عمر سليمان رحل فى أمريكا بمرض نادر أو كما تقول الخرافات فى سوريا «بمؤامرة إقليمية على رجال مخابرات هذه المنطقة من العالم..» وهو نوع من الشخصيات تصنع الحكايات منها كيانات أسطورية/ وتلقى السرية بظلالها الخرافية/ فقد كانت صورة عمر سليمان ممنوعة من النشر حتى عام 2003 تقريبا/ يومها نشرتها «معاريف الإسرائيلية» ولم تتخذ الصحيفة التى كنت أعمل فيها قرار النشر إلا بعد التأكيد أنها منقولة من الصحيفة الإسرائيلية.. وكانت حتى هذا التاريخ تُخْلى قاعة مجلس الشعب من المصورين ساعة التجديد لعمر سليمان فى موقعه بالمخابرات. ومنحه العُبوس والتجهم وهمًا إضافيا كمن يحمل همًّا تراجيديا أو مهمة كونية.. أو تنحشر داخله مشاعر محبوسة تحت ثقل المسؤولية. عمر سليمان لم يعرف بكل خبراته أن يلعب دور بوتين فى روسيا، المقاتل الماكر الذى حافظ على بناء دولته الأمنية بعد سقوط الشيوعية التى بَنَتْها. بوتين مدير مخابرات قدّم موديلا للانتقال استوعب وضع روسيا.. وهندس إقامته الطويلة بمراعاة طبيعة شعب خارج من قهر أباطرة الشيوعية. لكن عمر سليمان فاقد لهذه الملكات أو المواهب أو القدرات خارج حدود مهماته.. يشبه رئيسه.. وعصره.. خرج بوجه كئيب، بينما كانت الثورة ضاحكة وخفيفة ومبهجة.. فخسر صورته التى صنعت سنوات طويلة وبدت محدوديته واضحة بعد خروجه من الغرف المغلقة. ورغم هذا فهناك أكثر من 25 ألف مصرى يهتفون «الله حى.. الجنرال جاى».. ويجهزون لاحتفالية/ مظاهرة/ وقفة تطالب بالظهور/ التجلى. وهو نوع إغواء جديد على السياسة فى مصر التى تغادر العقل إلى كل ما يتعلق بالهوس/ والتعدد السياسى هنا يبدو تعددًا فى بناء معابد الهوس الافتراضية، فالمنتظرون لعمر سليمان يبنون دعايتهم على: «أن عودته أقرب وأصدق من عودة محمد مرسى».المغادرة على «ميتافيزيقا سياسية» أبطالها إما فى القبور وإما فى السجون/ هو خيال دوار يصنع فراغه/ أو يشغله بما لديه من خرافات ترد على الوهن الذى يفرضه واقع مرعب/ تعيش فيه المدينة أيام الهوس الكبير. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا