وقد أظهرت الصين على وجه الخصوص تحركا قويا نحو الحرية الاقتصادية وانتقلت من 3.8 في 1980 لتصل الى 5.7 عام 2002 ( وهو انخفاض طفيف عن معدل ال 5.9 الذي حققته في 2000 ) ، كما أن هناك دول أخرى تحركت بقوة نحو الإقتصاد الحر وبرز منها استراليا وشيلي والسلفادور والهند وأيرلندا وموريشيوس ونيوزيلاندا وأوغندا. \r\n وقد جاءت هونغ كونغ فى الترتيب الأول كأفضل اقتصاد حر فى العالم مع أن المعدل الذي حققته عام 2002 ب 8.7 ينخفض عن معدلها عام 2000 وهو 9.1. \r\n وتضمن التقرير الذي نشره معهد فرايزر في فانكوفر الإشارة الى العديد من النواحي التي شهدت نموا إقتصاديا وتتمثل في : \r\n - هبوط المعدل المرتفع للهامش الضريبي. ففي عام 2002 لم تفرض أي دولة معدل 60 % كهامش ضريبي على دخول الافراد في حين شهد عام 1980 قيام 49 دولة بذلك . \r\n - جرت عملية التخلص من القيود المفروضة على سعر الصرف بشكل تدريجي . ففي عام 2002 لم يكن هناك سوى أربعة دول فقط يوجد بها سوق سوداء وصل معدل فرق سعر الصرف فيها الى 25 % مقارنة ب 36 دولة عام 1980 \r\n - تم خفض التعريفة الجمركية حيث بلغ في المتوسط 10.4 % مقارنة ب 26.1 % عام 1980 \r\n - جرى تخفيف للقيود المفروضة على أسواق رأس المال ومعدلات الفائدة. \r\n وعلى امتداد ال 25 عاما الماضية ساهم العديد من العوامل في نمو الاقتصاد الحر. فجاء انهيار الإتحاد السوفيتي ليتيح الفرصة لروسيا ومستعمراتها السابقة أن تمنح مزيدا من الحريات للمواطنين . وتحدى كل من رونالد ريغان ومارغريت تاتشر مفهوم التوسع في سلطات الحكومة وحاولا التأكيد على أن خفض الضرائب والخصخصة يمكن أن يدفع عجلة الرخاء قدما الى الأمام. \r\n وكان التوسع الذي شهدته التجارة العالمية والذي يطلق عليه العولمة سببا في دخول الكثير من البلدان في دائرة الإقتصاد العالمي الأمر الذي عاد على الشعوب بحياة أكثر رفاهية . ويمكن لجميع تلك الاتجاهات أن تستمر، ففي عيد ميلاد رونالد ريغان ال93 في فبراير الماضي قال \" لو جيوي \" نائب وزير المالية الصيني في حديث له مع صحيفة وول ستريت أن الصين سوف تخفض معدل الضرائب لأنهم أصبحوا يشعرون أنه فقط ومن خلال تبسيط الأمور وخفض معدل الضرائب سوف تصبح العوائد أكثر فعالية. \r\n وتنافست الدول أكثر من ذي قبل على جذب المشاريع والمستثمرين والأفراد. وكانت المعدلات المرتفعة للضرائب والتحكمات المفروضة على رؤوس الأموال واللوائح المتشددة قد نفرت المستثمرين وبثت فيهم الخوف من مخاطر الإقدام . \r\n بيد أن هناك قوى مختلفة تعارض الدعوة الى تخفيف القيود الحكومية. وقد بدأ الاتحاد الأوروبي كمنطقة تجارة حرة عرفت باسم السوق المشتركة إلا أن المحاولات التي يبذلها قادته اليوم تهدف الى ايجاد انسجام فى معدلات الضرائب وذلك بالضغط على الدول الأعضاء التي تنخفض فيها معدلات الضرائب كى ترفعها بعض الشيء. \r\n ومن الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يتخلى عن احكام القيود على حرية الصحافة في روسيا كما أنه يتجه الى تعديل بعض أوجه الخصخصة التي شهدتها حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي . وجاء القاء القبض على خوردوركوفسكي المدير التنفيذي لشركة يوكوس وتأميم جزء من الشركة كتحذير قوي الى رجال الأعمال الروسيين والمستثمرين في أنحاء العالم. \r\n أما أفريقيا والدول العربية فلم تتذوق الإقتصاد الحر بعد ، وعلى الرغم من وعود ادارة بوش بتثبيت قواعد الديموقراطية والاقتصاد الحر في العراق إلا أن تحقيق التقدم في الدول العربية يسير بخطوات بطيئة للغاية. \r\n وقد شهدت الولاياتالمتحدة في الفترة التي تولى فيها بوش منصب الرئاسة انخفاضا للضرائب إلا أن الانفاقات الحكومية قد زادت بشدة وهي معادلة لا يمكنها الاستمرار الى الأبد . ومنذ انتخابه وعد الرئيس بوش بأن يعطي الفرصة للعمال الأميركيين أن يستثمروا ضرائب الأمن الإجتماعي فى حسابات تقاعد خاصة ، واذا ما أحرز الكونغرس تقدما في هذا الخصوص فسوف يكون ذلك أكبر دعما يشهده الاقتصاد الحر طوال عدة عقود. \r\n ويجب ألا ننسى جوهر الأهمية الحقيقية للإقتصاد الحر، فإلى جانب قيمة الحرية نفسها فإن الحرية الاقتصادية تؤدي الى النمو الاقتصادي ، والنمو ليس مفهوما مبهما ولكنه يعني توفير احتياجات الأفراد من ملبس ومأكل ورعاية صحية مناسبة. \r\n \r\n ويبقى الإعصار الذي ضرب هاييتي أوائل العام الماضي ثم كارثة تسونامي في آسيا كدليل واقع يذكرنا بفداحة ما قد ينجم عن الفقر ، فهو الذي جعل الكثير من الناس يعيشون في منازل يمكن أن تتهدم في سهولة باعصار أو تسونامي . فالإقتصاد الحر يعني الرخاء للمجتمع بأسره . \r\n ولمن يريد أن يساهم في تحسين ظروف حياة الفقراء في أنحاء العالم عليه أن يواجه التحدي بالاستمرار في نشر العولمة واتاحة الفرصة لمزيد من الأفراد بتملك الأسهم والسندات ولأصول . \r\n \r\n ديفبد بواز \r\n النائب التنفيذي لرئيس معهد كاتو .