أمرت نيابة قصر النيل ووزارة الداخلية بالتحقيق مع عدد من الصحفيين والمحامين والنشطاء الذين تظاهروا علي سلالم نقابة الصحفيين ، بتهمة خرق قانون التظاهر، عقب تظاهرهم أمام النقابة عقب مؤتمر حول أحكام القضية المعروفة إعلاميا بقضية أحداث الشورى والتي صدر فيها أحكام غيابية بالحبس 15 عاما بحق الناشط علاء عبد الفتاح، و24 آخرين ، ما اعتبره مراقبون خنق وغلق لأخر منفذ للحريات في مصر كان يوصف قبل ثورة 25 يناير ب "هايد بارك" الحريات ، ومؤشر علي تدهور الحريات بصورة أبشع مما كان حتي في عهد مبارك. حيث اتهمت وزارة الداخلية خالد البلشي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، والناشطة اليسارية الصحفية بجريدة الفجر "رشا عزب"، وآخرين، بخرق قانون التظاهر ، وقال وكيل نيابة قصر النيل الذي يحقق في خرق قانون التظاهر بمظاهرة سلالم النقابة ، لمحامي النقابة أنه أصدر قرارا بضبط وإحضار رشا عزب، وجار استكمال بيانات البلشي، لإصدار ذات القرار بحقه ، فيما وأرسلت نقابة الصحفيين خطابا رسمياً، للنيابة، تؤكد أن النقابة كانت تنظم مؤتمراً داخل النقابة حول الحكم على متظاهري الشورى، فيما رد وكيل النيابة قائلاً لمحامي النقابة : "لا شأن لنا بخطاب النقابة نحن لا نحقق في مؤتمر داخل النقابة، لكن التحريات تشير إلى مظاهرة جرت على سلالم النقابة". يذكر أن مجهولين هاجموا عدداً من المشاركين في المؤتمر عند خروجهم لسلم النقابة عقب انتهاء المؤتمر واحتجزوهم لفترة داخلها قبل أن يتم التدخل ويتم خروج المشاركين بالمؤتمر ، وهو أمر تكرر في المظاهرات الأخيرة علي سلالم النقابة ما يعتبر توجه حكومي نحو منع التظاهر بالكامل علي سلالم النقابة وحصار النقابة بالبلطجية . سلالم النقابة ملاذ للمظلومين ومنذ بناء نقابة الصحفيين الحالية عام 1994 ، تحولت سلالمها المتدرجة الطويلة إلى "هايد بارك" للحريات، وصارت قبلة لجميع الحركات والقوى السياسية والنقابية المطالبة بالإصلاح والتغيير، كما تحول مدخلها وسلالم النقابة الطويلة لمقر المؤتمرات والمظاهرات والتجمعات مؤخرا، لكافة القوى السياسية. وأصبحت سلالم النقابة ملاذ للمتظاهرين من كل حدب وصوب، سواء سياسيين أو أصحاب عمل أو عمال ، حتى أن نكتة انتشرت بين الصحفيين حينئذ تقترح تأجير سلالم النقابة للمظاهرات ، لأن هذا سيعود بمكاسب كبيرة علي خزينة النقابة الضعيفة ، ونشر الاقتراح علي مدونات بعض الصحفيين . ولأهمية سلالم النقابة وما تلعبه من دور استراتيجي، فقد جعلها نقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد في أولويات برنامجه الانتخابي كمرشح نقيبا عام 2008 ، وأكد حينئذ أنه في حالة فوزه بالمنصب لن تقوم مظاهرة أمام النقابة إلا بإجماع من أعضاء المجلس ، واقترح بعض رافضي المظاهرات هدمها وإنشاء "مصعد كهربائي" للصحفيين لمبني النقابة ، بعدما أصبحت سلالم النقابة في عهد مبارك وبعد الثورة ، قبلة للمتظاهرين وأصحاب المطالب من الحكومة بسبب طول حجم سلالمه الرخامية التي يسهل التجمهر عليها .