انزلق الصومال نحو الفوضى عندما تمكنت انتفاضة شعبية من طرد محمد سياد بري من السلطة في 27 يناير 1991‚ منذ ذلك الحين دخل امراء الحرب وقادة الفصائل في حروب جانبية طاحنة بصورة لا هوادة فيها ولم يعد في البلاد كلها اي حكومة مركزية او اقليمية‚ \r\n \r\n في الوقت الذي كان فيه أمراء الحرب يزدادون غنى‚ كان الشعب الصومالي يدفع ثمنا غاليا عبر النزاع كله ولم يسلم من ذلك حتى الأطفال‚ \r\n \r\n كل عام يظهر اسم الصومال بين الدول التي تحتل أسفل القائمة المكونة من 163 بلدا لفهرس التنمية البشرية الذي يعده برنامج الاممالمتحدة الانمائي‚ ترتيب الصومال حاليا في تلك القائمة هو 161‚ \r\n \r\n واحد من كل أربعة اطفال في الصومال سيموت قبل ان يبلغ سن الخامسة و25% فقط من الصوماليين لديهم امكانية الوصول الى مياه نظيفة واقل من 20 من الاطفال سجلوا في المدارس الابتدائية واقل القليل منهم يكمل دراسته اما بالنسبة للبنات فإن كل واحدة من كل ثماني بنات تكمل دراستها الابتدائية‚ \r\n \r\n هذه الدولة الفاشلة تركت لوكالات مثل اليونسيف لتقديم خدمات الصحة والتعليم والمياه والنظافة هذه الخدمات الاساسية تقدم في ظروف لا يمكن تصورها‚ \r\n \r\n الصومال تتعامل مع وضع طارئ ومعقد ومزمن بوجود مصادر بشرية محدودة وتمويل محدود من الاسرة الدولية التي ادارت ظهرها للصومال بعد فشلها في الارتباط مع الوضع الصومالي خلال الفترة من 1993 حتى 1995‚ \r\n \r\n هذا الامر اصبح على وشك التغير فقد بدأت مسيرة السلام الصومالية في أكتوبر 2002‚ وبالرغم من ان الكثيرين توقعوا انهيار عملية المصالحة في بداياتها الا انه تم التوصل الى قرار في 10 أكتوبر الماضي وتم انتخاب عبد الله يوسف كرئيس للحكومة الانتقالية الفيدرالية بأغلبية ثلثي اصوات اعضاء البرلمان البالغ عددهم 275 عضوا‚ وهناك خطط لنقل الحكومة الجديدة الموجودة حاليا في نيروبي الى الصومال بحلول منتصف ديسمبر الجاري‚ \r\n \r\n ما يزال يوجد هناك الكثير من العقبات فبعض امراء الحرب يتخذون موقفا معاديا تجاه الحكومة المؤقتة وبعض اعضاء الاسرة الدولية يرفض تقديم الدعم لعبد الله يوسف اما بسبب ماضيه العسكري او لأنهم يتوقعون الفشل للحكومة الجديدة‚ \r\n \r\n وبالرغم من ان التحديات لا تحصى الا ان هناك اربع قضايا انسانية ملحة يجب ان يبت فيها من قبل الشعب الصومالي ومن قبل الحكومة الجديدة ومن قبل الأسرة الدولية‚ \r\n \r\n ان تسهيل وصول المساعدات الانسانية امر مهم للغاية‚ فبالرغم من ان السلام في الصومال على الابواب الا انه مع ذلك تبقى الصومال مكانا خطيرا بالنسبة لمنظمات الاغاثة الانسانية‚ \r\n \r\n الكثير من موظفي الاغاثة التابعين للأمم المتحدة قتلوا منذ اكتوبر 2003 فالطائرات التي تستخدمها الوكالات الانسانية تتعرض لمخاطر جسيمة خلال عمليات الهبوط والاقلاع‚ \r\n \r\n فلا بد من توفير الاموال الضرورية الكافية من اجل تعزيز الامن فورا اذا ما اريد للمساعدات الدولية الوصول‚ \r\n \r\n ان مكافحة آثار الجفاف تأتي على رأس الاولويات‚ \r\n \r\n فلقد انتشر الجفاف اولا في شمال البلاد ثم انتشر في باقي ارجاء المناطق محطما ومدمرا الدواجن والمواشي‚ \r\n \r\n واذا لم يتم توفير الاموال لمعالجة هذه المشكلة فإن الجفاف سوف يقوض الحكومة الجديدة وفاعليتها مع بدء ممارسة سلطتها‚ \r\n \r\n القضية الثانية هي التعليم وخاصة تعليم البنات فليس بوسعك ان تتوجه نحو الديمقراطية دون وجود ديمقراطيين وليس بوسع السلام ان يسود دون وجود ثقافة السلام‚ \r\n \r\n اعادة التعمير تتطلب وجود صوماليين متعلمين وعليه فإن الاستثمار في التربية يجب ان يكون من ضمن الاولويات‚ \r\n \r\n القضية الثالثة هي الايدز حيث يتخوف ان يتحول اوساط الصوماليين الى درجة الوباء‚ نسب انتشار الايدز في الصومال متدنية حتى الآن واذا لم توفر الاموال الضرورية لمكافحة هذا المرض والحد من انتشاره فإن الصومال سيلحق بباقي الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء‚ \r\n \r\n القضية الرابعة هي حماية حقوق الصوماليين من الجماعات الاكثر تعرضا للضرر مثل النساء والاطفال واللاجئين العائدين والنازحين داخل البلاد من مكان الى آخر‚ فلقد عانت هذه الفئات طويلا والاوضاع التي تعيشها الآن لا يمكن ان يقال عنها انها انسانية‚ \r\n \r\n ان توفر التمويل هو امر ضروري ولكن دون وجود أمن فإن وصولا آمنا للمساعدات لن يحدث اي تحسن على ارض الواقع‚ \r\n \r\n ان السلام يطرق الآن باب الصومال واذا لم نفتح له الباب في هذه المرة وندعه يدخل فإنه قد لا يطرق الباب ابدا مرة اخرى‚ \r\n