\r\n 381 قتيلا, من بينهم 171 طفلا, 31 ارهابيا, 11 عشر عنصرا من القوات الخاصة: انها الحصيلة الرسمية التي اعلنتها السلطات بعد مرور اسبوعين على مذبحة بيسلان (من اعمال اوسيتسيا الشمالية). حصيلة من المفترض ان يضاف اليها وفاة 13 شخصا, كانوا قد لفظوا انفاسهم الاخيرة على اسرة مستشفى المدينة, علاوة على 78 جثة لم يتم تشخيصها بعد. ولكن, من الممكن ان تتفاقم تلك المحصلة من خلال تسليط الضوء على ما حدث بعد انتهاء عملية الاقتحام, حيث ان هناك عشرات الاباء يعيشون في هذه البلدة الصغيرة. القريبة من القوقاز الروسي, ممن يؤكدون على انهم كانوا قد شاهدوا اطفالهم بعد انتهاء عملية تحرير المدرسة. \r\n \r\n أمهات وآباء, تمت مقابلتهم من قبل مراسل صحيفة باللارو, حيث صرحوا بانهم كانوا قد عانقوا ابناءهم خارج اسوار المدرسة, او انهم شاهدوهم بعد ان تم انقاذهم على يد افراد القوات الخاصة, او انهم كانوا كذلك قد عملوا على انقاذهم بانفسهم ثم لم يعودوا يعلمون عنهم شيئا: اختفوا, فقدوا, او ذلك النمط من السخرية المأساوية التي يتلمسون, كما يقولون, خاصة وانهم لا يسمعون من العناصر سوى عبارة مفادها بان هذا لم يكن سوى ثمرة لخيالهم الواسع. \r\n \r\n ويتمثل الشك الذي ينتاب الكثير من الاباء والامهات, انه وفي تلك اللحظات المضطربة, اللاحقة على التفجيرات وعملية الاقتحام, كان قد جرى اختطافهم من قبل رجال شرطة, او ارهابيين متنكرين, لكي يصار الى بيعهم فيما بعد لبعض المهربين ويؤكد ممثلوا السلطات, ان تلك الاقاويل لا تعدو كونها ظاهرة تتعلق بهلوسة جماعية , وبان حالات من هذا النوع ليست بنادرة البتة. وكان من الاولى البحث بين اكوام اشلاء الجثث التي لم تشخص بعد. بدلا من البحث بين الاحياء وهو ما لا يطالب به احد وهو شيء لا يصدق. فكثير من هؤلاء الاباء يذهبون الى حد اخبار المراسلين بانهم كانوا قد اصطحبوا ابناءهم الجرحى الى المستشفى المديني, لكي يسمعوا فيما بعد من يقول لهم بان الامر لم يكن كذلك وبان كل شيء كان من نسج خيالهم ليس الا. وتتلاحق الاصوات تاركة المجال امام اكثر القصص الخرافية رواجا, وبالرغم من كل ذلك فان عدد الاباء الذين يعتريهم الشك فيما يخص اختفاء ابنائهم بعد تنفيذ الاقتحام, هو في ازدياد مستمر, بحيث اصبح من الصعوبة بمكان تصديق رواية السلطات, خاصة بعد حدوث الصمت المدان, بشأن عدد الرهائن والذي استمر ليومين متتاليين, وتقول احدى الامهات وقد اغرورقت عيناها بالدموع:» لقد رافقته الى المستشفى.. فاين هو الان?... اين هو الان?«. \r\n \r\n رواية احدى الصحفيات: لقد وقعت حوادث غريبة في كل من بيسلان والقوقاز, على اية حال, وانّا بوليتكو فسكايا, المقيمة في الخارج, هي واحدة من اشهر الصحفيات الروسيات, ومكروهة من قبل اجهزة المخابرات الروسية, ومن بوتين نفسه. وكانت من خلال عشرات التحقيقات الصحفية قد روت مسار الحرب في بلاد الشيشان, وما تولده من رعب ومن انتهاكات لحقوق الانسان, من صنع الارهابين, ومن الجنود الروس على وجه الخصوص. عمليات قتل واغتيال واذلال يتعرض لها الشعب الشيشاني منذ ما يزيد على عشرة اعوام. \r\n \r\n ففي عام ,2002 وقت ان اقدم الشيشانيون على اقتحام مسرح دوبروفكا, في العاصمة موسكو, كانت واحدة من بين الاشخاص القلائل, التي وافق عليها الارهابيون للقيام بدور الوسيطة. وهاهي تروي من على صفحات صحيفة الغارديان الانكليزية الليبرالية, انه وفي الايام التي كانت المجموعة ما تزال داخل المدرسة, كانت قد حاولت الوصول الى بيسلان, وبينما كانت متواجدة في مطار فنوكوفو, قامت باستعمال هاتفها الخلوي من اجل الاتصال بالزعيم الشيشاني »الانفصالي« القومي اصلان مسخادوف, طالبة منه الانتقال للتواجد امام المدرسة وتوجيه نداء للارهابيين كي يعملوا على اطلاق سراح المختطفين. \r\n \r\n وقد رد عليها قائلا: وبأية ضمانات? ثم استأنفت بوليتكو فسكايا روايتها لتقول انه قد ظهر بعد ذلك شخص راودته الشكوك بشأنها, وربما كان واحدا من عملاء جهاز المخابرات, فاقترب منها, وفصلها عن بقية الصحفيين الاخرين المصطفين بالطابور, طالبا منها عدم القلق, واعدا اياها بمساعدتها في ركوب طائرة تتوقف في روستوف. اما البقية فتصلح لتكون فصول قصة جاسوسية من الحرب الباردة: ففي اثناء السفر بالطائرة, كانت الصحفية - كما تقول - قد طلبت احتساء كوب من الشاي, ثم فقدت الوعي بعد مرور ساعة على احتسائه. ثم استفاقت في اليوم التالي, وهي ترقد على سرير بالمستشفى الاقليمي في روستوف, والى جانبها ممرضة تخبرها بأنهم قد حاولوا قتلها بالسم. ثم جاء الطبيب ليخبرها قائلا: ان كافة الفحوص التي اجريت لها على عجل في المطار, قد تم العمل على اخفائها, \r\n حكاية الاطفال المفقودين في بيسلان \r\n باولو بابي \r\n ترجمة: بديع ابو عيدة \r\n تعد بالعشرات, تلك الامهات اللواتي يؤكدن على معانقتهن لابنائهن اثر انتهاء عملية الاقتحام التي نفذتها القوات الخاصة الروسية, لمدرسة بيسلان. ثم ما لبثوا وان اختفوا وليس هناك من هو قادر على اخبارنا عن المصير الذي آلوا اليه. فالسلطات تكرر باستمرار مقولة ان تلك لا تعدو كونها »هلوسة جماعية«. ولكن لا بد من القول انه قد حدثت اشياء غريبة في تلك الايام. \r\n \r\n 381 قتيلا, من بينهم 171 طفلا, 31 ارهابيا, 11 عشر عنصرا من القوات الخاصة: انها الحصيلة الرسمية التي اعلنتها السلطات بعد مرور اسبوعين على مذبحة بيسلان (من اعمال اوسيتسيا الشمالية). حصيلة من المفترض ان يضاف اليها وفاة 13 شخصا, كانوا قد لفظوا انفاسهم الاخيرة على اسرة مستشفى المدينة, علاوة على 78 جثة لم يتم تشخيصها بعد. ولكن, من الممكن ان تتفاقم تلك المحصلة من خلال تسليط الضوء على ما حدث بعد انتهاء عملية الاقتحام, حيث ان هناك عشرات الاباء يعيشون في هذه البلدة الصغيرة. القريبة من القوقاز الروسي, ممن يؤكدون على انهم كانوا قد شاهدوا اطفالهم بعد انتهاء عملية تحرير المدرسة. \r\n \r\n أمهات وآباء, تمت مقابلتهم من قبل مراسل صحيفة باللارو, حيث صرحوا بانهم كانوا قد عانقوا ابناءهم خارج اسوار المدرسة, او انهم شاهدوهم بعد ان تم انقاذهم على يد افراد القوات الخاصة, او انهم كانوا كذلك قد عملوا على انقاذهم بانفسهم ثم لم يعودوا يعلمون عنهم شيئا: اختفوا, فقدوا, او ذلك النمط من السخرية المأساوية التي يتلمسون, كما يقولون, خاصة وانهم لا يسمعون من العناصر سوى عبارة مفادها بان هذا لم يكن سوى ثمرة لخيالهم الواسع. \r\n \r\n ويتمثل الشك الذي ينتاب الكثير من الاباء والامهات, انه وفي تلك اللحظات المضطربة, اللاحقة على التفجيرات وعملية الاقتحام, كان قد جرى اختطافهم من قبل رجال شرطة, او ارهابيين متنكرين, لكي يصار الى بيعهم فيما بعد لبعض المهربين ويؤكد ممثلوا السلطات, ان تلك الاقاويل لا تعدو كونها ظاهرة تتعلق بهلوسة جماعية , وبان حالات من هذا النوع ليست بنادرة البتة. وكان من الاولى البحث بين اكوام اشلاء الجثث التي لم تشخص بعد. بدلا من البحث بين الاحياء وهو ما لا يطالب به احد وهو شيء لا يصدق. فكثير من هؤلاء الاباء يذهبون الى حد اخبار المراسلين بانهم كانوا قد اصطحبوا ابناءهم الجرحى الى المستشفى المديني, لكي يسمعوا فيما بعد من يقول لهم بان الامر لم يكن كذلك وبان كل شيء كان من نسج خيالهم ليس الا. وتتلاحق الاصوات تاركة المجال امام اكثر القصص الخرافية رواجا, وبالرغم من كل ذلك فان عدد الاباء الذين يعتريهم الشك فيما يخص اختفاء ابنائهم بعد تنفيذ الاقتحام, هو في ازدياد مستمر, بحيث اصبح من الصعوبة بمكان تصديق رواية السلطات, خاصة بعد حدوث الصمت المدان, بشأن عدد الرهائن والذي استمر ليومين متتاليين, وتقول احدى الامهات وقد اغرورقت عيناها بالدموع:» لقد رافقته الى المستشفى.. فاين هو الان?... اين هو الان?«. \r\n \r\n رواية احدى الصحفيات: لقد وقعت حوادث غريبة في كل من بيسلان والقوقاز, على اية حال, وانّا بوليتكو فسكايا, المقيمة في الخارج, هي واحدة من اشهر الصحفيات الروسيات, ومكروهة من قبل اجهزة المخابرات الروسية, ومن بوتين نفسه. وكانت من خلال عشرات التحقيقات الصحفية قد روت مسار الحرب في بلاد الشيشان, وما تولده من رعب ومن انتهاكات لحقوق الانسان, من صنع الارهابين, ومن الجنود الروس على وجه الخصوص. عمليات قتل واغتيال واذلال يتعرض لها الشعب الشيشاني منذ ما يزيد على عشرة اعوام. \r\n \r\n ففي عام ,2002 وقت ان اقدم الشيشانيون على اقتحام مسرح دوبروفكا, في العاصمة موسكو, كانت واحدة من بين الاشخاص القلائل, التي وافق عليها الارهابيون للقيام بدور الوسيطة. وهاهي تروي من على صفحات صحيفة الغارديان الانكليزية الليبرالية, انه وفي الايام التي كانت المجموعة ما تزال داخل المدرسة, كانت قد حاولت الوصول الى بيسلان, وبينما كانت متواجدة في مطار فنوكوفو, قامت باستعمال هاتفها الخلوي من اجل الاتصال بالزعيم الشيشاني »الانفصالي« القومي اصلان مسخادوف, طالبة منه الانتقال للتواجد امام المدرسة وتوجيه نداء للارهابيين كي يعملوا على اطلاق سراح المختطفين. \r\n \r\n وقد رد عليها قائلا: وبأية ضمانات? ثم استأنفت بوليتكو فسكايا روايتها لتقول انه قد ظهر بعد ذلك شخص راودته الشكوك بشأنها, وربما كان واحدا من عملاء جهاز المخابرات, فاقترب منها, وفصلها عن بقية الصحفيين الاخرين المصطفين بالطابور, طالبا منها عدم القلق, واعدا اياها بمساعدتها في ركوب طائرة تتوقف في روستوف. اما البقية فتصلح لتكون فصول قصة جاسوسية من الحرب الباردة: ففي اثناء السفر بالطائرة, كانت الصحفية - كما تقول - قد طلبت احتساء كوب من الشاي, ثم فقدت الوعي بعد مرور ساعة على احتسائه. ثم استفاقت في اليوم التالي, وهي ترقد على سرير بالمستشفى الاقليمي في روستوف, والى جانبها ممرضة تخبرها بأنهم قد حاولوا قتلها بالسم. ثم جاء الطبيب ليخبرها قائلا: ان كافة الفحوص التي اجريت لها على عجل في المطار, قد تم العمل على اخفائها,... لقد كانت اوامر من الاعلى. وبهذا لن تتمكن الصحيفة من الوصول الى بيسلان. ولا حتى ماسخادوف, زعيم الفدائيين الشيشانيين, الذي يناضل منذ سنين ضد الروس, وكذلك ضد باساييف, القائد الشيشاني المتطرف, الذي يتباهى عبر موقع له على الانترنت بانه كان قد نظم المجزرة بكلفة لم تتجاوز 8 الاف دولار. وتختتم الصحفية الروسية روايتها على صفحات الغارديان, لتقول وقد انتابها شعور بالمرارة: »هناك عدد لا بأس به من الاشخاص في بيسلان, الذين يتم انكار وجودهم من قبل السلطات. فنحن في طريقنا للسقوط من جديد في الهاوية السوفييتية«.0 \r\n \r\n عن: مجلة بانوراما الايطالية \r\n ... لقد كانت اوامر من الاعلى. وبهذا لن تتمكن الصحيفة من الوصول الى بيسلان. ولا حتى ماسخادوف, زعيم الفدائيين الشيشانيين, الذي يناضل منذ سنين ضد الروس, وكذلك ضد باساييف, القائد الشيشاني المتطرف, الذي يتباهى عبر موقع له على الانترنت بانه كان قد نظم المجزرة بكلفة لم تتجاوز 8 الاف دولار. وتختتم الصحفية الروسية روايتها على صفحات الغارديان, لتقول وقد انتابها شعور بالمرارة: »هناك عدد لا بأس به من الاشخاص في بيسلان, الذين يتم انكار وجودهم من قبل السلطات. فنحن في طريقنا للسقوط من جديد في الهاوية السوفييتية«.0 \r\n \r\n عن: مجلة بانوراما الايطالية