قالت مجلة "نيو ريبابليك" New Republic الأمريكية أن صراع الوجود الذي بدا بين الانقلاب وجماعة الإخوان المسلمين سوف يستمر ويتدهور مستقبلا لأن كلا الطرفان يرفض تقديم تنازلات ، وأن جماعة الإخوان تؤمن بانتصارها في النهاية وسقوط الانقلاب ومحاكمة قادته ، وأنه حتي لو أقدم الانقلاب علي إعدام قيادات فهذا لن يفت في عضد الشباب الذين يقودون الثورة ضد الانقلاب حاليا ومستعدون للشهادة وغير موافقين علي أي مصالحة لا تنطوي علي عودة الرئيس مرسي ومحاكمة قادة الانقلاب علي المجازر التي وقعت ضد المتظاهرين ومحاسبة الشرطة . وقالت المجلة ، المحسوبة علي المحافظين الجدد أو تيار (المسيحيين الصهاينة) المؤيدين لوجهة نظر اللوبي الصهيوني ، في تقرير بعنوان : The Muslim Brotherhood Thinks It's Winning Again ، أي (الإخوان يعتقدون بقدرتهم علي الفوز مرة ثانية) إن هناك مخاوف أمريكية ومن جانب المجلس العسكري من قدرة الإخوان علي استيعاب الضربة التي وجهت لهم والتماسك والعودة بسرعة للفوز بالسلطة والانتقام من الانقلابيين داخل المجلس العسكري . ويقول الباحث "اريك تريجر" كاتب المقال أنه منذ الانقلاب وواشنطن تحاول التوصل لمصالحة بين الانقلاب ومعارضيه وتشجع المصالحة بينهما ، بيد أن أيا من الطرفين لا يقبل هذه المصالحة إلا بشروطه . ويؤكد انه رغم قتل الانقلاب أكثر من 2500 من المعارضين وسجن أكثر من 16 ألفا من المصريين لم تخف أو ينخفض سقف شروط الإخوان ومعارضي الانقلاب ، والجميع يتحدث عن "الانتقام" وعن عودة الرئيس مرسي ، على الأقل مؤقتا ، وأن يذهب أولئك الذين أبعدوه وبخاصة عبد الفتاح السيسي ويحاكموا ، وأن الإخوان يتعهدون بمواصلة المقاومة ويصرون أنهم منتصرون ، وننسى "المصالحة " ، ما يعني أن الصراع الوجودي بين الانقلاب ومعارضيه سيستمر ويزداد سواء . سببان لرفض المصالحة وأكدت New Republic ، في تقرير نشرته 19 مايو الجاري ، أن قادة الإخوان غير قادرين علي قبول أي "مصالحة" مع النظام الانقلابيين لسببين : (السبب الأول) أنهم يخشون من تمرد شباب الإخوان وبعض القواعد الذين فقد الكثير منهم أهل وأصدقاء في الحملة القاتلة التي تقوم بها سلطة الانقلاب ضد الاحتجاجات والمظاهرات ، والذين يؤمنون بأن الدم فقط هو لغة الثورة ، وهو ما يقوله عبد الله ميهي أحد شاب الإخوان للمجلة والذي فر إلى تركيا والذي يقول أنهم يريدون "تسوية تعادل ما شاهدوه من قتل وقمع" ، ما يعني أن جماعة الإخوان تدرك أن السعي لمصالحة دون محاسبة قادة الانقلاب وعقابهم علي الدم الذي أريق "سوف تقسم منظمتهم" بحسب المجلة الأمريكية . أما السبب (الثاني) لرفض قادة الإخوان المصالحة مع قادة الانقلاب هو أنهم يعتقدون رغم كل القمع والقتل أنهم سيفوزون في النهاية وسينهار الانقلاب، حيث يدركون إن الهدف من الانقلاب هو القضاء على الإسلام السياسي ، كما يقول د. جمال حشمت القيادي الاخواني من اسطنبول للمجلة ، وأن الناس عندما تقارن بيم حكم مرسي والسيسي يدركون حجم الكارثة بعد مرسي . وهو نفس ما يقوله المحامي محمد طوسون محام الرئيس مرسي الذي يقول أنه لا يوجد انقلاب في العالم حظي بمثل هذه المعارضة ، ولا رصاص قوبل بمثل هذه المقاومة كما يحدث في مصر ، وهي معارضة تتزايد مع الوقت . إعدام الانقلابيين وتقول المجلة الأمريكية أن شباب الإخوان الأصغر سنا يصرون علي محاكمة قادة الانقلاب علي القتل الجماعي للمتظاهرين وتنفيذ حكم الإعدام فيهم ، وأن يكون هناك لجنة تحقيق مستقلة محايدة في جرائم القتل التي وقعت وتكون النتائج إلزامية للجميع، ولو أيد السيسي وزملاءه يتم إعدامهم وقال أحد الطلاب الإخوان في جامعة القاهرة : "بطبيعة الحال، فإن الجيش لن يقبل مجموعة من المطالب التي تنطوي علي إعدام الجنرالات " . إطلاق 10 ألاف إخواني مقابل نسيان مرسي وتنقل المجلة الأمريكية عن عماد عبد الغفور مستشار مرسي السابق والذي تقول انه يدير اتصالات بين الإخوان والجيش أن الجيش يطالب مطالب متشددة مثل الإخوان أيضا ، وأنه مستعد لإطلاق سراح كل الاخوان المعتقلين ما عدا 300 من القيادات يبقوا داخل السجون ، ويري (عبد الغفور) أن هذا معناه أن يذهب 10 ألاف إخواني الي منازلهم ، وأن يقبلوا بخطة الجيش ما يعني الاعتراف بشرعية الإطاحة مرسي . وتقول المجلة أن الجماعة تدار مع هذا رغم اعتقال قادتها ولا أحد يعرف كيف تدار ولا كيف تصل الأوامر للشباب في المظاهرات رغم وجود بعض القادة في الخارج ، وأنه حتى من دون معرفة قادتهم ، لا يزال شباب الإخوان المسلمون يتبعون الأوامر التي يتلقونها من خلال مواقع ووسائل التواصل الاجتماعية الإخوانية ، كما يحدث في مظاهرات الجامعات مثلا . وتنقل عن بعض شباب الاخوان قولهم أنهم مستمرون حتي أخر قطر دم وأخر و"سنستمر في المقاومة حتى آخر قطرة لأننا تذوق الحرية ولن نقبل أن نعود لنتذوق طعم العبودية مرة أخرى. ، وربما هذا هو السبب الرئيسي – في تقدير المجلة – الذي يجعل "المصالحة " غير قابله للتحقق ، فكثير من الإخوان المسلمون يفضلون الموت ومحاربة النظام العسكري الحالي علي الجلوس معه . http://www.newrepublic.com/article/117820/egypts-muslim-brotherhood-thinks-its-winning-war-future