وكان سباقا مع الزمن قبل ان يكون أولئك المساعدون قد وجدوا أماكن اختفاء، ولهذا فان مجموعة المحققين منحوا حرية أكبر في استخدام أساليب على السجناء الجدد كان استخدامها يتطلب في السابق مصادقة من ضباط أعلى، وفقا لما قاله جنود استخبارات عسكرية طلبوا عدم الاشارة الى أسمائهم خشية على وظائفهم. \r\n وقالوا ان الأساليب شملت الحرمان من النوم والطعام، واطالة فترة السجن الانفرادي واستخدام كلاب التخويف. وقال محلل استخبارات عسكري انه «كان الأمر: افعلوا ما يتعين عليكم فعله، واكتشفوا اماكنهم ودعونا نلقي القبض عليهم سريعا. نحن بحاجة الى العثور عليهم قبل أن يغيروا أماكنهم». \r\n وبينما من غير الواضح ما اذا كان جمع المعلومات الاستخباراتية المكثفة قد أدى الى اساءة معاملة السجناء فان الكشف عن تخفيف الاجراءات بعد إلقاء القبض على صدام يضيف عنصرا جديدا الى صورة الانتهاكات في سجن ابو غريب. \r\n كما أنه يظهر دور وحدة الاستخبارات العسكرية في السجن التي تعرف باسم فريق المشاريع الخاصة والتي لم تتوفر تقارير عنها، وكانت مهمتها التحقيق مع الموالين لصدام والذي كان يستمر لمدة 10 ساعات أحيانا. \r\n وقد التقت أعلى ضابطة استخبارات في الجيش الأميركي في العراق وهي الجنرال بربارا فاست مع الفريق مرات عدة للحصول على آخر المعلومات، وفقا لضابط عسكري وجنود جرت مقابلات معهم. \r\n ولم يعلق المسؤولون العسكريون في بغداد على فريق المشاريع الخاصة. ولكنهم يعترفون بأن وصول السجناء الجدد دعا الى الشروع بتحقيق عاجل. \r\n ونتيجة لذلك دفع ضباط كبار عددا من المحللين لاعداد مزيد من التقارير الاستخباراتية واصبحت التحقيقات اكثر كثافة وألقي القبض على عدد أكبر من العراقيين رفيعي المستوى، وفقا للمقابلات التي اجريت مع كبار الضباط العسكريين، ومسؤولين، وجنود استخبارات عسكرية. \r\n وظهرت أسوأ الانتهاكات المعروفة في أبو غريب في اكتوبر (تشرين الاول) ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين قبل إلقاء القبض على صدام. ولكن اساءة معاملة السجناء استمرت في ديسمبر، وفقا للجنرال أنطونيو تاغوبا الذي حقق في الانتهاكات التي حدثت في السجن. وهناك تحقيقات اخرى جارية لتحديد مدى اساءة المعاملة وكيف ظهرت في أبو غريب وسجون أخرى في العراق وافغانستان. \r\n وأكد القائد العسكري الأميركي في العراق في حينه الجنرال ريكاردو سانشيز أنه وحده كان يمتلك الصلاحية للمصادقة على أساليب التحقيق القاسية في ابو غريب وأنه اصدر أوامره بتمديد الحبس الانفرادي لخمسة وعشرين سجينا فقط. \r\n ولكن جنود الاستخبارات العسكرية الذين عملوا في فريق المشاريع الخاصة بعد فترة قصيرة من إلقاء القبض على صدام قالوا انهم لم يعودوا بحاجة الى مصادقة الجنرال سانشيز على استخدام الأساليب القاسية. \r\n وبينما قال ضابط ومحقق انهما لا يتذكران عملية تخفيف قواعد التعامل، قال آخرون ان الكولونيل توماس باباس، ضابط الاستخبارات المسؤول في السجن، كان قد ابلغهم بأن لديهم موافقته المسبقة على استخدام تلك الأساليب ولم تعد هناك حاجة الى رفعهم خطط التحقيق اليه للمصادقة عليها. \r\n وكان آخرون يتذكرون انه كانوا لا يزالون بحاجة الى الحصول على مصادقة تحريرية ولكنها يمكن أن تأتي من رقباء في شعبة الاستخبارات العسكرية في السجن بدلا من مصادقة الكولونيل، وهو ما جعل عملية المصادقة أقصر من الناحية الاجرائية. وفي الأسبوع الماضي قال الكابتن دونالد ريس، آمر مجموعة من جنود الشرطة العسكرية متهمين باساءة معاملة السجناء، إن الكولونيل باباس كان في قاطع السجن في الليلة التي توفي فيها سجين اثناء التحقيق في نوفمبر الماضي، مما يشير الى ان الكولونيل باباس كان على دراية بمحاولات اخفاء وفاة السجين. \r\n وبعد ان واجه الاحتلال الأميركي هجوما متزايدا من جانب المتمردين عام 2003 فان التحقيقات في أبو غريب لم توفر معلومات مفيدة وفقا لما ذكره أفراد الاستخبارات العسكرية. ولكن في الأيام التي تلت اعتقال صدام في مزرعة قرب تكريت يوم 13 ديسمبر، ومجموعة من أقربائه وأنصاره زادوا عن العشرة تغيرت الأمور. وكان هؤلاء السجناء قد عملوا لصالح صدام في ما يصل الى 40 من اماكن الاختفاء. وكان بينهم عائلة صيادي سمك تمتلك بعض البيوت التي بقي فيها، وحراس شخصيون يعرفون باسم «الحماية» ومساعدون آخرون يقومون بكل شيء من اعداد الطعام ونصب أجهزة التبريد في غرفه الى نقل رسائل منه. \r\n وبينما سلم صدام حسين الى ضباط وكالة المخابرات المركزية ذهب المساعدون مباشرة الى أبو غريب. وبسبب وجود هذه المجموعة من السجناء المهمين فان ضباط السجن العسكريين استجابوا الى هذا التحدي بتشكيل مجموعة من حوالي 20 محققا. وقال جندي كان يعمل مع المجموعة انه «ما أن أصبحنا فريق المشاريع الخاصة تغيرت قواعد العمل. وبات الأمر: افعلوا ما تحتاجون الى فعله للحصول على معلومات. ومن الطبيعي اننا فعلنا الشيء الذي نريده». \r\n وفي بعض الحالات استخدم الفريق أساليب تحقيق قاسية مثل تقديم وجبة طعام واحدة يوميا للسجناء، والسماح لهم بالنوم لفترة أربع ساعات فقط يوميا، ووضعهم في زنازين انفرادية لمدة 30 يوما واستخدام كلاب بوليسية خلال التحقيق. \r\n وقال أحد الضباط ان أفراد الفريق كانوا يواجهون ضغوطا هائلة لأداء عملهم بصورة جيدة، ويعود جزء من ذلك الى أن الضباط الكبار كانوا قد عبروا عن اهتمامهم الشديد بنتائج التحقيقات. وكانت الجنرال فاست قد التقت مع المحققين من الدرجات الأدنى مرتين في ديسمبر وطلبت معلومات عن كل سجين. \r\n وقدم السجناء الجدد معلومات أدت الى القيام بالمزيد من الغارات واعتقال عدد آخر من الأشخاص المهمين، وبينهم جنرالات عراقيون سابقون ومسؤولون كبار في حزب البعث وزعماء عشائر من المتحالفين مع صدام. \r\n وكان الحراس الشخصيون أكثر نفعا، وكان بينهم اثنان على الأقل ممن نقلوا صدام بالسيارات الى اجتماعات مع مسؤولين سابقين في حزب البعث. وقال محلل كان يساعد في التحقيق مع السجناء «انهم كانوا يعرفون أين ذهب. لقد حصلنا على الكثير من الأسماء. وكنا على وشك القاء القبض على مسؤولين كبار آخرين». \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»