لا أستطيع أن أدير ظهري إذا ما طالبتي الغالبية بالترشح للرئاسة.. بهذا الكلمات ربما يكون المشير عبدالفتاح السيسي قد أعلن عن نيته بشكل شبه رسمي عن خوض الانتخابات.. وكأنه بهذا فاجأ الجميع الذين يدركون سواء المؤيد أو المعارض أن السيسي هو الرئيس القادم لمصر عبر انتخابات «وهمية» السيسي في كلمته في حفل انتهاء فترة الإعداد العسكري والتدريب الأساسي لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية، قال إنه لا يستطيع أن يدير ظهره عندما جد الغالبية تريده أن يترشح لانتخابات الرئاسة. كلمة الغالبية تعكس نظر السيسي ل «الأقلية» التي ترفض ترشحه للرئاسة وأنه يرى في مؤيديه، الغالبية المكتسحة للشعب المصري. وبنظرة عامة ل «الأقلية» الرافضة للسيسي، سيجد المتابع أنها تمثل أولاً رافضي الانقلاب العسكري والذين يأتي على رأسهم التيار الإسلامي بشكل عام وجماعة الإخوان المسلمون بشكل خاص - حيث لا يؤيد الانقلاب سوى حزب النور الذي انخفضت شعبيته وقاعدته السياسية كثيراً بعد الانقلاب - وهو التيار الذي يمثل وفقا للانتخابات والاستفتاءات التي شهدتها مصر خلال العامين الماضيين أغلبية واضحة أو بعبارة أخرى فهو تيار يمثله ملايين لها تأثير واضح في الشارع السياسي. وتأتي فئة الشباب في قامة الرافضين للسيسي، خاصة أولئك الذين يمثلون تيارات سياسية أخرى بعيدة عن التيار الإسلامي، والذين يرفضون عودة الإخوان كما يرفضون حكم العسكر، وقد عسكت الاستفتاء الأخير على الدستور الشهر الماضي حجم المقاطعة المذهلة لجيل الشباب لهذا الاستفتاء وهو ما اعتبر رفض ضمني للأوضاع القائمة في مصر وعلى رأسها فكرة ترشح السيسي للرئاسة. الأقلية أيضاً تبرز فيها وبقوة فئة العمال، الذين خرجوا طوال الأيام الماضية مطالبين بحقوقهم المادية والمعنوية، وهو، وإن كان منهم كثيرون قد أيدوا الانقلاب وربما يسيرون نحو تأييد السيسي، إلا أن أوضاعهم الاقتصادية وغموض وجود حل واضح وسريع لمشاكلهم، ربما يغير وجهتهم نحو دعم السيسي وترشيحه، ليسيروا على خطى الشباب ويقاطعوا الانتخابات برمتها. القائمة الطويلة والغير منتهية من الرافضين للانقلاب ومن ثم ترشيح السيسي للرئاسة، يبدو أن المشير لم يراها، ورأى فقط مؤيديه عبر وسائل الإعلام التي ما تزال تسبح بحمد قائد الانقلاب ومن ورائهم أعداد هي بالفعل ليست قليلة ولكنها لا تملك في رصيد السياسة شيئاً مثلها مثل زعيمهم ورئيسهم المنتظر!