إن التجربة المغربية تجربة استثنائية لأن المجال السياسي العام في هذا البلد مختلف أيما اختلاف عن الدول سالفة الذكر: فالملَكية في المغرب كما أسلفنا لم تمنع يوماً من الأيام التعددية الحزبية السياسية، وعدم منعها مكنها من مزاولة الشأن السياسي والشأن العام والدخول في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع النخبة السياسية في الحكم، إلى أن وصلت المعارضة الاشتراكية إلى الحكومة في أول حكومة ائتلافية في تسعينيات القرن الماضي، وعندما وصلت تذبذبات الثورة التونسية إلى كل الدول العربية، كان المجال السياسي المغربي مهيأ مقارنة مع المجالات السياسية العربية الأخرى، ومحوطا بهالة من التجربة الدستورية والسياسية والانتخابية. وحزب العدالة والتنمية المغربي الذي كان في المعارضة سابقاً استفاد من مجال سياسي عام منفتح متواجد منذ زمن بعيد، واستفاد منه المجال السياسي العام بفضل تنازلاته السياسية مقارنة مع الأحزاب الإسلامية العربية الأخرى، ولولا هذان الشرطان لفسدت التجربة المغربية. في تونس ومصر، الأحزاب الإسلامية لا تستفيد من مجال سياسي عام متواجد منذ زمن بعيد ولا يستفيد منها المجال السياسي العام نظراً لقلة تبصر بعضها لتصبح في النهاية تيارات ذات لون ديني ولكن بأخلاقيات السياسة وجعجعة التحزب وطنطنة الشعارات... وتظن أنها الوحيدة في الحلبة السياسية فتشتد حمى التنافس داخل التيارات نفسها وتتوافق قوى عندما تتناقض أخرى وتتألف جبهات عندما تتقطع أخرى فتبدو الأمور في المجال السياسي العام مضطربة مختلطة مهتزة وغامضة فتضيع للأسف مصالح البلاد والعباد... وبين التجربة المغربية وما وقع مؤخراً في مصر وتونس دروس وعبر. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا