أعلن السفير الدكتور بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الأربعاء، أن الولاياتالمتحدة قامت بالفعل بترشيح سفير جديد للعمل في القاهرة. وقال «عبد العاطي» في مؤتمر صحفي، الأربعاء، أن الجانب الأمريكى نقل كما تقضى الأعراف الدبلوماسية اسم هذا المرشح إلى الجانب المصري، مضيفًا: «وقد وافقنا عليه" . ورفض «عبد العاطي» ذكر اسم السفير الأمريكي الجديد، قائلا: " ذلك أمر يخص الجانب الأمريكي كونه مسألة تتعلق بالإجراءات البيروقراطية الداخلية الخاصة بعملية تعيينه" ، إلا أن مصدر دبلوماسي، رفض ذكر اسمه قال إن الولاياتالمتحدة رشحت السفير روبرت بيكروفت، سفيرها السابق في الأردن ،والقائم بأعمال السفير في العراق ، سفيرا لها في مصر. وسبق أن تولى السفير الجديد (بيكروفت) منصب سفير الولاياتالمتحدة في الأردن ما بين عامي 2008 و2011، كما شغل عدة مناصب في سفارتي الولاياتالمتحدة في السعودية وسورية . ولا يوجد سفير للولايات المتحدة فى القاهرة منذ شهر أغسطس الماضي، أي منذ أكثر من تسعة أشهر كاملة عقب إنهاء عمل السفير السابقة (أن باترسون) التي التقت خلال عملها بمرشد الإخوان وقادة الإخوان ونظر لها كثيرون علي أنها مؤيدة للإخوان بينما كانت تقوم بعملها في ظل وجود رئيس من الإخوان ، وبرغم تأكيد المشير السيسي في حواره الأخير أنها كانت علي علم بالانقلاب يوم 3 يوليه وطلبت تأجيله يومين ، ما يؤكد تخابره مع السفارة الأمريكية . وترددت أنباء سابقة عن أن المرشح للمنصب هو السفير روبرت فورد سفير أمريكا الحالي في سوريا ، وأن القاهرة أبلغت واشنطن رفضها وعدم ترحيبها بهذا السفير الجديد ، وهاجمته صحف موالية للنظام ، وقالت صحف أمريكية أن السفير "فورد" مكروه في مصر لأنه كان يتعامل مع الإسلاميين في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد . وزارة الدفاع تولت ملف العلاقات وطرح غياب سفير أمريكي عن مصر هذه المدة الطويلة عدة تساؤلات دارت حول : توتر علاقات الدولتين، وتردد الإدارة الأمريكية بخصوص ما يجب أن تفعله تجاه تطورات الأحداث فى مصر وإهمال القنوات الدبلوماسية في ظل هيمنة الجيش علي المشهد المصري واعتماد العلاقات بين الدولتين على مؤسستى الدفاع فى الدولتين بدليل حدوث ما يزيد على 30 اتصالا تليفونيا بين وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل ونظيره السابق المشير عبد الفتاح السيسى، أى بمعدل مكالمة كل ستة أيام بعد الانقلاب مباشرة . وكانت السفيرة السابقة (باترسون) تعرضت لانتقادات كثيرة قبل وأثناء المظاهرات التى انتهت بالانقلاب العسكري علي الرئيس محمد مرسى وخرجت عناوين بعض الصحف المصرية تصف السفيرة بأنها «سفيرة جهنم» وأنها «المندوب السامى الأمريكى فى مصر» و«باترسون الوقحة» و«باترسون الخنفساء البيضاء» . وعقب مغادرة آن باترسون للقاهرة اختارت واشنطن أن تعين السفير دافيد ساترفيلد للعمل لعدة أشهر كقائم بالأعمال في السفارة الأمريكية باعتبار أنه علي علاقة طيبة مع الجيش المصرى لأنه كان مديرا عاما للقوة المتعددة الجنسيات والمراقبين فى شبه جزيرة سيناء . وعقب انتهاء مهمة ساترفيلد فى يناير الماضى 2014 تم تكليف السفير مارك سيفيرز بالقيام بمهام القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة . هجوم ورفض مصري للسفير فورد وأشيع سابقا أن واشنطن كانت تنوي تعيين السفير (روبرت فورد) السفير الأمريكي السابق في سوريا سفيرا لها فى القاهرة، وان القاهرة اعترضت عليه ، ولكن وزير الخارجية المصري أبلغ جون كيري نظيره الأمريكي – بحسب الصحف الأمريكي – أن مصر لا تعترض عليه ولكنها تخشي أن يعاني "فورد من عزله في القاهرة بسبب النظرة له في مصر علي أنه رجل المخابرات الأمريكية الذي أشعل فتيل الحرب الأهلية في سوريا والمخاوف من دور مشابه في مصر ، ما دفع واشنطن للتخلي عن ترشيحه في مصر . إذ أشتهر السفير "فورد" عندما كان فى سوريا بمساندته القوى للمعارضة ضد نظام بشار الأسد، وأنه يحظى بالقبول لدى الإسلاميين ، وهو ما يفسر أسباب تخوف الحكومة الحالية في مصر منه . ومنذ تردد اسم السفير الجديد (روبرت فورد) كسفير جديد بالقاهرة والصحف المصرية الموالية للانقلاب تهاجمه بضراوة وتصفه بأنه (سفير الحروب الأهلية) و(شيطان الدبلوماسية الأمريكية) .