في ظل الزحف الروسي المحموم لابتلاع القرم وحل الأزمة الأوكرانية حلا يتوافق ومصالحها بالمنطقة، تتضاءل الخيارات الغربية لاحتواء الوضع المتفاقم، لا سيما بعد التصويت بنعم في الاستفتاء بشبه جزيرة القرم على الانضمام لروسيا، والذي كان مجرد غطاء للغزو الروسي للمنطقة. وحول الموقف الغربي والأمريكي، أكد الكاتب الصحفي دانا ميلبانك أن الأزمة الأوكرانية كشفت محدودية القوة الأمريكية، حيث وقفت واشنطن عاجزة أمام إصرار روسيا على ضم شبة جزيرة القرم. وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست قال ميلبانك إنه كان بمقدور الرئيس الأمريكي باراك أوباما منع تدهور الأمور في أوكرانيا، لكن الوقت مضى. ووصف الكاتب فيكتور سبستيان الأوضاع في أوكرانيا جعلت العالم يبدوا كأنه في منتصف الحرب الباردة الجديدة بين الغرب والشرق، خاصة في أعقاب ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شبه جزيرة القرم الأوكرانية بأسرع ما يكون. وأوضح الكاتب في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أنه لا توجد حرب باردة جديدة، لأنه لا يبدو أن بوتين يمكنه التأثير سوى في من يصفق له بموسكو، وأنه يصعب أن نرى قادة الفلاحين في أمريكا الجنوبية أو آسيا أو أفريقيا يقاتلون من أجل عقيدة ثورية مستلهمة من موسكو. من جانبه قال الكاتب بن ولفجانج إن الغزو الروسي للقرم يستدعي إعادة تقييم العلاقات الأميركية الروسية، مضيفا أن بوتين يعود بروسيا إلى الوراء، وإنه تسبب في غضون أسابيع بمحو التقدم الذي حققته بلاده في سنوات ما بعد الحرب الباردة. وتساءل الكاتب ماكوبين أوينز عن الكيفية التي يمكن من خلالها لأوباما هزيمة بوتين في مجال سلاح الطاقة، موضحا أن الغاز والنفط هما محور الخلاف بين الجانبين. وأشار الكاتب إلى أن بوتين لم يتردد في التصريح بأن أوكرانيا تعتمد على روسيا في أكثر من ثلثي احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وأن أوروبا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 34% من حاجتها، ولكن إدارة أوباما ترددت في استخدام هذا السلاح بوجه بوتين.