في المقابل نجد كوندوليزا رايس التي دافعت بشدة عن غزو العراق وحذرت الأميركيين بقولها «اننا لن ننتظر ليتحول ملح البارود الى سحابة نووية» تحل محله‚ \r\n \r\n الكفاءة في إدارة بوش ليست هي المقياس الذي يستخدم في التعيينات فالولاء يأتي قبل كل شيء‚ الفرق الوحيد بالطبع ان الإدارة الأميركية اصبحت أكثر خطورة من اي عصابة على وجه الأرض‚ \r\n \r\n التاريخ سيكتب ان جماعة بوش الذين لا يتميزون بالكفاءة جلبوا الشقاء والمعاناة لأعداد هائلة من البشر‚ ان كميات الدم التي تراق تثير في النفس الفزع والاشمئزاز معا ولا يوجد ما يشير الى قرب انتهاء هذه المأساة الملهاة‚ \r\n \r\n الغريب ان رايس كانت من المفترض بها ان تكون قمة في الكفاءة‚ فلقد سبق ان عملت في مجال التدريس الجامعي كخبيرة في الشؤون السوفياتية والأوروبية الشرقية‚ عدا ذلك تتقن رايس اللعب على البيانو والتزلج على الجليد وهي لاعبة تنس ومدرسة بوش الخاصة في مجال السياسة الخارجية عندما كان بوش لا يزال مرشحا‚ \r\n \r\n رايس امرأة «سوبر» استطاعت ان تقيم مع بوش رباطا قويا وهذا الرباط هو الذي جعل منها مستشارة للأمن القومي‚ وهذا في حد ذاته مشكلة حقيقية‚ فكل الدلائل تشير الى انها لم تكن جيدة في عملها‚ \r\n \r\n كانت رايس بمثابة المصفاة التي تمر عبرها التقارير الاستخبارية التي ترسل للرئيس ويعلن عن بعضها للشعب الأميركي إذا كان ذلك يخدم مصالح الإدارة‚ \r\n \r\n وهذه السيدة اما انها كانت فعلا تؤمن بالسخافة التي اطلقتها حول «السحابة النووية» او انها ضللت عن عمد الرئيس والأمة معا في قضايا قد تؤدي الى مقتل الآلاف‚ \r\n \r\n صديق باول في وزارة الخارجية ونائبه كان ينظر بازدراء الى الأعمال التي كانت تقوم بها رايس وقد ورد في كتاب بوب وودورد تحت عنوان «خطة الهجوم» ان ارميتاج كان يعتقد ان نظام السياسة الخارجية الذي كانت تديره رايس لم يكن فعالا‚ \r\n \r\n في اكتوبر 2003 كان بوش يشعر بالاحباط بسبب تلك النكسات التي لحقت ببلاده في العراق مما دفعه لجعل رايس مسؤولة عن المجموعة المكلفة بتحقيق الاستقرار في العراق واعطاها مسؤولية الاشراف على الجهود التي تبذل لاخماد العنف والبدء بإعادة تعمير العراق‚ ولا يحتاج المرء للكثير من الذكاء ليعرف الى أين وصلت تلك الجهود التي بذلت ومدى نجاحها من فشلها‚ \r\n \r\n معلم رايس كان سكوكروفت مستشار الأمن القومي في عهد بوش الأب وقد عين رايس في ذلك المجلس في عام 1989‚ وكانت رايس والأمة ككل ستستفيد لو انها اتبعت نصيحة سكوكروفت حول العراق‚ \r\n \r\n عبر سكوكروفت عن رأيه بوضوح قبل الحرب وقال ان على الولاياتالمتحدة ان تتوخى الحذر الشديد‚ ولم يكن يعتقد ان الغزو المخطط له شيء حكيم او ضروري وكتب في مقال في صحيفة «وول ستريت جيرنال» في أغسطس 2002 يقول «هناك أدلة لا تكاد تذكر حول وجود روابط بين صدام والمنظمات الارهابية وأقل من تلك الأدلة حول ارتباط صدام بهجمات سبتمبر‚ ان اهداف صدام لا تلتقي مع الارهابيين الذين يهددوننا وليس هناك اي وازع او منفعة تدفعه لاقامة قضية مشتركة معهم»‚ \r\n \r\n ابدت رايس اهتماما قليلا برأي سكوكروفت بنفس القدر الذي ابداه بوش الابن تجاه رأي بوش الأب‚ \r\n \r\n وكلما راقبت النتائج الكارثية‚ لسياسات هذه الإدارة ادركت مدى عدم نضجها بغض النظر عن اعمار المسؤولين فيها‚ ان الأمر برمته يبدو وكأن مجموعة من الصبية قد حسمت الأمر لصالحها وارسلت الكبار الى بيوتهم‚ \r\n \r\n في هذه الإدارة لا يوجد مكان للآراء الحكيمة التي تصدر عن أناس حكماء لأن هذه الإدارة ليست بحاجة لها ولا ترغب حتى في سماعها‚ \r\n \r\n لقد تركت أكثر القرارات اهمية في العالم التي تتعلق بالحياة والموت لتتخذ من قبل اناس لا يمتلكون الكفاءة أو الخبرة ومن نوعيات رديئة غير قادرة على رؤية نتائج قراراتها في المستقبل‚ \r\n \r\n ان هؤلاء يتسمون بالطيش وخطرون للغاية وقد نذروا أنفسهم للتفكير الحالم والبقاء تحت الضغوط الايديولوجية‚ \r\n \r\n انني انظر الى الكارثة الحاصلة في العراق وللكارثة المالية في الداخل ولا ارى سوى اناس غير أكفاء يتربعون في أعلى المناصب الحكومية وهم لا يملكون أي رؤية متماسكة لمستقبل الولاياتالمتحدة والعالم‚ \r\n