اعترف وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف أفيغيدور ليبرمان بوجود اتصالات سرية بين إسرائيل ودول الخليج العربي ، وأكد إنه "يمكن لإسرائيل التوصل لاتفاقيات سلام مع معظم الدول العربية المعتدلة خلال الأعوام الخمسة المقبلة"، دون أن يحدد تلك الدول . وحول طبيعة الاتصال بين إسرائيل وما أسماها دول الاعتدال العربي قال ليبرمان - في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية اليوم الاثنين 14 ابريل 2014 - "عندنا الكثير من القنوات والسبل للاتصال"؛ مؤكدا على وجود اتصالات سرية بين إسرائيل ودول الخليج العربي " ، وأوضح أنّه : "لا يوجد خيار سوى التحول من مرحلة سرية المحادثات بيننا إلى مرحلة إظهارها" ، وسيكون ذلك في غضون سنة أو سنة ونصف وفقا لحديث ليبرمان . وقال الوزير الصهيوني أنه ليس لديه مشكلة في زيارة الخليج العربي، مؤكدا : "كانت لي لقاءات واتصالات بهم منذ سنوات قليلة ماضية" ، مؤكدا أن إسرائيل تقف إلى جانب دول الاعتدال العربي خلف متراس واحد لمحاربة حماس وحزب الله والإخوان المسلمين، مؤكدا أن وصف هذه الجماعات بالإرهاب في عدة دول عربية لا تقف خلفه إسرائيل أو الصهيونية . وأضاف أن دول الخليج باتت تدرك أن الجهات التي تهددها هي إيران وحزب الله (اللبناني) وتنظيم القاعدة، وليس إسرائيل . مهندس الاتصالات الاسرائيلي مع الخليج وسبق أن كشفت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية في فبراير الماضي عن شخصية "بروس كشدان" Bruce David Kashdan الدبلوماسي الإسرائيلي، الذي تبين أنه مهندس العلاقات السرية بين إسرائيل ودول الخليج، وهو ما أكده مراسل الشؤون السياسية في الصحيفة، إيلي بيردنشتاين، نقلاً عن مصادر وصفها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب. وقالت أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ترفض التخلي عن خدمات كشدان، الذي يطلق عليه في دولة الاحتلال لقب سفير فوق العادة في الخليج العربي، الأمر الذي دفع بوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إلى أن يصر على تجديد التعاقد معه. وقالت معاريف إنه "بفضل الجهود التي يبذلها كشدان، فإن العلاقات بين إسرائيل والدول الخليجية جعلت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجاهر بالقول إن دول الخليج لا ترى في إسرائيل دولة عدو، بل دولة صديق " . ونقلت عن مصادر إن "كشدان" لعب دورًا مهمًا في تنسيق لقاءات واجتماعات بين مستويات سياسية وأمنية تنفيذية في كل من دول الخليج وإسرائيل، بغرض التنسيق والتعاون في مجالات مختلفة، خصوصًا في كل ما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي المختلفة والطاقة، مشددةً أيضًا على أنه لعب دورًا حاسمًا في التوسط بين الصناعات العسكرية وشركات التقنية المتقدمة في إسرائيل ودول الخليج التي تبدي حماسًا لشراء منظومات قتالية وأجهزة حساسة من الدولة العبرية، بحسب ما أكدته المصادر في تل أبيب. ولفتت الصحيفة إلى أن الدبلوماسي السري كشدان احترم رغبة ممثلي دول الخليج في إقامة علاقات منفردة مع كل دولة خليجية على حدة، بحيث لا يتم إطلاع أي دولة على طابع العلاقة بين إسرائيل والدول الخليجية الأخرى . ويعتبر كشدان المسؤول عن تنظيم الزيارات السرية والعلنية التي يقوم بها مسؤولون إسرائيليون، لدول الخليج، وضمنها الزيارة الأخيرة التي قام بها مؤخرأ المحامي إسحاق مولخو، المبعوث الخاص والشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين لنتيناهو لإمارة دبي ولقائه بمحمد دحلان، حيث تم البحث خلال اللقاء في مرحلة ما بعد رئيس السلطة محمود عباس ودور دحلان المحتمل فيها . وتوضح برقيات سرية لوزارة الخارجية الأمريكية تم تسريبها لموقع (ويكليكس) في العام 2010 أيضًا أن كشدان كان مسؤولاً أيضًا عن العلاقات بين إسرائيل والبحرين . المجال السعودي في خدمة طائرات اسرائيل وقالت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية يوم 17 نوفمبر 2013 الماضي في تقرير بعنوان : (Two old foes unite against Tehran) أو (اثنين من الخصوم القدامى يتوحدان ضد طهران ) ، أن وكالة المخابرات الاسرائيلية (الموساد) تعمل مع المسئولين السعوديين بشأن خطط طوارئ لهجوم محتمل على إيران إذا لم يتم كبح جماح برنامجها النووي بشكل ملحوظ في صفقة قد يتم التوقيع في جنيف . وقالت الصحيفة البريطانية أن "الرياض بالفعل أعطت الضوء الاخضر للطائرات الاسرائيلية باستخدام مجالها الجوي في حال وقوع هجوم على إيران " وأن "كلا الجانبين على استعداد الآن للذهاب أبعد من ذلك بكثير " ، وهو ما نفته المملكة السعودية لاحقا . ونشر تقرير مشابه في نفس اليوم بصحيفة (جيروزاليم بوست) الاسرائيلية في العنوان الرئيسي بموقع الصحيفة الإسرائيلية بعنوان : (Mossad working with Saudis on contingency plans for potential attack on Iran ) أي ( الموساد الصهيوني يتعاون مع السعودية بشأن خطط طوارئ لهجوم محتمل على إيران ) ، وفيه تأكيد علي لسان مصادر دبلوماسية اسرائيلية أن "الموساد يعمل بالتعاون مع محافل رسمية في السعودية للتخطيط لشن هجوم محتمل على إيران" .