وكانت ايران قد تعهدت في وقت سابق بوقف نشاطاتها ذات الصلة ببرامج اسلحتها لقاء الحصول على محفزات تجارية من الاتحاد الاوروبي، لكنها تراجعت عن بعض جوانب هذا التعهد في يونيو (حزيران) الماضي بعد ان ايدت اوروبا توبيخا شديد اللهجة وجه الى ايران بسبب فشلها في التعاون مع المفتشين الدوليين. \r\n ولم يتضح بعد ما اذا كان لدى ايران ما يمكن ان تقدمه في الاجتماع المقرر عقده اليوم او ما اذا كانت نتيجة هذا الاجتماع ستؤثرعلى سياسة الولاياتالمتحدة تجاه طهران. \r\n وكان الجمود والشكوك حول مقدرات ايران في مجال الاسلحة قد أثارت حرجا في جانب اللجنة الثلاثية الاوروبية وإحباطا من جانب واشنطن فضلا عن قلق المفتشين الدوليين. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اكدت اول من امس ان ايران تعمل الآن على تطوير تقنيات تخصيب اليورانيوم وتستخدم أجزاء كانت الوكالة قد اوقفت استخدامها الى حين توصل ايران الى اتفاق خاص مع الاطراف الاوروبية حول هذا الشأن. ويشرف حاليا على المراقبة مفتشو الوكالة الذين ظلوا يتحرون حول مساعي ايران لتطوير اسلحة نووية. جدير بالذكر ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، التي باتت على قناعة بأن ايران تخفي برامج اسلحتها، قد اعربت عن أملها في ان يتخذ حلفاؤها في اوروبا نهجا متشددا ازاء طهران في الاجتماع المرتقب مع منحها فرصة اخيرة لتعليق برامجها النووية او مواجهة إدانة دولية داخل مجلس الأمن. إلا ان دبلوماسيين اوروبيين قالوا انهم اكثر تمسكا بالسعي الى وسائل دبلوماسية للخروج من الجمود الحالي في الموقف مع ايران. وفي هذا السياق قال دبلوماسي اوروبي، طلب عدم ذكر اسمه، انهم سيجلسون مع الجانب الايراني لمعرفة الوجهة التي يمكن ان يسير باتجاهها الجانبان، فيما اكد مراقبون ان الجانب الاوروبي يتطلع الى التوصل الى تحديد نوايا ايران قبل الاجتماع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في سبتمبر (أيلول) المقبل للنظر في مسالة تعاون طهران مع مفتشي الوكالة. وكان مجلس الوكالة، المكون من 35 من الدول الاعضاء، قد أدان طهران في يونيو الماضي من خلال بيان كتبته فرنسا وبريطانيا وألمانيا، كما طلبت الوكالة من ايران وقف تخصيب وإنتاج اليورانيوم مع إعادة النظر في خطط إقامة مفاعل نووي يعمل بنظام المياه الثقيلة. إلا ان هذا الدول فوجئت بعد ايام فقط بإعلان ايران انها ستستأنف العمل في برنامج اسلحتها النووية. تجدر الاشارة الى ان من حق ايران، بموجب المعاهدات الدولية، إجراء عمليات فصل اليورانيوم والنشاطات الاخرى ذات الصلة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، إلا ان مفتشي الوكالة كشفوا خلال الأشهر ال18 الماضية مجموعة من التناقضات في التصريحات والبيانات الايرانية حول هذه القضية، كما عثروا ايضا على أدلة على ما يعتبره خبراء في المجال النووي برنامج سري لانتاج اسلحة نووية، طبقا لتأكيد الولاياتالمتحدة. حلفاء الولاياتالمتحدة في اوروبا لا يختلفون مع هذا التقييم للوضع، لكنهم يعتقدون ان المحفزات الدبلوماسية يمكن ان تساعد في إقناع ايران بالتخلي عن طموحاتها النووية، اذ ان ايران استجابت مبدئيا لهذه المساعي وأوقفت في ابريل الماضي العمل في تخصيب اليورانيوم لفترة وجيزة. \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الاوسط»