\r\n وكان مسؤولون أميركيون ومن الحكومة العراقية قالوا منذ زمن بعيد، ان الفلوجة مركز التمرد العراقي ومكان يعتقل فيه المقاتلون الرهائن قبل حدوث الغزو الأميركي للمدينة قبل اسبوعين. وقد كانت الجولة في البيوت، هي المرة الأولى التي رأى فيها صحافيون أميركيون دليلا مباشرا على الأماكن التي كان الرهائن يحتجزون فيها وفي بعض الاحيان يقتلون في عمليات يجري تصويرها بالفيديو. ورغم ذلك فانه ليس هناك سبيل الآن لمعرفة ما كان يحدث هناك على وجه الدقة، فقد اكتشفت البيوت قبل ايام قليلة ولم يقم المحققون الشرعيون بعد باختبارات الحامض النووي، وتحليل الأشياء التي ضمها الكاتالوغ أو التي نقلت ومقارنة هذه الأشياء مع اشرطة الفيديو. ولهذا لا يمكن القول على وجه الدقة ان هذه كانت آخر الغرف التي شهدها الرهائن الأجانب والعراقيون. \r\n \r\n ولكن كلا المكانين اكتشفا عن طريق مخبرين عراقيين قال احدهم انه كان رهينة في البيت الذي علقت عليه اللافتة السوداء، وفقا لما اورده المحققون الأميركيون. ونقلوا عن المخبر قوله انه كان قد سمع أصوات ثلاثة رهائن على الأقل في غرف مجاورة، وبينها حسب اعتقاده صوت كينيث بيغلي، المهندس البريطاني الذي اختطف أوائل اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. \r\n وقال ضباط في وقت متأخر من مساء اول من امس إن القوات الاميركية عثرت على نحو 20 منزلا في مدينة الفلوجة العراقية تعتقد أن أشخاصا عذبوا فيها وربما يكون رهائن أجانب قد قتلوا فيها. وقال الميجر جيم وست وهو ضابط مخابرات للصحافيين «يبدو أننا عثرنا على بعض المنازل». وقدر ضباط أميركيون عدد مواقع التعذيب بما يقرب من عشرين. وقال الضباط انه كان من بينها في ما يبدو المنازل التي قتل فيها كينيث بيغلي مقاول البناء وزميلاه الاميركيان جاك هنسلي ويوجين ارمسترونغ بعد أن اختطفوا في بغداد في منتصف سبتمبر (أيلول). وأعلن أبو مصعب الزرقاوي المتشدد الاردني المتحالف مع تنظيم القاعدة مسؤوليته عن القتل. وقال الميجر وست وهو يعرض صور جدران وأرضيات ملطخة بالدماء «عمليات قتل وتعذيب» جرت في مواقع التعذيب، وأضاف «هؤلاء السفاحون اعتمدوا على التخويف والترويع». وتابع «الرهائن عثر عليهم مقيدين الى الجدران». وقال اللفتنانت كولونيل دانيال ويلسون من مشاة البحرية، الذين أغاروا على المدينة في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) «لديهم ثقافة مريضة ومنحرفة من العنف في هذه المدينة». وقال وست ان مشاة البحرية عثروا كذلك على منزل يعتقد انه يخص انصار الزرقاوي، غير أن معلومات المخابرات الاميركية تفيد بأن الزرقاوي نفسه لا يقيم فيه لكن كان يزوره احيانا. وفي منزل امكن مشاهدة قفص من الاسلاك يشبه القفص الذي ظهر فيه بيغلي في شريط فيديو يطالب فيه بالحفاظ على حياته غير ان القوات الاميركية تعتقد أنه مختلف عن الظاهر في الشريط. وقال جنود اخرون انه يشبه القفص الذي شوهد في الفيديو وقد يكون هو. وشوهد ما بدا أنه بصمة اصبع من الدم الجاف على جدار، وصور التقطتها القوات لاشياء كانت داخل المنزل، مثل الاصفاد والاغلال والسكاكين المخضبة بالدماء التي تشبه تلك المستخدمة في قطع رؤوس الرهائن في شرائط الفيديو. مع ذلك فان التحقيقات ما زالت مستمرة وانه لم يتضح بعد ما اذا كان احد قد قتل أو احتجز هناك. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»