«زي ما قال الريس منتخب مصر كويس».. تلك الجملة الشهيرة التي رددها جمال مبارك وأخيه علاء أثناء رحلاتهما الدائمة مع منتخب كرة القدم كنوع من الاستغلال السياسي لانتصارات المنتخب من أجل توريث الحكم... وهو الاستغلال الذي تلقى ضربة قاصمة حين فشل المنتخب في الوصول لمونديال 2010 . واليوم جاء الانقلابيون ليعيدوا نفس الكرة من جديد من خلال الاستعانة بكرة القدم من أجل تلميع النظام الحالي أو بالأحرى الفريق عبدالفتاح السيسي، وهي العادة دائماً للأنظمة الديكتاتورية والتي تستغل اهتمامات الشعوب من أجل تحقيق أهدافها. إلا أن رياح الرياضة جاءت بما لا تشتهي سفن الانقلاب، إذ تحولت فجأة الاحتفالات التي كان يعدها الانقلابيون على شرف الفريق السيسي راعي الرياضة والرياضيين، إلى حالة من الهيستريا والتخبط كشفت عنها تلك التصريحات التي أقل ما يمكن أن توصف به أنها تعبر عن حالة الانقلاب، والذي ما يزال يواصل طريقه نحو الانحطاط والانهيار. فلم يكن غريباً، على انقلابيين برروا قتل وحرق الآلاف واختطاف رئيس منتخب واعتقال الآلاف،، أن ينظروا لما حدث في مباراة مصر وغانا بأنه مؤامرة من الدول المعادية لمصر وأن التنظيم الدولي للإخوان كان هو المحرك الرئيس لهذا المخطط الذي استهدف بحسب زعمهم، «العكننة» على الشعب المصري في العيد!!!! سلطات الانقلاب ومن ورائها إعلام ورياضيون، كانت تسعى لاستغلال مبارتي مصر وغانا الاستغلال السياسي الأمثل، أولاً من أجل إلهاء الرأي العام عن جرائم الانقلابيين وفشلهم الاقتصادي والسياسي، وثانياً بهدف تلميع وجوه انقلابية على رأسها السيسي، صدمتها النتيجة الثقيلة «6-1» والتي لا تعني سوى أن لقاء العودة بالقاهرة لن يكون أكثر من تحصيل حاصل ومباراة ربما يمنى فيها المنتخب بهزيمة جديدة من الغانيين.. الأمر الذي دفعهم لإيهام البسطاء بإمكانية تعويض الخسارة في العودة خاصة إذا ما حضرها الفريق السيسي! وزاد الانقلابيون في هذيانهم، حين خرجت لجنة الحريات بنقابة المحامين لتتحدث عن مؤامرة كونية ضد منتخب مصر، تضافر فيها الجميع بما في ذلك جمهور غانا الذي رفع علامة رابعة في المدرجات، إضافة للحكم المغربي فضلاً عن قناة الجزيرة التي حصلت على حق البث الحصري للمباراة .... - اربط كل هذه الأسباب ببعضها للتعرف على المؤامرة الكونية .. ولله في خلقه شئون- ! وتحدث لجنة الحريات عن ملف يتم إعداده لتقديمه لطاهر أبو زيد وزير الرياضة في حكومة الببلاوي ليقدمه للفيفا حول الوقائع التي شهدتها المباراة وهي الوقائع التي تؤكد وجود هذه المؤامرة وتدفع لإلغاء نتيجة المباراة. ولعل التصريحات التي تلت مباراة مصر وغانا خاصة من جانب بعض الرياضيين تدفع للحديث عن ضيق الأفق الذي يعاني منه رياضيي مصر، وبل وابتعادهم عن كافة قضايا ومشكلات بلدهم، إذ أعادت تلك التصريحات إلى الأذهان ما قاله حسام حسن مدرب الزمالك الأسبق، حين وصف ثورة يناير بالمؤامرة الأهلاوية ضد فريقه بعد أن وصل الزمالك وقتها إلى القمة بفارق 6 نقاط عن الأهلي، وهو ما دفع جمهور الأهلي للاحتشاد بميدان التحرير والمطالبة بإسقاط مبارك كذريعة لإلغاء الدوري وحرمان الزمالك منه!