دينامية جديدة تكتسب زخماً بين موسكووالقاهرة ، وقت تتطلع الاولى الى زيادة نفوذها في المنطقة وتسعى الثانية الى مواجهة ضغوط واشنطن، فالى أين يمكن أن يذهب هذا التقارب المستجد بين حليفين سابقين؟ تكتسب زيارة وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو للقاهرة غداً والرامية الى البحث في مسائل تتعلق "بالتعاون العسكري والتقني"، دلالات كبيرة، ذلك انها تأتي في خضم توتر واسع بين مصر وواشنطن، وتتزامن مع محاولات موسكو تعزيز حضورها في المنطقة وحشد دعم اقليمي لمؤتمر "جنيف-2" لسوريا. فمنذ "ثورة 30 يونيو" التي أطاحت الرئيس محمد مرسي المتحدر من صفوف "الاخوان المسلمين"، شهدت العلاقات بين القاهرةوواشنطن التي كانت المزود الاول لها مساعدات ومعدات عسكرية طوال أربعة عقود توتراً واضحاً بلغ ذروته مع قرار الادارة الاميركية في التاسع من تشرين الاول تعليق جزء من المساعدات العسكرية السنوية البالغة قيمتها 1,3 مليار دولار، "في انتظار احراز تقدم ذي صدقية في اتجاه حكومة مدنية منتخبة ديموقراطياً من طريق انتخابات حرة ونزيهة". وشملت المساعدات المعلقة، استناداً الى مسؤولين أميركيين، تسليم أربع مقاتلات من طراز "ف - 16" وعشر طائرات هليكوبتر من طراز "أباتشي" وطواقم دبابات "أم 1 أي 1" وصواريخ مضادة للسفن "هاربون". وأثار تعليق المساعدات وقت تواجه الحكومة الموقتة خطر جماعة "الاخوان المسلمين" والإرهابيين الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء، استياء القاهرة والذي عبر عنه بوضوح وزير الخارجية نبيل فهمي بقوله إن العلاقات بين القاهرةوواشنطن هي عند مستوياتها الدنيا. وفي موازاة التدهور في العلاقات، بدأ المسؤولون المصريون يلمحون الى اعادة ترسيم لخريطة العلاقات الخارجية لمصر . وزار فهمي موسكو منتصف أيلول الماضي، في واحدة من أولى رحلاته الخارجية. كذلك، نشط على خط موسكو - القاهرة نوع من "الديبلوماسية الشعبية".وفي هذا الاطار، تزور حالياً بعثة تعد مثقفين وشخصيات عامة وهي الثانية من نوعها، العاصمة الروسية، حيث تعقد لقاءات مع مسؤولين روس. وفي المقابل، وصل الى القاهرة أمس وفد شعبي روسي يتوقع أن يجري عدداً من اللقاءات الشعبية والرسمية. وضم الوفد المستشار في الكرملين ليونيد ايساييف ومدير الصندوق الدولي للتضامن المسيحي دميتري باخدموف، الى باحثين وأكاديميين. نوع المقال: سياسة دولية