محمود محيي الدين: البنوك المركزية الكبرى أصبحت تعتمد على الذهب    ترامب يعلن «إقالة» مدّعٍ فيدرالي لهذا السبب    محمد سعد مفاجأة ماراثون رمضان 2026    نيكول سابا تخطف الأضواء خلال تكريمها بجائزة التميز والإبداع في حفل "دير جيست"    الزراعة: تجديد الاعتماد الدولي للمعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجني بالشرقية    رئيس جامعة بنها يهنئ الطلاب بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد    غدا.. 150 معهدا أزهريا تستقبل الطلاب في الوادي الجديد    فنزويلا تطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في تدمير الولايات المتحدة لقوارب في البحر الكاريبي    وكيل "عربية النواب": فيتو واشنطن دعم علني للجرائم الإسرائيلية    مكتب الإعلام الحكومي: أكثر من 900 ألف شخص صامدون بمدينة غزة وشمالها ويرفضون النزوح    بيكهام يخضع لفحوصات طبية بعد الإصابة في مباراة سيراميكا    الدوري الإنجليزي.. موعد مباراة مانشستر يونايتد ضد تشيلسي والقناة الناقلة    التشكيل المتوقع لمانشستر يونايتد وتشيلسي في قمة البريميرليج    اليوم.. منتخب شباب الطائرة يواجه الكاميرون في نهائي البطولة الأفريقية بالقاهرة    الدمرداش: عمومية الزهور شهدت أول تجربة للتصويت الإلكتروني في مصر    اليوم.. بعثة بيراميدز تغادر إلى جدة لمواجهة الأهلي في كأس الإنتركونتيننتال    المؤبد لعامل قتل مسنة وسرق مشغولاتها الذهبية بالقاهرة    "مذبحة نبروه".. أب يقتل أطفاله الثلاثة وزوجته ثم ينتحر على قضبان القطار    إصابة 10 أشخاص إثر حادث انقلاب ميكروباص في الشرقية    نجار يقتل زوجته في كرداسة ويترك أبناءه في مواجهة المجهول    «الصحة» : تخريج الدفعة الأولى من الدبلومات المهنية في البحوث الإكلينيكية    رئيس جامعة مطروح: الطلاب هم قادة الغد وبناة المستقبل    مي كمال: أنا وأحمد مكي منفصلين منذ فترة ومش هحب بعده    فى يومهم العالمي.. «الصحة العالمية» تشيد بجهود مصر في سلامة المرضى    تعرف على مواعيد أقساط سداد قيمة المصروفات الدراسية لعام 2026    القنوات الناقلة مباشر لمباراة ريال مدريد ضد إسبانيول في الدوري الإسباني.. والمعلق    موعد مباراة بيراميدز ضد الأهلي السعودي في كأس إنتركونتيننتال 2025    بدعوى العطلة الأسبوعية.. الاحتلال يوقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة    زيلينسكي: روسيا أطلقت 40 صاروخا و580 مسيرة على أوكرانيا موقعة 3 قتلى    الرئيس السوري: اتفاق مع إسرائيل بوساطة أمريكية قد يوقع خلال أيام    انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة "سائق واعٍ .. لطريق آمن"    «الداخلية»: ضبط 14 طن دقيق «مدعم وحر» في حملات تموينية على الأسواق بالمحافظات    كسوف الشمس 2025 في السماء.. تفاصيل موعد البداية والنهاية ووقت الذروة (الساعة)    تجارية بورسعيد: التعاون بين القاهرة والرياض يبحث سبل التكامل الصناعي    9 محظورات للطلاب بالعام الدراسى الجديد.. تعرف عليها    جامعة القاهرة تعلن تفاصيل الأنشطة الطلابية خلال الأسبوع الأول من الدراسة    «مفرقش معايا كلام الناس»| كارول سماحة ترد على انتقادات عملها بعد أيام من وفاة زوجها    مهرجان الغردقة لسينما الشباب يحتفي بالسينما الروسية.. والأميرة الضفدع يفتتح أفلام دورته الثالثة    مهرجان الغردقة ينظم يوما للسينما الروسية.. و«الأميرة الضفدع» فيلم الافتتاح    فقدت كل شيء وكان لازم أكمل المشوار.. أحمد السقا بعد تكريمه في دير جيست    عودة التلامذة.. مدارس قنا تستقبل الطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد    جولة تفقدية موسعة لرئيس «الرعاية الصحية» للوقوف على جاهزية مستشفيات ووحدات المنيا    للكشف وإجراء جراحات مجانية.. دفعة جديدة من أطباء الجامعات تصل مستشفى العريش العام    وزيرة التضامن تبحث مع سفير إيطاليا تعزيز التعاون بمجالات التمكين الاقتصادي    ضبط 108.1 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    «الصحة» تطلق خطة التأمين الطبي الشاملة للعام الدراسي 2025-2026    الخارجية الفلسطينية ترحب بانضمام البرازيل لدعوى محكمة العدل الدولية    موعد صلاة الظهر.. ودعاء عند ختم الصلاة    طب الإسكندرية يتصدر نتيجة تنسيق الشهادة اليونانية 2025    آسر ياسين على بعد يوم واحد من إنهاء تصوير "إن غاب القط"    سعر الألومنيوم في الأسواق اليوم السبت    «الصحة» تطلق خطة التأمين الطبي الشاملة لتعزيز جودة حياة الطلاب في العام الدراسي 2025/2026    كيف يقضي المسلم ما فاته من الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح خطوات التوبة وأداء الصلوات الفائتة    ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية في المنيا لعام 2025 (تعرف علي الأسعار)    انطلاق العام الجامعي الجديد.. 3 ملايين طالب يعودون إلى مقاعد الدراسة في الجامعات المصرية    دعاء كسوف الشمس اليوم مكتوب كامل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 20-9-2025 في محافظة قنا    استشارية اجتماعية: الرجل بفطرته الفسيولوجية يميل إلى التعدد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب رئيس الخير والشر
نشر في التغيير يوم 07 - 10 - 2004


\r\n
وقد أراد بيتر سنجر مؤلف هذا الكتاب أن يضع النقاط فوق الحروف حول أقوال بوش وأفعاله ويبرز المسافة بين ما يقوله في العلن وما يفعله في الخفاء، بين ما يقوله في واشنطن ويفعله في العراق. وأراد المؤلف أيضاً أن يؤكد أن هذه السياسة التي يحاول بوش أن يفرضها على العالم ليست وليدة اليوم ولا وليدة الحملات الانتخابية الرئيسية وإنما هي تعود إلى مرحلة الحملات الانتخابية التي خاض غمارها ليصبح حاكماً لولاية تكساس. وهذا الكتاب يقدم أدلة دامغة مستقاة من بوش نفسه في غمار حديثه عن الخير والشر، حيث يقوم المؤلف بالربط بين الخير والشر الذي يقوله بوش وبين الشر فقط الذي يفعله هنا وهناك.
\r\n
\r\n
والمثير في هذا الكتاب أن مؤلفه أستاذ جامعي متخصص في علم «الأخلاق الحيوية» وهو مجال كل الخطاب الإعلامي الذي يتحدث به الرئيس بوش.
\r\n
\r\n
والمثير أيضاً أن المؤلف بيتر سنجر والرئيس بوش ينتميان إلى جيل واحد، فقد ولد كلاهما في العام نفسه (1946) بل وفي الشهر عينه (يوليو) وعلى الدقة اليوم ذاته (6).
\r\n
\r\n
وباختصار فهو كتاب مهم يرسم ملامح الرئيس الأميركي التي نعرفها، ومن يقرؤه لابد له أن تكتمل لديه ملامح الصورة الحقيقية تماماً للرئيس الأميركي.
\r\n
\r\n
ملامح سياسة
\r\n
\r\n
يبدأ المؤلف الكتاب بسطر من الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوش في أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية في الأول من يونيو عام 2002 حيث يقول: «نحن في صراع بين الخير والشر، وأميركا سوف تسمى الشر باسمه».
\r\n
\r\n
ويدلل هذا السطر على ان بوش ليس رئيساً للولايات المتحدة فقط، وإنما هو رجل أخلاقي بارز، وليس هناك رئيس أميركي في العصر الحديث تحدث كثيراً عن الخير والشر والصواب والخطأ مثلما فعل هذا الرئيس.
\r\n
\r\n
ففي أول خطاب له عندما أصبح رئيساً للولايات المتحدة دعا بوش إلى أمة واحدة قائمة على «العدالة وانتهاز الفرص». وبعد عام واحد من توليه للسلطة أطلق على كل من كوريا الشمالية وإيران والعراق التسمية الشهيرة «محور الشر»، وعلى العكس من تلك الدول وصف الولايات المتحدة بأنها «الأمة الأخلاقية» ودافع عن سياسته الضريبية بمصطلحات أخلاقية، مدعياً انها عادلة وإنها تعيد إلى دافعي الضرائب ما دفعوه بصورة أخرى.
\r\n
\r\n
وقال عن حرية التجارة انها «ليست سياسة نقدية ولكنها أخلاقية» وأطلق على الانفتاح التجاري الوصف الدال «حتمية أخلاقية».
\r\n
\r\n
وأطلق التعبير نفسه «الحتمية الأخلاقية» على «القضاء على الجوع والفقر في جميع انحاء العالم».
\r\n
\r\n
وقال أيضاً إن أعظم الاحتياجات الاقتصادية الأميركية هي أعلى المستويات الأخلاقية.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف إنه إذا أردنا أن نضع ملامح «سياسة بوش» التي تدافع عن الضربات الوقائية ضد أولئك الذين قد يهددون أميركا بأسلحة الدمار الشامل، نجده يقول في هذا الصدد: «إن الحقيقة الأخلاقية هي الحقيقة نفسها التي تجدها في كل ثقافة وفي كل عصر وفي كل مكان».
\r\n
\r\n
ويطرح المؤلف سؤالاً مهماً يقول: «لكن أي الحقائق الأخلاقية تلك التي يؤمن بها جورج بوش؟».
\r\n
\r\n
ويجيب عن السؤال بقوله: مع الأخذ في الاعتبار عدد المرات العديدة التي تحدث الرئيس فيها عن الأخلاقيات، نجد انه من المدهش أن ذلك لم ينعكس أخلاقياً على تصرفاته وسياساته، لقد كان بوش يتحدث عن الخير، ويفعل الشر، يتحدث عن الحق ويفعل الباطل.
\r\n
\r\n
حديث الأرقام
\r\n
\r\n
على الرغم من ان ما يسوقه المؤلف من معلومات وحقائق حول ما يقوله بوش وما يفعله في إطار الحق والباطل والخير والشر واضح لكل انسان على وجه الأرض وليس في الولايات المتحدة فقط، من خلال خطبه وتصريحاته الإعلامية، إلا ان المؤلف أراد أن يدعم ذلك بالأرقام. ومن هنا يقول:
\r\n
\r\n
إن ميل الرئيس بوش إلى رؤية العالم في صورة الخير والشر صارخ للغاية، فقد تحدث عن الشر 319 مرة في عدة خطب منفصلة، وهو ما يمثل 30% من الخطب التي ألقاها منذ توليه الحكم في الولايات المتحدة وحتى السادس عشر من يونيو عام 2003.
\r\n
\r\n
في هذه الخطب استخدم بوش كلمة «الشر» كاسم أكثر من استخدامه لهذه الكلمة كصفة، فقد استخدم كلمة الشر كاسم 914 مرة مقابل 182 كصفة، 24 مرة فقط في كل هذه المناسبات التي تحدث فيها عن الشر استخدمها بوش كصفة يصف بها ما يفعله الناس، أي يحكم بها على تصرفات الناس وأفعالهم.
\r\n
\r\n
وهذا يؤكد أن بوش لا يفكر في أفعال الشر أو حتى في الناس الأشرار بالقدر الذي يفكر فيه في الشر كشيء أو كقوة، شيء له وجود حقيقي بعيداً عن أفعال القسوة والوحشية والأنانية التي يقدر عليها البشر.
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف إلى أن استعداد بوش للحديث عن الشر بهذه الطريقة يثير العديد من الأسئلة حول ما هو المعنى الذي يحمله الشر في هذا العالم العلماني الحديث.
\r\n
\r\n
يقول المؤلف: إن اهتماماتي بأخلاقيات الرئيس الأميركي تعود إلى اليوم الذي تدخّل فيه الرئيس في مجال دراساتي، وهو «الأخلاق الحيوية» في خطابه الذي بثه التلفزيون بثاً حياً وألقاه على الأمة في التاسع من أغسطس عام 2001، وقد كرس بوش خطابه هذا للأسئلة الأخلاقية التي وجهها أحد أبحاث الخلايا الجزعية.
\r\n
\r\n
ويضيف المؤلف: كنت أستعد لتدريس مادة «الأخلاقيات الحيوية» عندما علمت أن الرئيس بوش سوف يتحدث إلى الأمة حول الموضوع نفسه.
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف إلى أن القضايا المتعلقة بالوضع الأخلاقي للأجنة البشرية كانت جزءاً من البرنامج الذي أقوم بتدريسه، ووجدت من المناسب بالنسبة لطلابي أن يقرأوا ويناقشوا ما سوف يقوله الرئيس.
\r\n
\r\n
ويؤكد المؤلف انه كوسيلة تعليمية ناجعة فإن الخطاب يقدم مثالاً على افتراضية لا تقبل الجدل شائعة جداً حول الاجهاض والحياة البشرية الأولية.
\r\n
\r\n
ففي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر تحولت أميركا من نقاشها حول الخلايا الجذعية الى الحديث عن الإرهاب وكيفية الرد عليه.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف: لكن عندما استرعت أخلاقيات بوش انتباهي في أحد المجالات، أبديت اهتماماً أكبر بكل القضايا التي رآها بوش أخلاقية بصورة أو بأخرى. وسألت نفسي إلى أي مدى يمتلك الرئيس الأميركي ناصية فلسفة أخلاقية متماسكة؟ هل هناك وجهة نظر أخلاقية واضحة خلف وجهات النظر التي يتحدث ويعبر عنها؟ وإذا كان كذلك فما هي؟
\r\n
\r\n
هذا الكتاب يعرض ويشرح أخلاق جورج بوش التي يعبر عنها في خطبه وكتاباته، بل وفي قراراته التي اتخذها كرئيس دولة.
\r\n
\r\n
لكن المؤلف لا يحاول أن يقترب من المهمة المستحيلة لتغطية كل شيء قاله أو فعله بوش أو حتى قضية مهمة خلال فترة رئاسته. لكنه بدلاً من ذلك يركز الكتاب على تلك القضايا التي تثير بحدة مباديء أخلاقية رئيسية، وبالتالي تكشف وجهات نظر الرئيس حول الخير والشر والصواب والخطأ.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف انه عندما تتضح معالم أخلاق بوش بالنسبة لنا، عندئذ يطرح سؤال نفسه: ما صحة ذلك؟ أي ما صحة ما يدعيه بوش من أخلاق؟ أو على الأقل ان هذا السؤال يطرحه كل من يرى ان هناك دوراً للسبب والحجة في الأخلاقيات.
\r\n
\r\n
البعض يرى ان كل ما نستطيع ان نفعله في الأخلاقيات ان نحدد موقعنا الخاص وأن الآخرين لو كانت لهم وجهات نظر مختلفة عنا فنحن لا نجادلهم في وجهات نظرهم.
\r\n
\r\n
فالرئيس بوش يرفض هذه النزعة التشككية حول الأخلاق، ففي حديثه بمناسبة انتخابه لولاية ثانية كعمدة لولاية تكساس قال بوش: إن أطفالنا يجب أن يتعلموا ليس فقط القراءة والكتابة، وإنما أيضاً علينا أن نعلمهم الصواب والخطأ، وان بعض الناس يعتقدون انه ليس من الملائم أن نلجأ الى الأحكام الأخلاقية بعد ذلك، لكنني لست منهم».
\r\n
\r\n
ويضيف المؤلف: «ولست أنا أيضاً منهم».
\r\n
\r\n
يقول المؤلف: إننا نرى مما سبق ان الرئيس بوش كان يتحدث عن الخير والشر والصواب والخطأ منذ ما قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر أو حتى قبل انتخابه رئيساً للولايات المتحدة وحتى قبل حملته الانتخابية الرئاسية التي ركز فيها على فكرة (ان كل انسان يجب أن يكون مختلفاً عن بيل كلينتون) انه سوف يجلب الشرف للبيت الأبيض.
\r\n
\r\n
بدأ بوش يتحدث عن ذكريات خلال الحملات الانتخابية، فقال إن إحدى أهم لحظات التحدي التي واجهها في حياته جاءت أثناء ترتيله للصلاة قبل أن يؤدي اليمين حاكماً لولاية تكساس لولاية ثانية، حين قال القس مارك كريج: «إن الناس يُكافحون من أجل أن يكون لهم قادة لديهم شجاعة أخلاقية ويفعلون الخير من أجل الخير».
\r\n
\r\n
وقال بوش تعقيباً على ذلك: إنني كنت أشعر وكأنه يُخاطب قلبي وحياتي.. هو أمر يجعل بوش يبذل قصارى جهده في الولاية الثانية أكثر مما فعله في السنوات الأربع الأولى لتوليه منصبه.
\r\n
\r\n
وربما كان مارك كريج يرى أن بوش هو من ذلك النوع من القادة الذين يُكافحون ما يكافح الناس من أجله.
\r\n
\r\n
على الرغم من تأكيدات بوش بأن خطاب كريج كان من أهم اللحظات التي تغير مجرى حياتك إلى الأبد، يبدو أن بوش كان في هذا المجرى بالفعل.
\r\n
\r\n
فقد كانت الأخلاق هي محور خطابه في بداية الولاية الثانية له كحاكم لولاية تكساس، والذي أعده قبل أن يسمع ما قاله مارك كريج في الكنيسة.
\r\n
\r\n
ويشير الكتاب إلى أن بوش بعد أن قال إن أطفالنا يجب أن يتعلموا الصواب والخطأ، أضاف: يجب أن يتعلموا أيضاً أن يقولوا نعم للمسئولين، نعم للأسرة، نعم للأمانة والعمل.. وأن يقولوا لا للمخدرات، لا للعنف، لا لإنجاب أطفال خارج الشرعية العائلية.
\r\n
\r\n
ويطرح المؤلف سؤالاً مهماً: متى قرر بوش أن يجعل الأخلاق فكرة رئيسية لحياته العملية؟
\r\n
\r\n
ويجيب: ربما يكون ذلك خلال إحدى العطلات الأسبوعية في صيف عام 1985 عندما انضم بوش إلى والديه وبعض أفراد العائلة في المقر الصيفي لبوش في كينيبونكبورت بولاية مين.
\r\n
\r\n
وقد تمت دعوة الخطيب البروتستانتي بيلي غراهام للانضمام الى هذا الاجتماع العائلي، وعندما كان بوش يسير على الشاطئ سأله غراهام عما إذا كانت علاقته جيدة بالرب، فرد بوش إنه ليس متأكداً من ذلك، لكن هذا الحوار جعله يفكر في الموضوع جيداً.
\r\n
\r\n
وعن ذكرياته حول هذا اللقاء قال بوش إن غراهام استطاع أن يزرع في روحي البذرة التي قادتني لأن يكون قلبي أكثر إخلاصاً ووفاءً للرب، وجعلني قارئاً دائماً للكتاب المقدس.
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف إلى أن معتقدات بوش المسيحية لعبت دوراً مهماً في تفكيره الأخلاقي.
\r\n
\r\n
وحقيقة أن بوش هو رئيس القوة العظمى الوحيدة في العالم يعتبر سبباً كافياً لأن يريد أن يفهم وجهات نظره الأخلاقية.
\r\n
\r\n
لكن ذلك ليس السبب الوحيد، حيث إن بوش يمثل وجهة نظر أخلاقية أميركية متحيزة لا يشاركه فيها كل الأميركيين، لكنها وجهة نظر تلعب دوراً أساسياً مهماً في الحياة العامة الأميركية أكثر مما تلعبه في أي مكان آخر.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف: ولأنني قد قضيت معظم سنوات حياتي خارج الولايات المتحدة فإنني كثيراً ما تصدمني كيفية تفكير الأميركيين بطريقة مختلفة عن الأوروبيين والاستراليين وحتى عن الكثيرين حول القضايا الاجتماعية والسياسية والأخلاقية.
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف إلى أنه والرئيس بوش ينتميان إلى الجيل نفسه. بل إن كليهما وُلد في اليوم ذاته السادس من يوليو عام 1946 ولكن كلاً منهما عاش في عوالم أخلاقية مختلفة.
\r\n
\r\n
ويقول إنه لكي تفهم بوش بطريقة أفضل عليك أن تفهم مجموعة الأفكار والقيم والمفاهيم التي جعلت من الولايات المتحدة مختلفة تماماً عن بقية الدول.
\r\n
\r\n
وهذا الكتاب ليس دراسة لأخلاقيات رئيس أميركي واحد، يمثل أيضاً نظرة من بعيد حول طريقة التفكير الأميركية، طريقة التفكير التي تمثل حالياً مرشداً لسياسات أقوى قوة على وجه الأرض، والتي تحاول أن تجعل من القرن الحادي والعشرين قرناً أميركياً خالصاً.
\r\n
\r\n
وإذا نظرنا إلى المغزى العالمي لوجهات نظر بوش حول الصواب والخطأ نجد أنه من المثير أن الفلاسفة لم يعيروا هذه الأخلاقيات سوى القليل القليل من الاهتمام.
\r\n
\r\n
أحد أسباب ذلك هو أن الفلاسفة يعتبرون الرئيس بوش لا يستحق أن يكون في بؤرة اهتمامهم.
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف: عندما أخبرت أصدقائي وزملائي بأنني بصدد تأليف كتاب حول «أخلاقيات بوش» فإن بعضهم اعتبر ذلك مجرد دعابة، أو على الأقل أنه سيكون كتاب صغيراً، صفحاته قليلة. وقال لي بعضهم: ألا تدرك أن الرئيس بوش هو مجرد رجل سياسي يقول ما يعتقد أنه كفيل بنجاحه في الانتخابات أو في إعادة انتخابه؟
\r\n
\r\n
وقالوا لي بدلاً من أن تُضيّع وقتك في أخذ أخلاقيات بوش مأخذ الجد، اكتب عن نفاقه وأكاذيبه حول الأخلاق وأن أكتب عن أن هذه الأخلاق الزائفة التي يتمتع بها بوش هي أخلاقيات زملائه وأصدقائه في تكساس من رجال الصناعة ورجال الأعمال الذين يُموّلون حملاته الانتخابية.
\r\n
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف إنه أثناء تأليف هذا الكتاب كثيراً ما كان ينتابني سؤال حول ما إذا كان بوش متسقاً في أعماله مع أقواله؟ ولكن بعد أن انتهيت من هذا الكتاب انتابني سؤال آخر: هل كان أصدقائي وزملائي على حق؟
\r\n
\r\n
ويقول المؤلف إن بوش هو رجل سياسي وعرضة للضغوط نفسها التي يتعرض لها أي سياسي، لكنني أعتقد أن الحقيقة أكثر تعقيداً من شكوك أصدقائي. فحتى إذا كانوا على حق حول دوافع الرئيس فإن ذلك لا يلغي كل الاهتمام من الفلسفة الأخلاقية التي يدافع عنها.
\r\n
\r\n
إن عشرات الملايين من الأميركيين يعتقدون أن بوش مخلص ويشاركونه الأفكار والمبادئ والأخلاقيات نفسها.
\r\n
\r\n
وقد بذل المؤلف جهداً كبيراً في تعقّب كل كلمة قال الرئيس بوش حول الخير والشر، الصواب والخطأ وحاول جاهداً أن يُقارن بين ما يقوله بوش وما يفعله، واستطاع أن يضع أمام الشعب الأميركي، بل وأمام العالم أجمع الصورة الحقيقية لرئيس أكبر دولة على وجه الأرض من دون زيف أو خداع، صورة رسمها من خلال كل كلمة تفوّه بها في وسائل الإعلام، أو في كل قرار اتخذه في العراق أو أفغانستان أو في فلسطين.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.