراليون ان حبيب ، وهو في نهاية العقد الرابع من العمر وأب لأربعة اطفال، تلقى تدريبا في معسكرات تابعة لتنظيم «القاعدة» في افغانستان واعتقل في باكستان بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر. وخلال فترة اعتقاله في غوانتانامو، دون مثوله أمام محكمة ، شأنه شأن مئات المعتقلين الآخرين، ضغطت استراليا على الولاياتالمتحدة بتوجيه تهمة له أو إطلاق سراحه. هاجر ممدوح حبيب من مصر الى استراليا عام 1982 وحصل على الجنسية الاسترالية بعد بضع سنوات. ويقول اصدقاء حبيب انه تزوج من لبنانية تدعى مها، وتقول شقيقته سالي انه كان ناجحا ويعيش حياة اسرية سعيدة ، ولا تدري ما حدث له. تحول ممدوح حبيب الى التطرف بدءا فيما يبدو عام 1991 عندما اصطحب اسرته في عطلة الى نيويورك حيث تعيش شقيقتان له. قابل حبيب خلال تلك الزيارة اثنين من اصدقائه المصريين من أتباع الشيخ عمر عبد الرحمن. وطبقا للمعلومات التي وردت في برنامج بثه التلفزيون الاسترالي في يوليو (تموز) الماضي، حث الصديقان حبيب على الذهاب معهما الى المحكمة الفيدرالية للاحتجاج على محاكمة سيد النصير الذي كان يحاكم في ذلك الوقت بتهمة قتل الحاخام مائير كاهانا. \r\n وفي استراليا شارك حبيب في ندوات اقيمت عام 1995 تأييدا للشيخ عمر عبد الرحمن الذي كان يمثل في ذلك الوقت أمام محكمة اميركية بتهمة التورط في مؤامرة لنسف معالم بمدينة نيويورك، وهي التهمة التي ادين بموجبها وحكم عليه بالسجن. ويقول اصدقاء حبيب ان نزعته نحو التطرف كانت في ازدياد مضطرد وانه كان يتحدث عن تعرضه للاضطهاد لأنه مسلم ، كما اشاروا الى انه عبر عن تأييده لمهاجمة السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا في اغسطس عام 1998. وفي نهاية عقد التسعينات اشترى حبيب مقهى اطلق عليه اسم «الاسكندرية» في ضاحية هالدون بسيدني ، لكنه توجه في مارس (آذار) عام 2000 الى باكستان وابلغ اصدقاءه بأنه يريد ان يربي اطفاله في بلد اسلامي. ويقول ابراهيم فريزر، الذي كان يتحدث مع حبيب كثيرا عندما كان يدير مقهى الاسكندرية ، انه عاد الى استراليا مجددا وكان يرتدي فانلة عليها صورة اسامة بن لادن. وبعد حوالي عام باع حبيب المقهى وأبلغ زوجته وأصدقاءه بانه يبحث عن مدرسة دينية لأطفاله. \r\n وقال مسؤول استرالي ان سجلات الاستخبارات الاسترالية تشير الى ان حبيب توجه الى افغانستان والتحق بمعسكرات تابعة ل«القاعدة» حيث تلقى تدريبا متقدما اشتمل على كيفية مراقبة المباني العامة. \r\n وأشار مسؤولون استراليون الى ان حبيب اتصل هاتفيا بزوجته من باكستان قبل بضعة ايام من هجمات 11 سبتمبر وكان هاتفها مراقبا. وأضاف المسؤولون ان حبيب ابلغ زوجته في تلك المكالمة بأن «شيئا كبيرا سيحدث في اميركا في الايام القليلة المقبلة». إلا ان مسؤولا استراليا آخر قال ان المكالمة الهاتفية المذكورة ، التي لم يبلغ عنها في ذلك الحين، لا تسند الادعاء بأن حبيب كان على علم مسبق بمخطط الهجوم على نيويورك وواشنطن بطائرات مخطوفة. وأضاف المسؤول قائلا، ان ما قاله حبيب في المكالمة الهاتفية المشار اليها لا يختلف عما يعرفه آخرون في قندهار ومعسكرات «القاعدة» بأن «شيئا كبيرا سيحدث». \r\n وكان حبيب على متن حافلة في طريقه الى كراتشي مطلع اكتوبر (تشرين الاول) 2001 للحاق برحلة جوية باتجاه استراليا، إلا ان الشرطة الباكستانية اوقفت الحافلة التي كانت تقل ايضا ألمانيين مطلوبين في ألمانيا بغرض إجراء تحقيق يتعلق بالارهاب. احتج حبيب على اعتقال الألمانيين، إلا ان ضباط الشرطة الباكستانيين اعتقلوه هو ايضا وسلموه خلال اسبوعين للقوات الاميركية ، حيث تعرض للتعذيب، طبقا للمعلومات التي ادلى حبيب لمحاميه جوزيف مارغوليس. \r\n ويقول حبيب انه تعرض خلال فترة حبسه في باكستان لأنواع من التعذيب من ضمنها تعليق جسده وربط كل يد بخطاف ووضع القدمين على جانب من طبل كبير موصل بأسلاك موصلة بما يبدو انه بطارية. وعندما لا يقتنع المحققون بالإجابات التي يدلي بها يوصلون الطبل بالكهرباء مما يجعل جسده يدور بسرعة و«يرقص» على الطبل ، على حد تعبيره. وعندما تنزلق قدماه من على الطبل يصبح معلقا من يديه. \r\n وكان محامي حبيب ، جوزيف مارغوليس، قد اورد في شهادة خطية قدمها أمام المحكمة الفيدرالية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ان حبيب تعرض للاستجواب خلال تلك الفترة بواسطة إمرأتين تتحدثان الانجليزية وواحدة منهما تتحدث العربية ايضا. وطبقا لما ورد في الشهادة الخطية استنادا الى إفادات حبيب ، حضر جلسات التحقيق شخص ممتلئ الجسم في منتصف العقد الخامس من عمره ويتحدث اللغة الانجليزية. \r\n ورد في الشهادة الخطية التي قدمها المحامي مارغوليس ان شخصا وضع قدمه على عنق حبيب عندما كان مقيد اليدين وممددا على الارض، فيما صور رجل آخر لقطات لحبيب وهو في هذه الوضعية. وقال له الرجل انه سيرسل صورة له وهو في هذا الوضع الى زوجته واخرى الى شقيقته ، وصور رجل ثالث لقطات لحبيب بكاميرا فيديو وآخر صورا فوتوغرافية. وحسب الشهادة التي قدمها مارغوليس للمحكمة ، فانه جرى نقل حبيب على ظهر طائرة الى مصر. وقال مسؤولون في سيدني هذا الاسبوع ان مسؤولين قنصليين استراليين حاولوا مقابلة حبيب خلال فترة حبسه في مصر، إلا ان السلطات المصرية نفت مرارا ان يكون حبيب معتقلا في مصر. اما السفارة المصرية في سيدني فقد رفضت من جانبها الاجابة على أي اسئلة تتعلق بممدوح حبيب. وتريد الولاياتالمتحدة من استراليا ضمانات على مراقبة حبيب عن كثب من قبل السلطات الاسترالية. ولم توضح السلطات الاميركية السبب في عدم توجيه تهم لحبيب. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) ان خطوة إطلاق سراح حبيب تسمح لاستراليا التأكد من ان مواطنيها الذين شاركوا او ايدوا في السابق أعمالا ارهابية لن يقدموا على تكرار ذلك مستقبلا. \r\n وبخلاف سحب جواز سفره ووضعه تحت المراقبة، رفض مسؤولون استراليون الخوض في أية تفاصيل حول الإجراءات التي ستتخذ ضد حبيب. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز» خاص ب«الشرق الأوسط»