رئيس الكنيسة الكاثوليكية اليونانية في أوكرانيا يدعو بابا الفاتيكان لزيارة كييف    العاهل البريطاني: أنا في الجانب الأفضل من رحلتي مع السرطان    القنوات الناقلة مباشر لمباراة النصر ضد التعاون في الدوري السعودي.. والموعد والمعلق    مصرع عاملة في حريق بمنزلها بمدينة سوهاج    "منة القيعي ويوسف حشيش.. عقد قران بمذاق الحب والإبداع"    في عيد ميلادها ال56.. شام الذهبي توجه رسالة مؤثرة لوالدتها أصالة: "كل عام وانتي الدنيا وما فيها وتاج راسنا"    في دقائق.. حضري سندويتشات كبدة بالردة لغداء خفيف يوم الجمعة (الطريقة والخطوات)    أسعار الفراخ اليوم الجمعة 16-5-2025 بعد الهبوط وبورصة الدواجن الآن    وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية: تحقيق مع مدير FBI السابق كومي بتهمة التحريض على اغتيال ترامب    استشهاد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    الطن ارتفع 700 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 16-5-2025    ارتفاع سعر الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 4565 جنيها    الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد اليوم وغدًا    سعر الدولار أمام الجنيه اليوم في البنوك    أسعار الأرز الشعير والأبيض «عريض ورفيع الحبة» اليوم الجمعة 16 مايو في أسواق الشرقية    بسنت شوقي: أنا اتظلمت بسبب زواجي من محمد فراج (فيديو)    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 16 مايو بسوق العبور للجملة    الصومال يواجه شبح المجاعة مجددًا| 55 ألف طفل مهددون بالمرض والوفاة لتوقف المساعدات وإغلاق مراكز التغذية    بيت لاهيا تحت القصف وحشد عسكري إسرائيلي .. ماذا يحدث في شمال غزة الآن؟    أول قرار من دفاع نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    جداول امتحانات الترم الثاني 2025 في بورسعيد لجميع الصفوف    توقفوا فورا.. طلب عاجل من السعودية إلى إسرائيل (تفاصيل)    أمانة العمل الأهلي بالمنوفية تعقد إجتماعاً تنظيمياً لمناقشة خطة عملها    لامين يامال عن مقارنته ب ميسي: «ليو الأفضل على الإطلاق»    د. محروس بريك يكتب: منازل الصبر    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    موانئ دبي العالمية توقع مذكرة تفاهم مع سوريا لتطوير ميناء طرطوس    اليوم.. الأوقاف تفتتح 11 مسجدًا جديداً بالمحافظات    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة    خسارة مصر وتتويج برشلونة باللقب.. نتائج مباريات أمس الخميس    لاعب جنوب إفريقيا السابق: صن داونز سيفوز بسهولة على بيراميدز في نهائي دوري الأبطال    أسوان ضيفًا على طنطا في الجولة ال 36 بدوري المحترفين    "فرحة فى القلعة الحمراء".. حارس الأهلى مصطفى مخلوف يحتفل بخطوبته (صور)    مسابقة معلمين بالحصة 2025.. قرار جديد من وزير التربية والتعليم وإعلان الموعد رسميًا    القوى العاملة بالنواب: علاوة العاملين بالقطاع الخاص لن تقل عن 3% من الأجر التأميني    بحضور وزير العمل الليبي.. تفعيل مذكرة التفاهم بين مجمع عمال مصر ووزارة العمل الليبية    وكيل أول الشيوخ: مشروع قانون الإيجار القديم لن يخرج إلا في هذه الحالة    طريقة عمل الأرز باللبن، حلوى لذيذة قدميها في الطقس الحار    هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    25 صورة من عقد قران منة عدلي القيعي ويوسف حشيش    رامي جمال يعلن عن موعد طرح ألبومه الجديد ويطلب مساعدة الجمهور في اختيار اسمه    مصرع صغير وإصابة 21 آخرين في انقلاب سيارة عمالة زراعية في البحيرة    كمين شرطة مزيف.. السجن 10 سنوات ل 13 متهمًا سرقوا 790 هاتف محمول بالإكراه في الإسكندرية    دون إصابات.. سقوط سيارة في ترعة بالغربية    الحوثيون يعلنون حظر الملاحة الجوية على مطار اللد-بن جوريون    "بعد الهزيمة من المغرب".. موعد مباراة منتخب مصر للشباب المقبلة في أمم أفريقيا    النائب إيهاب منصور يطالب بوقف إخلاء المؤسسات الثقافية وتحويلها لأغراض أخرى    لقب الدوري السعودي يزين المسيرة الأسطورية لكريم بنزيما    إعلان أسماء الفائزين بجوائز معرض الدوحة الدولي للكتاب.. اعرفهم    بسنت شوقي: نجاح دوري في «وتقابل حبيب» فرق معي جماهيريًا وفنيًا    حيازة أسلحة بيضاء.. حبس متهم باليلطجة في باب الشعرية    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    أمين الفتوى: التجرؤ على إصدار الفتوى بغير علم كبيرة من الكبائر    البحيرة: الكشف على 637 مواطنا من مرضى العيون وتوفير 275 نظارة طبية بقرية واقد بكوم حمادة    استعدادا للامتحانات، أطعمة ومشروبات تساعد الطلاب على التركيز    طريقة عمل القرع العسلي، تحلية لذيذة ومن صنع يديك    "الأوقاف" تعلن موضع خطبة الجمعة غدا.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب رئيس الخير والشر
نشر في التغيير يوم 07 - 10 - 2004


\r\n
وقد أراد بيتر سنجر مؤلف هذا الكتاب أن يضع النقاط فوق الحروف حول أقوال بوش وأفعاله ويبرز المسافة بين ما يقوله في العلن وما يفعله في الخفاء، بين ما يقوله في واشنطن ويفعله في العراق. وأراد المؤلف أيضاً أن يؤكد أن هذه السياسة التي يحاول بوش أن يفرضها على العالم ليست وليدة اليوم ولا وليدة الحملات الانتخابية الرئيسية وإنما هي تعود إلى مرحلة الحملات الانتخابية التي خاض غمارها ليصبح حاكماً لولاية تكساس. وهذا الكتاب يقدم أدلة دامغة مستقاة من بوش نفسه في غمار حديثه عن الخير والشر، حيث يقوم المؤلف بالربط بين الخير والشر الذي يقوله بوش وبين الشر فقط الذي يفعله هنا وهناك.
\r\n
\r\n
والمثير في هذا الكتاب أن مؤلفه أستاذ جامعي متخصص في علم «الأخلاق الحيوية» وهو مجال كل الخطاب الإعلامي الذي يتحدث به الرئيس بوش.
\r\n
\r\n
والمثير أيضاً أن المؤلف بيتر سنجر والرئيس بوش ينتميان إلى جيل واحد، فقد ولد كلاهما في العام نفسه (1946) بل وفي الشهر عينه (يوليو) وعلى الدقة اليوم ذاته (6).
\r\n
\r\n
وباختصار فهو كتاب مهم يرسم ملامح الرئيس الأميركي التي نعرفها، ومن يقرؤه لابد له أن تكتمل لديه ملامح الصورة الحقيقية تماماً للرئيس الأميركي.
\r\n
\r\n
ملامح سياسة
\r\n
\r\n
يبدأ المؤلف الكتاب بسطر من الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوش في أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية في الأول من يونيو عام 2002 حيث يقول: «نحن في صراع بين الخير والشر، وأميركا سوف تسمى الشر باسمه».
\r\n
\r\n
ويدلل هذا السطر على ان بوش ليس رئيساً للولايات المتحدة فقط، وإنما هو رجل أخلاقي بارز، وليس هناك رئيس أميركي في العصر الحديث تحدث كثيراً عن الخير والشر والصواب والخطأ مثلما فعل هذا الرئيس.
\r\n
\r\n
ففي أول خطاب له عندما أصبح رئيساً للولايات المتحدة دعا بوش إلى أمة واحدة قائمة على «العدالة وانتهاز الفرص». وبعد عام واحد من توليه للسلطة أطلق على كل من كوريا الشمالية وإيران والعراق التسمية الشهيرة «محور الشر»، وعلى العكس من تلك الدول وصف الولايات المتحدة بأنها «الأمة الأخلاقية» ودافع عن سياسته الضريبية بمصطلحات أخلاقية، مدعياً انها عادلة وإنها تعيد إلى دافعي الضرائب ما دفعوه بصورة أخرى.
\r\n
\r\n
وقال عن حرية التجارة انها «ليست سياسة نقدية ولكنها أخلاقية» وأطلق على الانفتاح التجاري الوصف الدال «حتمية أخلاقية».
\r\n
\r\n
وأطلق التعبير نفسه «الحتمية الأخلاقية» على «القضاء على الجوع والفقر في جميع انحاء العالم».
\r\n
\r\n
وقال أيضاً إن أعظم الاحتياجات الاقتصادية الأميركية هي أعلى المستويات الأخلاقية.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف إنه إذا أردنا أن نضع ملامح «سياسة بوش» التي تدافع عن الضربات الوقائية ضد أولئك الذين قد يهددون أميركا بأسلحة الدمار الشامل، نجده يقول في هذا الصدد: «إن الحقيقة الأخلاقية هي الحقيقة نفسها التي تجدها في كل ثقافة وفي كل عصر وفي كل مكان».
\r\n
\r\n
ويطرح المؤلف سؤالاً مهماً يقول: «لكن أي الحقائق الأخلاقية تلك التي يؤمن بها جورج بوش؟».
\r\n
\r\n
ويجيب عن السؤال بقوله: مع الأخذ في الاعتبار عدد المرات العديدة التي تحدث الرئيس فيها عن الأخلاقيات، نجد انه من المدهش أن ذلك لم ينعكس أخلاقياً على تصرفاته وسياساته، لقد كان بوش يتحدث عن الخير، ويفعل الشر، يتحدث عن الحق ويفعل الباطل.
\r\n
\r\n
حديث الأرقام
\r\n
\r\n
على الرغم من ان ما يسوقه المؤلف من معلومات وحقائق حول ما يقوله بوش وما يفعله في إطار الحق والباطل والخير والشر واضح لكل انسان على وجه الأرض وليس في الولايات المتحدة فقط، من خلال خطبه وتصريحاته الإعلامية، إلا ان المؤلف أراد أن يدعم ذلك بالأرقام. ومن هنا يقول:
\r\n
\r\n
إن ميل الرئيس بوش إلى رؤية العالم في صورة الخير والشر صارخ للغاية، فقد تحدث عن الشر 319 مرة في عدة خطب منفصلة، وهو ما يمثل 30% من الخطب التي ألقاها منذ توليه الحكم في الولايات المتحدة وحتى السادس عشر من يونيو عام 2003.
\r\n
\r\n
في هذه الخطب استخدم بوش كلمة «الشر» كاسم أكثر من استخدامه لهذه الكلمة كصفة، فقد استخدم كلمة الشر كاسم 914 مرة مقابل 182 كصفة، 24 مرة فقط في كل هذه المناسبات التي تحدث فيها عن الشر استخدمها بوش كصفة يصف بها ما يفعله الناس، أي يحكم بها على تصرفات الناس وأفعالهم.
\r\n
\r\n
وهذا يؤكد أن بوش لا يفكر في أفعال الشر أو حتى في الناس الأشرار بالقدر الذي يفكر فيه في الشر كشيء أو كقوة، شيء له وجود حقيقي بعيداً عن أفعال القسوة والوحشية والأنانية التي يقدر عليها البشر.
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف إلى أن استعداد بوش للحديث عن الشر بهذه الطريقة يثير العديد من الأسئلة حول ما هو المعنى الذي يحمله الشر في هذا العالم العلماني الحديث.
\r\n
\r\n
يقول المؤلف: إن اهتماماتي بأخلاقيات الرئيس الأميركي تعود إلى اليوم الذي تدخّل فيه الرئيس في مجال دراساتي، وهو «الأخلاق الحيوية» في خطابه الذي بثه التلفزيون بثاً حياً وألقاه على الأمة في التاسع من أغسطس عام 2001، وقد كرس بوش خطابه هذا للأسئلة الأخلاقية التي وجهها أحد أبحاث الخلايا الجزعية.
\r\n
\r\n
ويضيف المؤلف: كنت أستعد لتدريس مادة «الأخلاقيات الحيوية» عندما علمت أن الرئيس بوش سوف يتحدث إلى الأمة حول الموضوع نفسه.
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف إلى أن القضايا المتعلقة بالوضع الأخلاقي للأجنة البشرية كانت جزءاً من البرنامج الذي أقوم بتدريسه، ووجدت من المناسب بالنسبة لطلابي أن يقرأوا ويناقشوا ما سوف يقوله الرئيس.
\r\n
\r\n
ويؤكد المؤلف انه كوسيلة تعليمية ناجعة فإن الخطاب يقدم مثالاً على افتراضية لا تقبل الجدل شائعة جداً حول الاجهاض والحياة البشرية الأولية.
\r\n
\r\n
ففي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر تحولت أميركا من نقاشها حول الخلايا الجذعية الى الحديث عن الإرهاب وكيفية الرد عليه.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف: لكن عندما استرعت أخلاقيات بوش انتباهي في أحد المجالات، أبديت اهتماماً أكبر بكل القضايا التي رآها بوش أخلاقية بصورة أو بأخرى. وسألت نفسي إلى أي مدى يمتلك الرئيس الأميركي ناصية فلسفة أخلاقية متماسكة؟ هل هناك وجهة نظر أخلاقية واضحة خلف وجهات النظر التي يتحدث ويعبر عنها؟ وإذا كان كذلك فما هي؟
\r\n
\r\n
هذا الكتاب يعرض ويشرح أخلاق جورج بوش التي يعبر عنها في خطبه وكتاباته، بل وفي قراراته التي اتخذها كرئيس دولة.
\r\n
\r\n
لكن المؤلف لا يحاول أن يقترب من المهمة المستحيلة لتغطية كل شيء قاله أو فعله بوش أو حتى قضية مهمة خلال فترة رئاسته. لكنه بدلاً من ذلك يركز الكتاب على تلك القضايا التي تثير بحدة مباديء أخلاقية رئيسية، وبالتالي تكشف وجهات نظر الرئيس حول الخير والشر والصواب والخطأ.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف انه عندما تتضح معالم أخلاق بوش بالنسبة لنا، عندئذ يطرح سؤال نفسه: ما صحة ذلك؟ أي ما صحة ما يدعيه بوش من أخلاق؟ أو على الأقل ان هذا السؤال يطرحه كل من يرى ان هناك دوراً للسبب والحجة في الأخلاقيات.
\r\n
\r\n
البعض يرى ان كل ما نستطيع ان نفعله في الأخلاقيات ان نحدد موقعنا الخاص وأن الآخرين لو كانت لهم وجهات نظر مختلفة عنا فنحن لا نجادلهم في وجهات نظرهم.
\r\n
\r\n
فالرئيس بوش يرفض هذه النزعة التشككية حول الأخلاق، ففي حديثه بمناسبة انتخابه لولاية ثانية كعمدة لولاية تكساس قال بوش: إن أطفالنا يجب أن يتعلموا ليس فقط القراءة والكتابة، وإنما أيضاً علينا أن نعلمهم الصواب والخطأ، وان بعض الناس يعتقدون انه ليس من الملائم أن نلجأ الى الأحكام الأخلاقية بعد ذلك، لكنني لست منهم».
\r\n
\r\n
ويضيف المؤلف: «ولست أنا أيضاً منهم».
\r\n
\r\n
يقول المؤلف: إننا نرى مما سبق ان الرئيس بوش كان يتحدث عن الخير والشر والصواب والخطأ منذ ما قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر أو حتى قبل انتخابه رئيساً للولايات المتحدة وحتى قبل حملته الانتخابية الرئاسية التي ركز فيها على فكرة (ان كل انسان يجب أن يكون مختلفاً عن بيل كلينتون) انه سوف يجلب الشرف للبيت الأبيض.
\r\n
\r\n
بدأ بوش يتحدث عن ذكريات خلال الحملات الانتخابية، فقال إن إحدى أهم لحظات التحدي التي واجهها في حياته جاءت أثناء ترتيله للصلاة قبل أن يؤدي اليمين حاكماً لولاية تكساس لولاية ثانية، حين قال القس مارك كريج: «إن الناس يُكافحون من أجل أن يكون لهم قادة لديهم شجاعة أخلاقية ويفعلون الخير من أجل الخير».
\r\n
\r\n
وقال بوش تعقيباً على ذلك: إنني كنت أشعر وكأنه يُخاطب قلبي وحياتي.. هو أمر يجعل بوش يبذل قصارى جهده في الولاية الثانية أكثر مما فعله في السنوات الأربع الأولى لتوليه منصبه.
\r\n
\r\n
وربما كان مارك كريج يرى أن بوش هو من ذلك النوع من القادة الذين يُكافحون ما يكافح الناس من أجله.
\r\n
\r\n
على الرغم من تأكيدات بوش بأن خطاب كريج كان من أهم اللحظات التي تغير مجرى حياتك إلى الأبد، يبدو أن بوش كان في هذا المجرى بالفعل.
\r\n
\r\n
فقد كانت الأخلاق هي محور خطابه في بداية الولاية الثانية له كحاكم لولاية تكساس، والذي أعده قبل أن يسمع ما قاله مارك كريج في الكنيسة.
\r\n
\r\n
ويشير الكتاب إلى أن بوش بعد أن قال إن أطفالنا يجب أن يتعلموا الصواب والخطأ، أضاف: يجب أن يتعلموا أيضاً أن يقولوا نعم للمسئولين، نعم للأسرة، نعم للأمانة والعمل.. وأن يقولوا لا للمخدرات، لا للعنف، لا لإنجاب أطفال خارج الشرعية العائلية.
\r\n
\r\n
ويطرح المؤلف سؤالاً مهماً: متى قرر بوش أن يجعل الأخلاق فكرة رئيسية لحياته العملية؟
\r\n
\r\n
ويجيب: ربما يكون ذلك خلال إحدى العطلات الأسبوعية في صيف عام 1985 عندما انضم بوش إلى والديه وبعض أفراد العائلة في المقر الصيفي لبوش في كينيبونكبورت بولاية مين.
\r\n
\r\n
وقد تمت دعوة الخطيب البروتستانتي بيلي غراهام للانضمام الى هذا الاجتماع العائلي، وعندما كان بوش يسير على الشاطئ سأله غراهام عما إذا كانت علاقته جيدة بالرب، فرد بوش إنه ليس متأكداً من ذلك، لكن هذا الحوار جعله يفكر في الموضوع جيداً.
\r\n
\r\n
وعن ذكرياته حول هذا اللقاء قال بوش إن غراهام استطاع أن يزرع في روحي البذرة التي قادتني لأن يكون قلبي أكثر إخلاصاً ووفاءً للرب، وجعلني قارئاً دائماً للكتاب المقدس.
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف إلى أن معتقدات بوش المسيحية لعبت دوراً مهماً في تفكيره الأخلاقي.
\r\n
\r\n
وحقيقة أن بوش هو رئيس القوة العظمى الوحيدة في العالم يعتبر سبباً كافياً لأن يريد أن يفهم وجهات نظره الأخلاقية.
\r\n
\r\n
لكن ذلك ليس السبب الوحيد، حيث إن بوش يمثل وجهة نظر أخلاقية أميركية متحيزة لا يشاركه فيها كل الأميركيين، لكنها وجهة نظر تلعب دوراً أساسياً مهماً في الحياة العامة الأميركية أكثر مما تلعبه في أي مكان آخر.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف: ولأنني قد قضيت معظم سنوات حياتي خارج الولايات المتحدة فإنني كثيراً ما تصدمني كيفية تفكير الأميركيين بطريقة مختلفة عن الأوروبيين والاستراليين وحتى عن الكثيرين حول القضايا الاجتماعية والسياسية والأخلاقية.
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف إلى أنه والرئيس بوش ينتميان إلى الجيل نفسه. بل إن كليهما وُلد في اليوم ذاته السادس من يوليو عام 1946 ولكن كلاً منهما عاش في عوالم أخلاقية مختلفة.
\r\n
\r\n
ويقول إنه لكي تفهم بوش بطريقة أفضل عليك أن تفهم مجموعة الأفكار والقيم والمفاهيم التي جعلت من الولايات المتحدة مختلفة تماماً عن بقية الدول.
\r\n
\r\n
وهذا الكتاب ليس دراسة لأخلاقيات رئيس أميركي واحد، يمثل أيضاً نظرة من بعيد حول طريقة التفكير الأميركية، طريقة التفكير التي تمثل حالياً مرشداً لسياسات أقوى قوة على وجه الأرض، والتي تحاول أن تجعل من القرن الحادي والعشرين قرناً أميركياً خالصاً.
\r\n
\r\n
وإذا نظرنا إلى المغزى العالمي لوجهات نظر بوش حول الصواب والخطأ نجد أنه من المثير أن الفلاسفة لم يعيروا هذه الأخلاقيات سوى القليل القليل من الاهتمام.
\r\n
\r\n
أحد أسباب ذلك هو أن الفلاسفة يعتبرون الرئيس بوش لا يستحق أن يكون في بؤرة اهتمامهم.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف: عندما أخبرت أصدقائي وزملائي بأنني بصدد تأليف كتاب حول «أخلاقيات بوش» فإن بعضهم اعتبر ذلك مجرد دعابة، أو على الأقل أنه سيكون كتاب صغيراً، صفحاته قليلة. وقال لي بعضهم: ألا تدرك أن الرئيس بوش هو مجرد رجل سياسي يقول ما يعتقد أنه كفيل بنجاحه في الانتخابات أو في إعادة انتخابه؟
\r\n
\r\n
وقالوا لي بدلاً من أن تُضيّع وقتك في أخذ أخلاقيات بوش مأخذ الجد، اكتب عن نفاقه وأكاذيبه حول الأخلاق وأن أكتب عن أن هذه الأخلاق الزائفة التي يتمتع بها بوش هي أخلاقيات زملائه وأصدقائه في تكساس من رجال الصناعة ورجال الأعمال الذين يُموّلون حملاته الانتخابية.
\r\n
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف إنه أثناء تأليف هذا الكتاب كثيراً ما كان ينتابني سؤال حول ما إذا كان بوش متسقاً في أعماله مع أقواله؟ ولكن بعد أن انتهيت من هذا الكتاب انتابني سؤال آخر: هل كان أصدقائي وزملائي على حق؟
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف إن بوش هو رجل سياسي وعرضة للضغوط نفسها التي يتعرض لها أي سياسي، لكنني أعتقد أن الحقيقة أكثر تعقيداً من شكوك أصدقائي. فحتى إذا كانوا على حق حول دوافع الرئيس فإن ذلك لا يلغي كل الاهتمام من الفلسفة الأخلاقية التي يدافع عنها.
\r\n
\r\n
إن عشرات الملايين من الأميركيين يعتقدون أن بوش مخلص ويشاركونه الأفكار والمبادئ والأخلاقيات نفسها.
\r\n
\r\n
وقد بذل المؤلف جهداً كبيراً في تعقّب كل كلمة قال الرئيس بوش حول الخير والشر، الصواب والخطأ وحاول جاهداً أن يُقارن بين ما يقوله بوش وما يفعله، واستطاع أن يضع أمام الشعب الأميركي، بل وأمام العالم أجمع الصورة الحقيقية لرئيس أكبر دولة على وجه الأرض من دون زيف أو خداع، صورة رسمها من خلال كل كلمة تفوّه بها في وسائل الإعلام، أو في كل قرار اتخذه في العراق أو أفغانستان أو في فلسطين.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.