ترْك لبنان رأساً للهلال الشيعي الإيراني قد يغير من موازين السياسة العربية كلها؛ لأن الأيديولوجيا التي يحملها الحزب تذهب إلى الاحتماء بمقدس ديني، ونقيض ما كان يعيشه لبنان من تعددية حزبية وطائفية، ثم إن الغاية من إنشائه ليس فقط حماية الطائفة، وإنما لعب دور للدولة الإقليمية غير العربية، والمعادية بشكل صريح للأغلبية السنية فيه، وهنا جاء دور المملكة بتعزيز دور الدولة كبديل عن الأحزاب والطوائف من مبدأ ألا ينزلق إلى عودة للحرب، أو الارتماء في حضن إيران، وبالتالي فإن التعهد في بناء قوة عسكرية لا تنتمي لأي أقلية أو أكثرية من التصنيفات اللبنانية، يعني عودة لبنان لحماية أمنه الوطني وقراره السياسي بغطاء أمني، ومساهمة المملكة بثلاثة مليارات دولار جاءت من أجل غلق الأبواب على أي دور لحزب أو تجمع بمساعدة قوة خارجية ما يعني تعريضه ليكون البديل الأخطر في تنمية دور الإرهاب، وهو بيئة صالحة بشكل كبير لو عادت حروب الطوائف.. ونأتي على الحالة السورية وتأثيرها على مجمل أمن لبنان والتي تؤكد أن دخول حزب الله في شؤونها قد ينجح لوقت محدود في مساندة قوة النظام المدعومة من إيران والعراق، لكن ما بعد سكوت الطائرات والمدافع ستكون سورية جواراً مرعباً؛ لأن الثارات التي جعلت حزب الله يعتدي على شعب يريد أن يقرر مصير دولته ووجوده، سوف تفتح الأبواب المغلقة على كل وصفة، لأن هناك شعوراً عاماً طاغياً خلق قناعة بأنه جزء من أزمة سورية، وهذا لن يأتي بالتسامح والتعايش السلمي، ولذلك فالحل الوحيد هو أن تكون دولة لبنان هي القوة التي تمثله، وتحجيم حزب الله عند حدود دوره السياسي فقط، وهذا ما أجبر المملكة على اتخاذ قرار إنقاذ لبنان من أن يكون عامل تهديد للاستقرار العربي كله.. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا