في الوقت الذي نص فيه دستور 2012 في مادته رقم 44 على تحريم سب الأنبياء والصحابة،، جاءت لجنة الخمسين التي شكلها الانقلاب لتلغي هذه المادة وتترك الباب مفتوحاً لسب الأنبياء والصحابة وإزدراء الأديان تحت مزاعم حرية التعبير والإبداع. وكان للأزهر وعلمائه باللجنة دور في إلغاء هذه المادة، وغيرها من المواد المتعلقة بالشريعة والهوية الإسلامية لمصر مكتفياً بتلك المادة التي أعطت له - أي الأزهر - استقلالية مبهمة تحدثت فيه عن قيمته باعتباره المرجعية في الشئون الإسلامية. إلا أن أحداً لم يدرك أن المؤسسة الكبرى ستدفع سريعاً ثمن تورط شيخها الأكبر ومن ورائه علماء وصفهم البعض بعلماء السلطان، في ديباجة دستور الانقلاب، ليقف الأزهر مكتوف الأيدي أمام نية دور العرض السينمائي عرض فيلم يجسد شخصية نبي الله نوح عليه السلام. الفيلم الذي يقوم ببطولته الممثل الأمريكي راسل كرو، والمقرر عرضه قريباً بدور العرض المصرية، دفع الأزهر لإصدار بيان رفض فيه عرض الفيلم الذي يتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل ويمس الجانب العقائدي وثوابت الشريعة الإسلامية ويستفز مشاعر المسلمين ويعد حرام شرعاً. بيان الأزهر فضلاً عن تصريحات بعض علمائه الرافضة لعرض الفيلم، ضرب به السينمائيون والنقاد عرض الحائط، للدرجة التي دفعت الناقد سمير فريد بالقول إن مسألة منع الفيلم تشبه محاربة طواحين الهواء مطالباً الأزهر أن يعيش عصر انفتاح العالم. ويبدو أن الأزمة الحالية لا يتوقع منها أن تهدأ قريباً، بل على العكس ربما ستكون في طريقها للاشتعال بعدما هدد الأزهر بتقديم شكوى رسمية للمشير عبدالفتاح السيسي لمنع عرض الفيلم، في الوقت الذي كانت المادة 44 الملغاة كفيلة بأن تمنع مثل عرض هذه الأفلام، فأين للأزهر الآن هذه المادة التي ألغاها بيده.